Published On 9/10/20259/10/2025
|آخر تحديث: 13:45 (توقيت مكة)آخر تحديث: 13:45 (توقيت مكة)
ناقد، وكاتب عمود، ومذيع، ومحاور، يعد من أبرز الإعلاميين المؤثرين في الوسط المحافظ الأميركي، وجه انتقادات وصفت بالحادة لإسرائيل وتساءل باستمرار عن جدوى الدعم الأميركي المطلق لها، وهل يعتبر ذلك خرقا لمبدأ "أميركا أولا" الذي تعهد به الرئيس دونالد ترامب؟
ويثير الجدل والغبار حوله من خلال المقابلات الصحفية والتحليلات التي يجريها، فبينما كان الغرب يحاصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان تاكر كارلسون يجري معه مقابلة في موسكو مثيرا زوبعة انتقادات واسعة في الولايات المتحدة اعتبرها البعض "دعاية للكرملين"، في حين وصفته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون بـ"الطابور الخامس لبوتين".
كما أجري حوارا مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على وقع القصف المتبادل بين طهران وتل أبيب.
الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون: نتنياهو يتجول في الشرق الأوسط ويقول صراحة للناس إنه يتحكم في الولايات المتحدة ودونالد ترامب pic.twitter.com/EFygqrVOuH
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) September 25, 2025
صوت يميني محافظ
يعد كارلسون، المولود في عام 1969 في سان فرانسيسكو، أحد أبرز الأصوات المؤثرة في الإعلام المحافظ بالولايات المتحدة الأميركية، والده ريتشارد وارنر كارلسون، مدير تنفيذي في مجال الإعلام، ووالدته، ليزا ماكنير لومباردي، فنانة.
التحق بالمدرسة الثانوية في مدرسة سانت جورج، وهي مدرسة داخلية خاصة وهناك التقى كارلسون مع زوجته المستقبلية، سوزان أندروز، زميلته في الدراسة وابنة مدير المدرسة. وتخرج من "كلية ترينيتي" في هارتفورد، كونيتيكت، حاصلا على شهادة في التاريخ عام 1991.
بعد تخرجه من الجامعة، سعى كارلسون للانضمام إلى وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" (CIA)، لكن طلبه رُفض، وبناء على نصيحة والده، الصحفي الذي كان مديرا سابقا لإذاعة صوت أميركا، اتجه كارلسون إلى الصحافة، فظهر لأول مرة على شاشة التلفزيون في عام 1995، عندما أجرى مذيع أخبار في شبكة "سي بي إس" مقابلة معه حول محاكمة أو جيه سيمبسون.
إعلان
ثم ظهر بعد ذلك بانتظام كمعلق محافظ في العديد من البرامج الإخبارية والسياسية، وفي عام 2000 أصبح المضيف المشارك لبرنامج جديد على شبكة "سي إن إن" والذي سرعان ما تم إلغاؤه بسبب انخفاض التقييمات، وتنقل بعد ذلك بين عدة محطات وبرامج إلى أن انضم إلى قناة "فوكس نيوز" المحافظة والمؤيدة دون تردد لليمين الأميركي.

مروج كبير لنظرية المؤامرة
وبرز على الساحة الوطنية، حيث اشتهر ببرنامجه السياسي الحواري "Tucker Carlson Tonight" على قناة "فوكس نيوز"، الذي حظي بمتابعة واسعة حتى مغادرته الشبكة عام 2023.
وأثناء عمله في هذه الشبكة أدخل بقوة نظريات اليمين المتطرف إلى المجال السياسي والإعلامي العام، فمن "نظرية الاستبدال الديموغرافي" إلى "كوفيد-19 مؤامرة وليس وباء"، مرورا بالترويج لوجود أسلحة بيولوجية تطورها أميركا في أوكرانيا، حتى مؤامرة تزوير الانتخابات الأميركية 2020 لصالح جو بايدن، ووظف تاكر كارلسون شهرته الواسعة للتأكيد على تلك النظريات بشكل يومي.
وبعد مغادرته المفاجئة لـ"فوكس نيوز" أسس منصته الخاصة على "إكس" مطلقا برنامجه المستقل "The Tucker Carlson Show"، الذي حظي بمكانة جماهيرية لافتة، فكان الأكثر شعبية في قوائم نهاية العام 2024 على "Apple Podcasts".
التشكيك بتفجيرات 11 سبتمبر
واتخذ كارلسون موقفا نقديا من تفجيرات مركز التجارة العالمي، وأصبح من أشد المدافعين عن السيناريو البديل الذي يشير بوضوح إلى تورط وتقصير وإهمال ومؤامرة تمت من قبل المؤسسات الأميركية المسؤولة، حسب زعم مؤيديه.
The 9/11 Files: They Could Have Stopped It | Ep 3 pic.twitter.com/XJKrgCBlph
— Tucker Carlson (@TuckerCarlson) October 7, 2025
وأصبح كارلسون، الذي كان يسخر من المشككين ويطالبهم بإثبات شكوكهم، يرى أن على الحكومة الأميركية تفسير الثغرات التي تحيط بالهجمات، وفي ظهوره مع المذيع البريطاني بيرس مورغان، وصف السلسلة الوثائقية التي أطلقها حول أحداث 11 سبتمبر/أيلول بأنها "واجب أخلاقي".
تصريحات خارج التابو
وقد عرّضه تصريحه الأخير حول دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى عاصفة من الجدل في الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بعدما شن هجوما غير مسبوق على ممارسات جيش الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث قال كارلسون في برنامجه السياسي على منصة إكس "لا يوجد شيء اسمه شعب الله المختار… هذه هرطقة، إن الله لا يختار شعبا يقتل النساء والأطفال"، وأضاف متسائلا "كل ما تقوم به إسرائيل هو ضد الإنجيل وضد تعاليم يسوع، فكيف نوافق على شيء كهذا؟".
وذهب بعيدا بدعوته إلى سحب الجنسية من المواطنين الأميركيين الذين يتطوعون في الجيش الإسرائيلي وفي أي مكان آخر، وجاءت تصريحاته هذه في قمة "طلاب من أجل التغيير" التي استضافتها منظمة "نقطة التحول في أميركا" لمؤسسها اليميني تشارلي كيرك الذي قتل مؤخرا.
"ضرورة استعادة التوازن في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب".. الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون يوجه رسالة لداعمي إسرائيل داخل الولايات المتحدة pic.twitter.com/vqxi6E6RZ2
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 2, 2025
إعلان
وتابع "لكن من المضحك هو كيف جرى تخويفنا جميعا لنقول إن هذا خطاب كراهية، وهو ليس كذلك"، كما استنكر رفع أعلام أجنبية في مكاتب الكونغرس، والسماح بالخدمة في الحكومة لمزدوجي الجنسية، واصفا الأمر بـ"المزاح"، مشخصا ما يحدث في الولايات المتحدة بأنه "غسيل أدمغة لإرهاب الجميع"، وانتقد الساسة الأميركيين لدعمهم الاحتلال، واصفا العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بأنها "سامة".
كانت صدمة هذه التصريحات مزدوجة، فهي تناولت موضوعا يعتبر من المحرمات في الغرب وأميركا، وكانت مفاجأة، نظرا لمواقف كارلسون السابقة الذي عُرف بانحيازه الواضح لإسرائيل وتبنيه خطابا معاديا للمسلمين والمهاجرين، قبل أن ينقلب فجأة على النقيض من ذلك تماما، وبشكل خاص موقفه من الرئيس ترامب، فهو كان من أبرز مؤيدي "الترامبية".
وفي تجربته الحالية بدا وكأن تاكر كارلسون قد خرج من عباءة الإعلام التقليدي المحافظ ليتحول إلى مواقف مناقضة لها تماما، وعلى الجبهة الأخرى من الحرب، مواقف غير مسبوقة ضد السردية الإسرائيلية، مستفيدا من أدوات الخطاب الإعلامي الرقمية.
وكما يقال نقل البندقية من الكتف اليمين إلى اليسار، محافظا على خط جدلي، مثيرا للنقاش حول أميركا وهويتها وحالة الاستقطاب والانقسام الخطير الذي تشهده مع صعود "الترامبية" وتكشف سيطرة اللوبي الإسرائيلي على جميع مفاصل الحياة بالولايات المتحدة الأميركية.
0 تعليق