هل يعني الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة عمليا انتهاء الحرب على القطاع؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تقرير يوضح الفرق الجوهري بين "الاتفاق على هدنة" و "الإعلان عن انتهاء الحرب" بغزة

يشهد الوضع الحالي المتعلق بقطاع غزة حالة من التفاؤل الحذر بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية لوقف إطلاق النار.

ومع ذلك، يسود فهم خاطئ للوضع الراهن. يستعرض هذا التقرير حقيقة ما تم إنجازه، موضحًا الفرق الجوهري بين "الاتفاق على هدنة" و "الإعلان عن انتهاء الحرب"، فالاتفاق الحالي، حتى لو تم تنفيذه، هو مجرد وقف للعمليات العسكرية التي لا تزال مستمرة حتى اللحظة، ولا يعني بأي حال من الأحوال نهاية الحرب.


الفرق الجوهري: الاتفاق على الهدنة لا يعني بدءها أو انتهاء الحرب

من الضروري التمييز بين مرحلتين أساسيتين لفهم الوضع بدقة

مرحلة الاتفاق (ما تم التوصل إليه): هذه هي المرحلة الحالية، حيث توصلت الأطراف المعنية (حركة حماس وإسرائيل) بوساطة دولية إلى صيغة توافقية وإطار عمل للمرحلة الأولى من الهدنة. هذا الاتفاق هو بمثابة "عقد سياسي" يحدد شروطًا والتزامات متبادلة، ولكنه لا يزال بانتظار التوقيع الرسمي وتحديد "ساعة الصفر" لبدء سريانه.

مرحلة التنفيذ (ما لم يحدث بعد)

تتطلب هذه المرحلة إعلانًا رسميًا وواضحًا من جميع الأطراف عن موعد بدء وقف العمليات العسكرية وبدء سريان الهدنة على الأرض.

هذه هي اللحظة التي تتوقف فيها الأعمال القتالية فعليًا، ويبدأ تطبيق بنود الاتفاق بشكل عملي.

أبرز بنود المرحلة الأولى المتفق عليها

بعد مفاوضات غير مباشرة في شرم الشيخ، تم الإعلان فجر الخميس عن التوصل لاتفاق حول المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والتي تشمل البنود التالية:

وقف إطلاق النار: تم الاتفاق على مبدأ وقف إطلاق النار، لكن لم يُحدد موعد دخوله حيز التنفيذ حتى الآن.

تبادل الأسرى:

تفرج حركة حماس عن 20 محتجزا إسرائيليًا على قيد الحياة. تطلق تل ابيب في المقابل سراح أكثر من 2000 أسير فلسطيني (منهم 250 يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد و1700 اعتقلوا خلال العامين الماضيين). يجب أن تتم عملية التبادل في غضون 72 ساعة من بدء تنفيذ الاتفاق. المساعدات الإنسانية: إدخال 400 شاحنة مساعدات كحد أدنى يوميًا إلى قطاع غزة خلال الأيام الخمسة الأولى. عودة النازحين: عودة النازحين من جنوب القطاع إلى مدينة غزة وشمالها فور بدء تنفيذ الاتفاق. انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الخط الفاصل المتفق عليه في غزة خلال أقل من 24 ساعة من موافقة تل أبيب على الاتفاق. ستتم إعادة رفات نحو 28 محتجزًا إسرائيليًا على مراحل.

نقاط عالقة ومستقبل غامض

على الرغم من التقدم المحرز، لا تزال هناك تفاصيل جوهرية لم تتضح بعد، مما يجعل الطريق نحو إنهاء الحرب طويلًا ومعقدًا:

التوقيت الرسمي: لم يتم الإعلان عن موعد التوقيع الرسمي على الاتفاق أو "ساعة الصفر" لبدء الهدنة، رغم التوقعات بحدوث ذلك قريبًا.

المراحل اللاحقة: الاتفاق الحالي يغطي المرحلة الأولى فقط. أما المراحل المقبلة التي تتضمن قضايا حساسة مثل:

نزع سلاح حماس مصير قادة كتائب القسام مصير قادة حماس في قطاع غزة تشكيل حكومة تكنوقراط، فهي لم تتضمن جداول زمنية واضحة بعد وتحتاج إلى جولات تفاوضية جديدة ومعقدة. إدارة قطاع غزة: لا يوجد مؤشر واضح حول الجهة التي ستحكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وهو أحد أكبر التحديات المستقبلية.

وقف إطلاق النار لا يعني انتهاء الحرب

إن الإعلان عن التوصل إلى اتفاق هو خطوة سياسية هامة ومصدر للتفاؤل، لكن من الخطأ اعتباره نهاية للصراع. الوضع الميداني يبقى على حاله حتى يصدر إعلان رسمي بتوقيت بدء التنفيذ. الساعات والأيام القادمة ستكون حاسمة لترجمة هذه التفاهمات السياسية إلى واقع ملموس، مع التأكيد بشكل قاطع على أن الإعلان عن وقف إطلاق النار لا يعني الإعلان عن انتهاء الحرب في غزة، بل هو مجرد هدنة مؤقتة في مسار لا يزال طويلاً وشائكاً.

0 تعليق