في عصر تتشابك فيه الحياة الواقعية مع العالم الرقمي، تطفو على السطح أحياناً قصص مأساوية تتجاوز حدود الخيال، لتصبح حديث الناس وتحرك المياه الراكدة حول قضايا اجتماعية شائكة. هذا هو حال القضية الغريبة التي انتشرت كالنار في الهشيم عبر منصة "إكس" في امس الثلاثاء، بعد أن كشف تفاصيلها محقق في النيابة العامة السعودية، لتكشف عن مأساة إنسانية معقدة تثير أسئلة عميقة حول العدالة، والضحية، والجاني.
خمس سنوات من الجحيم: تفاصيل الجريمة الصادمة
بدأت فصول هذه القصة المروعة عندما كان بطلها مجرد شاب يبلغ من العمر 17 عاماً. وقع الشاب ضحية لاعتداء جنسي واغتصاب على يد رجل يبلغ من العمر 47 عاماً، لم يكتفِ بفعلته الشنيعة، بل قام بتصوير جريمته ليمتلك أداة تحكم وسيطرة مطلقة على حياة ضحيته.
لمدة خمس سنوات متواصلة، عاش الشاب تحت وطأة الابتزاز والتهديد، سجينًا لماضٍ مؤلم وسرٍ دفين يخشى انكشافه. وعندما حاول الشاب أن يبدأ صفحة جديدة في حياته بالزواج، ظن أنه قد يجد مخرجًا من كابوسه، لكن المبتز عاد ليطرق أبواب جحيمه من جديد، وهذه المرة بطلب أكثر بشاعة: أن يُحضر له زوجته.
كان هذا الطلب هو القشة التي قصمت ظهر البعير. فبعد سنوات من الألم المكتوم، انفجر بركان الغضب في نفس الشاب، ودفعه إلى وضع نهاية مأساوية لهذا الفصل من حياته، حيث قام بقتل الرجل الذي دمر حياته، ثم أحرق جثته في محاولة لمحو كل أثر له.
عندما ينفجر الصمت: وليد الحسن يروي والمجتمع يتفاعل
ظلت تفاصيل القضية طي الكتمان إلى أن ظهر المحقق في النيابة العامة السعودية، وليد الحسن، في مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع امس، سرد فيه تفاصيل الواقعة بدقة.
وأثار الفيديو عاصفة من ردود الفعل، حيث تحولت القضية فوراً إلى قضية رأي عام.
اللافت كان حجم التعاطف الهائل الذي حظي به الشاب القاتل، حيث رأى فيه الكثيرون ضحية دفعته الظروف إلى ارتكاب جريمة لم يكن ليقدم عليها لولا سنوات من القهر والاعتداء.
0 تعليق