في خطوة استراتيجية تعزز الاتجاه العالمي نحو تنويع الاحتياطيات بعيداً عن العملة الأمريكية، واصل البنك المركزي الصيني (بنك الشعب الصيني) شراء الذهب للشهر الحادي عشر على التوالي. وتأتي هذه المشتريات المستمرة في وقت يحطم فيه المعدن الأصفر الأرقام القياسية، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت بكين تسرّع خطواتها نحو تقويض هيمنة الدولار.
أرقام سبتمبر تؤكد الاتجاه
أظهرت بيانات رسمية صادرة عن "بنك الشعب الصيني" اليوم الثلاثاء، ارتفاع احتياطيات الصين من الذهب إلى 74.06 مليون أونصة بنهاية شهر سبتمبر، مقارنة بـ 74.02 مليون أونصة في نهاية أغسطس. وبحسب الأسعار الحالية، قفزت قيمة هذه الاحتياطيات إلى 283.29 مليار دولار، مقابل 253.84 مليار دولار في نهاية الشهر السابق.
رسالة واضحة للسوق
يرى المحلل المستقل، روس نورمان، أن هذه البيانات "ستعزز الفكرة القائلة بأن الصين تسعى بجدية إلى تقليل اعتمادها على الدولار وتسريع خطواتها في هذا الاتجاه". وأوضح أن أي عمليات شراء إضافية، حتى لو كانت صغيرة، تُعد إشارة إيجابية للسوق وتعزز ثقة المستثمرين والمؤسسات بأن أسعار الذهب ستواصل الصعود.
البنوك المركزية العالمية على نفس المسار
لم تعد الصين وحدها في هذا التوجه. فقد كشف استطلاع حديث أجراه "مجلس الذهب العالمي" (WGC) أن غالبية البنوك المركزية حول العالم تتوقع زيادة حصة الذهب من إجمالي احتياطياتها خلال السنوات الخمس المقبلة، وفي المقابل، تتوقع تراجع حصة الدولار الأمريكي.
وكان البنك المركزي الصيني قد أوقف سلسلة شراء استمرت 18 شهراً في مايو 2024، لكنه عاد للشراء بقوة في نوفمبر من نفس العام، ليواصل منذ ذلك الحين إضافة المعدن الأصفر إلى خزائنه.
تزامن مع قمم تاريخية للذهب
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الذهب أداءً استثنائياً، حيث قفزت أسعاره بنسبة 51% منذ بداية العام. وقد سجل سعر الذهب الفوري اليوم الثلاثاء أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3985.19 دولاراً للأونصة، بينما لامست العقود الآجلة مستوى 4000 دولار.
ويُعزى هذا الصعود إلى مزيج من العوامل، أبرزها:
0 تعليق