أُزيلت عشرات الآلاف من الأشجار فى قلب غابات الأمازون المطيرة استعدادًا لقمة عالمية لإنقاذ البيئة، وانتقد الرئيس دونالد ترامب إنشاء طريق سريع متعدد المسارات يمر مباشرة عبر الغابة المطيرة القديمة، وذلك استعدادًا لقمة المناخ COP30 لهذا الشهر، حيث أُزيلت ما يقرب من 100,000 شجرة تمتد لمسافة ثمانية أميال لنقل 50,000 من قادة العالم ونشطاء تغير المناخ والصحفيين وغيرهم من الضيوف البارزين إلى المؤتمر فى بيليم بالبرازيل، وفى غضون ذلك، اجتاح الغضب من تجريف غابات الأمازون وسائل التواصل الاجتماعى، حيث أشار كلٌّ من دعاة المناخ والمشككين إلى نفاق قطع آلاف الأشجار للسماح للسيارات بالوصول إلى قمة تُناقش إزالة الغابات.
ترامب يصف إزالة الأشجار بـ"الفضيحة الكبرى"
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، كتب ترامب على موقع "تروث سوشيال": "لقد اقتلعوا غابة البرازيل المطيرة تمامًا لبناء طريق سريع بأربعة مسارات ليستخدمه دعاة حماية البيئة.. لقد أصبحت فضيحة كبرى!".
فى حين أن البيت الأبيض لم يرسل وفدًا رسميًا إلى الحدث، الذي بدأ يوم الاثنين، سيتواجد العديد من المسؤولين الأمريكيين ذوي الميول اليسارية، بمن فيهم حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم وحاكمة نيو مكسيكو ميشيل لوجان جريشام، في البرازيل.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، تايلور روجرز، بأن الرئيس "لن يُعرّض أمن بلادنا الاقتصادي والوطني للخطر سعيًا وراء أهداف مناخية غامضة تُلحق الضرر بدول أخرى".
غضب حول إزالة أشجار غابات الأمازون
كتب الناشط المناخى الكندى، مايك هوديما، على موقع X: "لا يُمكنك أن تكون قائدًا في مجال المناخ إذا كنت تُقطع أحد أعظم حلول المناخ في العالم لتحقيق ذلك"، وكتب أحد الأشخاص على موقع X: "إذا كانوا يرون حقًا أن تغير المناخ كارثة وشيكة، فهل سيُدمرون رئة الكوكب لمصلحتهم الخاصة؟".
وعلق مستخدم آخر على مواقع التواصل الاجتماعي: "الأمم المتحدة تُحذرنا أيضًا من نفاد الأكسجين من الأرض... فلنقطع 13.2 كيلومترًا من الأشجار في غابات الأمازون المطيرة لإنشاء طريق سريع لمؤتمر الأطراف الثلاثين للمناخ. لا يُمكن اختلاق هذا الهراء".
وقد حذرت دراسات المناخ لسنوات من أن الأمازون قد وصلت بالفعل إلى "نقطة تحول بيئي" ولا يُمكنها تحمّل فقدان المزيد من الأشجار.
وقدر الباحثان توماس لوفجوي وكارلوس نوبري، أنه في حال قطع ما بين 20 و25% من مساحة الأمازون، ستتوقف المنطقة عن إنتاج كميات كافية من الأمطار، وستجفّ وتتحول إلى سهول عشبية.
وحذر تقريرهما المنشور في مجلة "ساينس أدفانسز"، من أن هذا سيؤدي إلى إطلاق مليارات الأطنان من الكربون المُخزن في الهواء، مما يُفاقم تغيّر المناخ بشكل كبير، وقد يُغير أنماط هطول الأمطار في أماكن بعيدة كالولايات المتحدة.
اقترحت حكومة ولاية بارا البرازيلية إنشاء الطريق السريع لأول مرة قبل أكثر من عقد من الزمان، ولكن تم تأجيل الخطط بسبب ردود الفعل السلبية بشأن المخاوف البيئية، وأُعيد إحياء المشروع إلى جانب عشرات خطط البنية التحتية الأخرى قبل قمة هذا الشهر، بما في ذلك بناء فنادق جديدة، وتوسيع مطار محلي، وإعادة تطوير ميناء المدينة لسفن الرحلات البحرية.
وتُنظم الأمم المتحدة مؤتمر الأطراف الثلاثين للمناخ (COP30) بمشاركة ما يقرب من 200 دولة لمناقشة كيفية منع الاحتباس الحراري، حيث تُدار هذه القمة من قِبل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، وهي معاهدة دولية وُقعت عام 1992 لمكافحة تغير المناخ.
ولعل الهدف الرئيسى للقمة هو تسريع العمل الفعلى للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت) فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، كما هو مُعلن فى اتفاقية باريس لعام 2015، ويشمل ذلك التفاوض على اتفاقيات جديدة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، والتخلص التدريجي من الوقود الأحفورى، وحماية الغابات، ودعم التمويل للدول الفقيرة للتكيف مع آثار المناخ.

0 تعليق