مستشفى الملك سلمان في موريتانيا.. صرح عطاء بلا حدود - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط حدثاً تنموياً بارزاً مع وضع حجر الأساس لمشروع مستشفى الملك سلمان الجامعي، أحد أضخم المشاريع الصحية في تاريخ موريتانيا، الذي جاء بتمويل كامل من الصندوق السعودي للتنمية. ودشن المشروع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بحضور مسؤولين وممثلين عن المملكة، في خطوة تعكس متانة العلاقات بين البلدين وتجسد مكانة السعودية داعماً رئيسياً لمسيرة التنمية في موريتانيا.

ويقام هذا الصرح الطبي في موقع المطار القديم وسط نواكشوط بتكلفة تصل إلى 70 مليون دولار أمريكي، ومن المقرر إنجازه خلال 34 شهراً ليبدأ تشغيله فور اكتمال التجهيزات. ويضم المستشفى 308 أسرة موزعة على مختلف التخصصات الطبية، بما في ذلك أقسام الطوارئ والعناية المركزة والأطفال والنساء والولادة وأمراض الكلى، إضافة إلى عيادات تخصصية ومختبرات متطورة ومرافق تعليمية حديثة تهدف إلى تكوين الكوادر الطبية وتأهيلها لخدمة المجتمع.

ولا يمثل المستشفى الجديد مجرد منشأة علاجية، بل يعد مركزاً علمياً وتدريبياً يسهم في سد النقص الحاد في الأطباء والفنيين، ويخفف من اعتماد المرضى على السفر إلى الخارج طلباً للعلاج. كما سيدعم أكثر من 15 مستشفى محلياً عبر توفير الكفاءات والتجهيزات والخدمات المرجعية المتقدمة، وإلى جانب ذلك سيوفر المشروع فرص عمل مباشرة وغير مباشرة خلال مرحلتي البناء والتشغيل، مما يعزز النشاط الاقتصادي ويرفع من مستوى معيشة الأسر الموريتانية.

ويحمل المشروع بعداً إنسانياً عميقاً يعكس سياسة المملكة القائمة على مساندة الدول الشقيقة عبر مشاريع تنموية مستدامة، وهو ما أكده الصندوق السعودي للتنمية في أكثر من مناسبة حين شدد على أن الدعم السعودي لا يقتصر على التمويل، بل يشمل نقل الخبرات والتقنيات وبناء القدرات المحلية. ويمثل اختيار اسم الملك سلمان لهذا الصرح الطبي تخليداً لدور المملكة الريادي في مجالات الصحة والتنمية، وترسيخاً لصورة السعودية داعماً إنسانياً عالمياً حاضراً في قلوب الشعوب.

ومن الناحية الرمزية، فإن تحويل موقع المطار القديم إلى مستشفى جامعي متكامل يعكس فلسفة التنمية المستدامة، إذ يتحول موقع تاريخي إلى مرفق يخدم آلاف المواطنين يومياً، ويعيد رسم خريطة الخدمات الصحية في نواكشوط. وهذا يتناغم مع رؤية السعودية التي تنظر إلى العطاء باعتباره استثماراً طويل الأمد في الإنسان قبل البنية التحتية.

إن مشروع مستشفى الملك سلمان الجامعي يجسد عملياً شعار «عزنا بجودنا»، فهو يربط بين قيم الكرم والعطاء، التي تميز المجتمع السعودي منذ القدم، وبين الدور الحديث للمملكة بصفتها دولةً مانحةً وفاعلةً في المجال الإنساني الدولي. كما يمثل المشروع امتداداً للعلاقات التاريخية بين السعودية وموريتانيا، ويعكس وحدة المصير والتكامل في مواجهة التحديات، ويجعل من الجود السعودي قيمة متجددة تترجم على أرض الواقع عبر صروح تنموية تعزّز الصحة وتخدم الإنسان.

وبهذا المشروع، تسطر السعودية صفحة جديدة من سجل عطائها الإنساني، وتؤكد أن الجود ليس شعاراً يرفع في المناسبات فحسب، بل ممارسة عملية متجذّرة في السياسات والبرامج، تمتد من الداخل إلى الخارج، وتصل آثارها إلى كل محتاج، لتبقى المملكة بحق وطناً للعطاء وعنواناً للجود.

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق