أكدت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أنالينا بيربوك ضرورة إصلاح منظمة الأمم المتحدة لمواجهة التحديات العالمية المتزايدة، قائلة: «سيكون من الرائع أن تتولى امرأة منصب الأمين العام القادم للأمم المتحدة، لكن لا أرى نفسي في هذا المنصب».
وفي حوار أجرته بيربوك مع مجلة «شتيرن» الألمانية، قبل أيام قليلة من افتتاح الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء أمس (الإثنين) 22 سبتمبر 2025، قالت: «الأمم المتحدة يجب أن تتطور لتبقى قوية، فالثقة والانقسامات منتشرة اليوم، وأهداف التنمية المستدامة بعيدة كل البعد عن المسار الصحيح».
من هي أنالينا بيربوك؟
السياسية الألمانية البالغة من العمر 44 عاماً، التي تولت المنصب رسمياً في 9 سبتمبر 2025 بعد انتخابها في يونيو الماضي بأغلبية ساحقة (167 صوتاً من أصل 193)، وصفت المنظمة بأنها «مكان يجمع الأمم جميعها، حيث إن لكل دولة مقعداً وصوتاً»، مشددة على أن «التنوع في الجمعية هو قوتنا الأكبر».
بيربوك، التي سبق لها أن شغلت منصب وزيرة الخارجية الألمانية من 2021 إلى 2025، واجهت انتقادات داخلية ودولية عند ترشيحها، خصوصا من روسيا التي طالبت بتصويت سري غير تقليدي، لكنها حصدت تأييداً واسعاً بفضل خبرتها في الدبلوماسية خلال أزمات عالمية مثل الحرب في أوكرانيا والتوترات في الشرق الأوسط.
هل تتولى منصب الأمين العام؟
وردا على سؤال حول رد فعلها حال أصبحت أمينة عامة للأمم المتحد، قالت بيربوك إن تولي امرأة هذا المنصب سيكون من ناحية المبدأ أمرا رائعا، خصوصا أنه «أمر طال انتظاره منذ 80 عاما»، مضيفُة «لكن من المستبعد أن أتولى هذا المنصب»، موضحة أنها أصبحت الآن مسؤولة عن إدارة عملية الاختيار، وقالت: «وهذا صعب بما فيه الكفاية في ظل الوضع العالمي الحالي».
هل تعود إلى برلين؟
وأكدت أن عودتها إلى برلين بعد انتهاء ولايتها التي تستمر عامًا واحدًا «أمر غير مؤكد»، مشيرة إلى أن الحياة الجديدة في نيويورك تجلب معها حرية جديدة، وتابعت: «في ألمانيا لم يكن من السهل دائما على أطفالي أن يتم التعرف على والدتهم في كل مكان، أما هنا فأنا مغمورة تماما، أستطيع الخروج دون أن يترقبني أحد في كل مرة للتأكد من توقفي عندما تتحول إشارة المرور فجأة إلى اللون الأحمر».
وأشارت إلى أن «الفقر والتغير المناخي والحروب تشكل تهديداً وجودياً»، مضيفة أن مبادرة «UN80» التي أطلقها الأمين العام أنطونيو غوتيريش في مارس الماضي يجب أن تكون خطوة أولى نحو إصلاحات جذرية تضمن الشفافية والحوار عبر الفجوات.
أزمة غزة وحل الدولتين
وفي إشارة مباشرة إلى الصراعات الجارية، شددت بيربوك خلال كلمتها أمس في مؤتمر عالمي تقود السعودية وفرنسا بشأن حل الدولتين، على أزمة غزة كأولوية ملحة، قائلة: «أطفال غزة يعيشون في حالة رعب متواصل منذ أكثر من 700 يوم، ولا يمكن للمجتمع الدولي تجاهل مأساة الطفلة الفلسطينية هند رجب».
وأكدت أن «الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني الممتد لعقود لا يُحل بحرب لا نهاية لها، أو احتلال دائم، محذرة من أن السبيل الوحيد لضمان عيش الأجيال الفلسطينية والإسرائيلية القادمة بسلام وأمن وكرامة هو حل الدولتين».
كما أعربت عن تفاؤلها بأن الجمعية العامة، تحت شعار رئاستها «معاً أفضل» (Better Together)، ستعمل كـ«وسيط صادق» لتعزيز الحوار الشامل، مع التركيز على الاستماع لجميع الأطراف وبناء الثقة.
ومن المقرر أن تبدأ، اليوم (الثلاثاء) في نيويورك المناقشات العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمشاركة أكثر من 140 رئيس دولة وحكومة.
أخبار ذات صلة
0 تعليق