السعودية على خارطة الطب العالمي..! - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يقصر نظرك، ويضمر خيالك إن حسبت أنّ المجد قد ختم سطوره في ربوع بلادي، وأنّ الإنجاز قد سكن ذاكرة الماضي الحاشد، ولم يبقَ للحاضر ما يضيف، وللمستقبل ما يدهش. فما مضى كان أزهر، لكن الحاضر أورق وأنضر، والمستقبل أزهى وأبه،. انظر وتأمل فعل الرؤية منذ أن أظلّت حاضر حياتنا، وتجذّرت سريعاً في نسيج المجتمع، باثة في حياتنا طاقة جديدة، ومحركة تروس الإنجاز لترسم الدهشة والغبطة والإعجاب، في متواليات من إبهار، ومتتاليات من البدائع المتفردات، في كل مجال ومساق، بغير استثناء، مسجلة في دفتر السبق العالمي حضورها ومنجزها الباعث على استمطار الحمد والثناء والشكر لله أن أقام محمد الخير فينا.

لم يكن القطاع الصحي التخصصي استثناء في مستهدفات الرؤية، فقد أولته من العناية ما سما به عالياً، ومحضته من الاهتمام ما مكّنه من تسجيل حضوره في المحافل العالمية بمنجزات تفرّدت بها المملكة عن غيرها.

شكّل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث أحد المثابات والصروح التي وعت الرؤية حق الوعي، ونهضت بقوائمها، وحلّقت بأجنحتها، لتبلغ مقاماً سنياً، مقدّمة الإنجاز تلو الإنجاز، فها هو صوت المستشار بالديوان الملكي الرئيس التنفيذي للتخصصي الدكتور ماجد إبراهيم الفياض ينطلق من منصة الفخر والاعتزاز معلناً نجاح التخصصي في استئصال ورم دماغي داخل تجويف الجمجمة باستخدام الروبوت الجراحي، لمريض يُعاني من ورم سحائي تسبّب له في آلام متكررة وتراجع في التركيز، في إنجاز عالمي فريد من نوعه، استغرق أقل من 24 ساعة ليتشافى المريض ويغادر المستشفى بما يعد وقتاً قياسياً في جراحات الدماغ، مقارنة بالجراحة التقليدية.

حق للفياض أن يزّف إنجازه قريناً بتهنئة قيادتنا الرشيدة، كفاء ما هيأت من بيئة محفزة على الابتكار من باب الرؤية القديرة، لتساهم المملكة في تشكيل مستقبل الممارسة الطبية في سياق تحسين «جودة الحياة»، في جوهر كل ما يتحقق من تطوّر وابتكار.

مثّل هذا الإنجاز نقطة مفصلية في حركة الطب الحديث، بما انطوى عليه من مبادأة فريدة، وسبق غير مدوّن في السجلات العالمية. مما يزيد من دواعي الفرحة والإعجاب أن هذا الإنجاز العالمي تزامن مع توقيت افتتاح النسخة الثامنة لملتقى الصحة العالمي 2025، في العاصمة الرياض، ضمن تجمع دولي يضم نخبة من القادة والخبراء وصنّاع القرار في المجال الصحي،

لتعزيز وضمان استمرار تطوير خدمات الرعاية الصحية والتخصصية عبر إعادة هيكلة القطاع الصحي ليكون نظاماً صحياً شاملاً وفعّالاً ومتكاملاً، يقوم على صحة الفرد والمجتمع، معتمداً على جملة من المبادئ من أبرزها الشفافية والاستدامة المالية من خلال تعزيز الصحة العامة، وتطبيق النموذج الجديد للرعاية المتعلقة بالوقاية من الأمراض، وتحسين الوصول إلى الخدمات الصحية من خلال التغطية المثلى والتوزيع الجغرافي الشامل والعادل، ضمن منظومة الرؤية القديرة وإنزالها على أرض الواقع.

وهو ما أكّده الدكتور الفياض إن التحديات الصحية العالمية، مثل تصاعد الأمراض المزمنة، والضغوط الناتجة عن التغير المناخي، واستمرار الأزمات الصحية العابرة للحدود، تكشف الحاجة الملحة إلى الاستثمار في أنظمة صحية مرنة ومبتكرة. فما أنجزته المملكة في هذا المجال يُمثل نموذجاً يمكن أن يُلهم المجتمع الصحي الدولي في صياغة استراتيجيات أكثر استدامة وعدالة. ماضياً إلى القول: إن رؤية السعودية وبرنامج تحوّل القطاع الصحي يشكّلان إطاراً متكاملاً يعيد رسم ملامح النظام الصحي الوطني، عبر تحويل الرعاية الصحية من عبء مالي إلى محرك للتنمية الاقتصادية والابتكار العلمي، موضحاً أن التخصصي يقف في قلب هذا التحوّل من خلال الجمع بين الرعاية السريرية المتقدمة والبحث العلمي التطبيقي، بما يعزز مكانة المملكة على الساحة العالمية.

فعلى سبيل المثال نجح المستشفى في إجراء أكثر من 5,000 عملية زراعة كلى ناجحة، ليصبح ضمن عدد محدود من المراكز الصحية حول العالم التي تجاوزت هذا الرقم في سجلّها الجراحي.، إلى جانب ابتكاراته في الجراحة الروبوتية وترسيخ ريادته في طب الجينوم الوقائي عبر برنامجه المتقدّم للتشخيص الوراثي للأجنة الذي أعاد تعريف مفهوم الطب الإنجابي بتحويل المعرفة الجينية من أداة تشخيص إلى وسيلة وقاية تمنع من ولادة طفل مصاب توفر على النظام الصحي نحو مليون ريال سنوياً من العلاج والرعاية، تأكيداً لدوره في قيادة التحوّل الطبي في المملكة نحو منظومة أكثر تقدماً واستدامة، محققاً إنجازات طبية غير مسبوقة رسخت مكانته كمؤسسة رائدة، من بينها إجراء أول زراعة قلب كاملة بالروبوت على مستوى العالم، وتقديم العلاج بالخلايا التائية لمرضى الأورام، إلى جانب ريادته في أبحاث الجينوم الدقيق التي تمثل خطوة جوهرية نحو الطب الشخصي، من منظار الرؤية الطموح هناك المزيد من التوسع في مجالات العلاج الجيني والخلوي، والطب التجديدي، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والنماذج اللامركزية للرعاية الصحية، بما يعكس طموح المملكة في استشراف مستقبل الطب عالمياً.

إن ملتقى الصحة العالمي يردد أمام العالم الإنجازات الكبيرة الدالة على المكانة الكبيرة التي وصلت إليها الخدمات الصحية والتخصصية في المملكة بالابتكارات والحلول الصحية الرائدة التي تعزز مستوى نتائج الرعاية الصحية وتجربة المريض وتعزيز مكانته كرائد للمعرفة من خلال التعليم والبحث.

الملتقى الصحي يعبّر عن مظهر من مظاهر جودة الحياة على إيقاع الرؤية المستشرفة صحوة الجمال في كل منافذ الحياة، وانطلاق السعودية نحو آفاق أرحب والحمد لله.

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق