عاجل

إلى أين هرب رئيس مدغشقر؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
فر رئيس مدغشقر أندري راجولينا، خارج البلاد خوفاً على حياته بعد تمرد عسكري، إلا أنه لم يعلن استقالته في خطاب بُث، مساء أمس (الإثنين)، عبر وسائل التواصل الاجتماعي من مكان لم يُكشف عنه، بحسب ما أفادت وكالة «أسوشيتد برس»، اليوم(الثلاثاء).
ولم يوضح راجولينا كيف غادر مدغشقر، أو إلى أين توجه، لكن تقريراً أفاد بأنه نُقل إلى خارج البلاد على متن طائرة عسكرية فرنسية.
وكشفت حكومة موريشيوس أن رئيس الوزراء السابق لمدغشقر وأحد أقرب مستشاري الرئيس راجولينا فرا أيضاً من البلاد، ووصل إلى الجزيرة المجاورة فجر الأحد على متن طائرة خاصة، مضيفة أنها «غير راضية» عن هبوط الطائرة على أراضيها.


احتجاجات جيل زد


ويواجه راجولينا منذ أسابيع احتجاجات مناهضة للحكومة يقودها «جيل زد»، بلغت ذروتها السبت الماضي حين انضمّت وحدة عسكرية نخبوية إلى المتظاهرين، ودعت الرئيس وعدداً من الوزراء إلى التنحي، ما دفع راجولينا إلى التحذير من «محاولة غير قانونية للاستيلاء على السلطة» في الجزيرة الواقعة بالمحيط الهندي.
وأضاف راجولينا في خطابه ألقاه خلال وقت متأخر من الليل: «لقد اضطررت إلى البحث عن مكان آمن لحماية حياتي». وكان من المقرر بث الخطاب على التلفزيون الرسمي في مدغشقر، لكنه تأخر لساعات بعد محاولة جنود السيطرة على مباني هيئة الإذاعة الرسمية، وفق ما أعلن مكتب الرئيس.
ويمثل هذا الخطاب أول تعليق علني لراجولينا منذ أن انقلبت وحدة «كابسـات» (CAPSAT) العسكرية على حكومته فيما بدا أنها محاولة انقلابية، وانضمت إلى آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا في ساحة رئيسية بالعاصمة أنتاناناريفو نهاية الأسبوع.
ودعا راجولينا إلى إجراء حوار لإيجاد مخرج من هذا الوضع، مشدداً على ضرورة احترام الدستور.

انقطاع المياه والكهرباء


واندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في 25 سبتمبر الماضي، بسبب انقطاع المياه والكهرباء بشكل متكرر، لكنها سرعان ما تحولت إلى حركة أوسع ضد الرئيس وحكومته.
وتُعد هذه الاضطرابات الأوسع التي تشهدها البلاد، البالغ عدد سكانها 31 مليون نسمة، منذ تولي راجولينا السلطة لأول مرة عام 2009 على رأس حكومة انتقالية عقب انقلاب عسكري.
وكانت الوحدة العسكرية النخبوية نفسها «كابسـات»، التي تتمرد ضده حالياً، قد لعبت دوراً محورياً في وصول راجولينا إلى الحكم عام 2009.


«كابسـات» تسيطر على الجيش


ولم يحدد راجولينا هوية الجهة التي تقف وراء محاولة الانقلاب، لكن وحدة «كابسـات» أعلنت أنها باتت تسيطر على جميع القوات المسلحة في مدغشقر، وعينت ضابطاً جديداً قائداً للجيش، وهو ما وافق عليه وزير الدفاع في ظل غياب الرئيس. ويبدو أن «كابسـات» باتت في موقع القوة وتحظى بدعم وحدات عسكرية أخرى، من بينها قوات الدرك.
وأفاد قائد الوحدة، الكولونيل مايكل راندريانيرينا، بأن الجيش استجاب لنداءات الشعب، لكنه نفى وجود انقلاب، موضحاً في مؤتمر صحفي أن الأمر متروك لشعب مدغشقر ليقرر ما سيحدث لاحقاً، سواء غادر راجولينا السلطة أو أُجريت انتخابات جديدة.
ولفت إلى أن جنوده قرروا الوقوف إلى جانب المتظاهرين، وأنهم تبادلوا إطلاق النار مع قوات الأمن التي حاولت تفريق الاحتجاجات في نهاية الأسبوع، ما أسفر عن سقوط أحد جنوده.
ولم تشهد شوارع العاصمة معارك كبيرة، وظهر جنود على متن مدرعات يلوحون بأعلام مدغشقر وسط ترحيب من السكان في أنتاناناريفو.
وفيما نصحت السفارة الأمريكية في مدغشقر مواطنيها بالبقاء في منازلهم بسبب «الوضع المتقلب وغير المتوقع»، دعا الاتحاد الإفريقي جميع الأطراف المدنية والعسكرية إلى التحلي بالهدوء وضبط النفس.

أسابيع من الاحتجاجات


اهتزت مدغشقر على مدى 3 أسابيع من احتجاجات دامية ضد الحكومة، قادتها في البداية مجموعة تُطلق على نفسها اسم «جيل زد مدغشقر».
وأعلنت الأمم المتحدة أن المظاهرات أودت بحياة ما لا يقل عن 22 شخصاً وإصابة العشرات، وانتقدت السلطات لاستخدامها «القوة المفرطة» ضد احتجاجات سلمية في بداياتها، بينما شككت الحكومة في عدد القتلى المعلن.
وقال منظمو الحركة الشبابية إنهم استلهموا احتجاجاتهم من الانتفاضات التي أطاحت بحكومتي نيبال وسريلانكا.

انقلابات وأزمات سياسية


شهدت مدغشقر إطاحة عدد من قادتها عبر انقلابات عسكرية، وعانت سلسلة من الأزمات السياسية منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960.
وظهر راجولينا، البالغ من العمر 51 عاماً، على الساحة السياسية عندما تولى رئاسة حكومة انتقالية عقب انقلاب عام 2009 الذي أجبر الرئيس آنذاك مارك رافالومانانا على الفرار من البلاد وفقدان السلطة.
وانتُخب رئيساً عام 2018، ثم أُعيد انتخابه في عام 2023 في اقتراع قاطعته أحزاب المعارضة.

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق