جائزة نوبل.. لماذا الصخب وكيف تصدّرت الجوائز؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
سؤال يبحث في أسباب تربّع جائزة نوبل على عرش الجوائز رغم مرور 124 سنة على تأسيسها ورغم وجود العديد من الجوائز التي تفوق نوبل قيمة وشمولية ووجاهة. فلا تزال جائزة نوبل تثير مع كل موسم من مواسمها جدلاً واسعاً وتشعل المعارك الإعلامية والفكرية والثقافية في أكثر من ساحة وعلى أكثر من صعيد، بجانب أنها الجائزة الأكثر جاذبية للسياسيين والأدباء والذين يسيل لعابهم كل عام للفوز بها والظفر بتتويج مسيرتهم باسمها ووهج حضورها.
يمكننا أن نفهم هذا البريق واللمعان اللذَين تتمتع بهما جائزة نوبل لو أنها لا تزال الجائزة الوحيدة في العالم كما بدأت مطلع القرن الماضي، كما يمكننا أن نتفهم بريق ولمعان جائزة نوبل لو أنها الجائزة الأكثر شمولية لمجالات العلوم والقضايا الحيوية في العالم، أو أنها الجائزة الأكثر قيمة مالية بين الجوائز العالمية.
ولأن جائزة نوبل ليست الوحيدة في العالم حالياً وهي بالتأكيد ليست الأشمل للعلوم والمجالات والقضايا العالمية الحيوية، كما أنها بالتأكيد ليست الأعلى قيمة مادية بين بعض نظيراتها الجوائز العالمية، نطرح سؤالاً: لماذا إذاً تحظى بهذا الاهتمام والجدل الواسع في الأوساط الإعلامية والثقافية والفكرية والسياسية، ولماذا تشكّل كل هذه الجاذبية للسياسيين والأدباء والمثقفين؟
يرى البعض أن سبب الاهتمام العالمي بهذه الجائزة هو نتيجة طبيعية لأقدميتها الزمنية 1901 والتي أسّست لثقافة الجوائز العالمية ما جعلها مرجعاً لكل الجوائز، وهو ما جعل اسمها رمزاً لعلامة تلقائية مرجعية لكل الجوائز العالمية المماثلة.
بينما يربط البعض بين هذه الجائزة والفترة الاستعمارية التي تأسست خلالها جائزة نوبل والخلفية لمؤسسها والذي أراد من الجائزة أن تكفّر عن دوره في الدمار الذي تسبّبت به اكتشافاته للعالم ومن هنا تأتي أهمية هذه الجائزة.
رغم أنني لا أختلف كثيراً مع ما تقدّم من تفسيرات لأسباب أهمية جائزة نوبل وإثارتها للجدل، إلا أنني أعطي أهمية أكثر وأكبر لنوعية الفائزين بهذه الجائزة. مؤكد أن لهذه الجائزة معايير لكن من الواضح أن لها أجندات كذلك. فهناك الكثير من الانتقادات والاتهامات لهذه الجائزة بعدم الموضوعية وعدم الحياد خاصة في جائزة السلام وجائزة الآداب.
فقد وجهت لنوبل انتقادات واسعة بسبب فوز مناحم بيغن وإسحاق رابين وشمعون بيريز رؤساء الوزارة في الكيان المحتل لفلسطين.
غير أن هذا النوع من الفائزين غير المتوقعين والبعيدين كل البعد عن الفوز، هم مصدر الجدل، وقد يكون أحد أهداف اختيارهم، هو إثارة الجدل حولهم في الإعلام وفي الأوساط السياسية.
هناك خيط رفيع بين أهداف الإعلام بشكل عام وأهداف الجوائز بمجملها، رغم أن بعض الجوائز العالمية المرموقة والرصينة لا تحبذ أن تجاري الإعلام بكل إثاراته وجدلياته ومحتوياته، لكن السؤال مشروع ومطلوب حول الأسباب التي تحول دون أن تتربع جائزة بحجم وأهمية وجدية ورصانة جائزة الملك فيصل عالمياً؟ هل هو الإعلام أم هو تاريخ التأسيس؟ أم هي موضوعات الجائزة الأكاديمية نوعاً ما؟

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق