الطفلة الفلسطينية بيان صقر تمثل قصة جسد يذوب فى صمت الحرب والحصار.. صور - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في واحدة من أقسى صور المعاناة الإنسانية في غزة، تعيش الطفلة بيان صقر، البالغة من العمر 10 أعوام، مأساة صحية تهز القلوب، حيث إن جسدها الصغير الذي كان يوما مفعما بالحياة تحول إلى هيكل عظمي نحيل نتيجة سوء تغذية حاد ترافق مع حساسية القمح وإسهال مزمن، لتبدأ رحلة الألم التي جعلتها تفقد شهيتها وتصارع ضعفا وهزالا شديدا وسط ظروف صحية متدهورة.

438569-الطفلة-بيان-صقر-بعد-الإصابة
الطفلة بيان صقر بعد الإصابة

الطفلة بيان، كانت تزن قبل الحرب نحو 25 كيلو جرام، إلا أن وزنها انخفض إلى 15 كيلوجرام فقط، في مشهد يعكس حجم الكارثة الصحية التي تواجه الأطفال في غزة نتيجة انعدام الدواء وسوء التغذية ونقص الرعاية الطبية.

صورة فوتوغرافية لبيان صقر
صورة فوتوغرافية لبيان صقر

وتعاني الطفلة من استفراغ مستمر، وتساقط شعر، وارتفاع متكرر في درجات الحرارة، وضعف عام يمنعها من الحركة، فيما تتسارع حالتها نحو الخطر مع تأخر سفرها للعلاج خارج القطاع.

بيان صقر قبل الحرب
بيان صقر قبل الحرب

انهيار المنظومة الصحية في غزة زاد من معاناة الطفلة الفلسطينية، خاصة بعدما أكد الأطباء أنهم بذلوا أقصى ما يمكن ضمن الإمكانيات المتاحة، لكن الحصار ونقص الأجهزة والأدوية تحول دون إنقاذ حياتها.

تقرير طبي لحالة بيان صقر
تقرير طبي لحالة بيان صقر

وتتحول معاناة الطفلة بيان إلى رمز للوجع الإنساني في غزة، حيث يحرم الأطفال من حقهم في العلاج والحياة بسبب استمرار الحصار وقلة الموارد الطبية، وبينما تتدهور حالتها يوما بعد يوم، تتعلق أسرتها بأمل ضعيف بأن تجد صرختها الإنسانية صدى لدى الجهات الدولية لإنقاذها قبل فوات الأوان.

التقرير الطبي للطفلة الفلسطينية
التقرير الطبي للطفلة الفلسطينية

وأكد تقرير لمنظمة اليونيسف، صدر في 30 أكتوبر، أن أكثر من مليون طفل في غزة يواجهون أهوالًا يومية في أخطر مكان بالعالم، حيث دعا المدير الإقليمي لليونيسف إدوار بيجبيدير إلى الفتح الفوري لجميع المعابر لضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود، محذرا من حقائق كارثية حول معاناة الأطفال.

وأضاف خلال بيان المنظمة، أن وقف إطلاق النار أتاح فرصة مؤقتة لبقاء الأطفال على قيد الحياة، لكنها شددت على أن المساعدات الحالية لا تلبّي الاحتياجات الفعلية وسط دمار شامل في القطاع، لافتا إلى أن أكثر من 64 ألف طفل استشهدوا أو أصيبوا منذ بداية الحرب، و58 ألفا فقدوا أحد والديهم، بينما يعيش مليون طفل في ظروف غير إنسانية مع نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية.

وفي 29 أكتوبر، أعلنت منظمة الصحة العالمية، وفاة 421 شخصا في غزة بسبب سوء التغذية خلال عام 2025، من بينهم 113 طفلا، في مؤشر خطير على تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

التحويلة الطبية للطفلة بيان صقر
التحويلة الطبية للطفلة بيان صقر

وأكدت المنظمة في بيان لها، أن هذه الأرقام تعكس تدهورا غير مسبوق في الوضع الصحي، نتيجة نقص الغذاء والرعاية الطبية، لافتة إلى أن الأطفال يشكلون الفئة الأكثر تضررا من تداعيات الحصار والقيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية.

ودعت إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي، لضمان وصول الغذاء والمستلزمات الطبية إلى السكان، محذرة من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى مزيد من الوفيات، خاصة بين الفئات الضعيفة.

معاناة أم تبحث عن الفرج لابنتها

ووسط أوجاع الحرب والحصار في قطاع غزة، تقف والدة الطفلة بيان صقر، ذات العشر سنوات، عاجزة أمام تدهور حالة ابنتها الصحية التي تتفاقم يومًا بعد يوم. بصوتٍ مملوء بالحزن والرجاء، تروي الأم تفاصيل قصة ابنتها في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع":"قصة بيان بدأت عندما صارت تفرغ كل الأكل والماء، وأصبح عندها إسهال مزمن، وصارت دائما نائمة وضعيفة".

وتضيف: "عرضناها على المستشفى أكثر من مرة، وكانوا يقولوا إنها تعاني من نزلة معوية، وتنام هناك أسبوع وتعود، لكن حالتها ما كانت تتحسن، بالعكس، بدأ وزنها ينخفض بسرعة كبيرة".

الأم التي تبدو منهكة من كثرة المراجعات الطبية، أضافت وهي تحبس دموعها: "قمت بعمل تحويلة طبية لها، ننتظر الفرج من عند الله، يمكن تنفتح أبواب العلاج وتسافر قبل ما نفقدها".

 

0 تعليق