المنامة في 28 أكتوبر / بنا / عقد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، اليوم الثلاثاء، جلسته الاعتيادية الحادية والثلاثين من دورته الخامسة برئاسة معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة، رئيس المجلس.
وفي مستهل الجلسة، أشاد المجلس بمضامين الكلمة السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظّم حفظه الله ورعاه، في افتتاح دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي السادس لمجلسي الشورى والنواب، منوهًا بما أكدت عليه من مبادئ وقيم متوارثة لنظام الحكم في البلاد، تقوم على الشريعة الإسلامية الغراء، والشورى، والعدل والإحسان، والتضحية في سبيل الوطن، ومراعاة العادات والتقاليد الأصيلة، والتأكيد على كونها من وصايا قادة مملكة البحرين لأولياء عهودهم طبقةً بعد طبقةٍ؛ باعتبارها منهاجًا لحياتنا، وجزءًا لا يتجزأ من ثقافتنا الحامية للسيادة.
كما ثمَّن المجلس عاليًا ما وجَّه إليه جلالته أيده الله من توجُّهات لأولويات العمل القادمة؛ انطلاقًا من القراءة الواعية لمعطيات المستقبل، ومواجهة تحولاته، والاستفادة من فرصه، وأهمها العناية بإعلاء الهوية الوطنية، وتعزيز الوحدة الجامعة لكل الأطياف، ورفض مظاهر التعصب والكراهية والولاءات الخارجية، والعمل على ترسيخ المبادئ والقيم المعنوية لهويتنا، والممارسات الأصيلة التي ترتبط بالإنسان البحريني، التي كان لها أبلغ الأثر في بناء قوته الحضارية المتجددة. مشيدًا في الوقت نفسه بتوجيهات جلالته إلى ضرورة التركيز على مسار التطور العلمي والمعرفي والتكنولوجي بما يعزز آفاق التنمية والتمكين والتطوير في البلاد.
إلى ذلك، أعرب المجلس عن سعادته بنجاح (قمة شرم الشيخ للسلام) بمناسبة اتفاق إنهاء الحرب في غزة، التي انعقدت في جمهورية مصر العربية الشقيقة، بحضور حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه إلى جانب إخوانه أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية والإسلامية، وعدد من زعماء الدول الكبرى في العالم. ورحب المجلس بكل المساعي الخيرة لمنح الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه الإنسانية العادلة المتمثلة في الحياة الكريمة والآمنة، وتوفير البيئة المستقرة للتنمية والازدهار، وإقامة دولته المستقلة على أراضيه.
بعد ذلك، بحث المجلس الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، واستهلها ببحث بعض الخطط والمقترحات التطويرية في مجال الدراسات القرآنية والتربوية، مرفوعةً من معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم.
كما اطلع على مذكرة بشأن نتائج الدورة السابعة من برنامج مجالس التفسير التي أقامها المعهد، التي تناولت تفسير سورة الأنعام المباركة، وقدَّمها فضيلة الدكتور عبدالرحيم بن محمد القاوش، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض بالمملكة المغربية، وذلك في الفترة من 3 – 6 أكتوبر الجاري، في جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، بمشاركة أكثر من 310 مشاركين ومشاركات من طلبة العلم الشرعي ومعلمي القرآن الكريم.
ثم وقف المجلس على آخر المستجدات المتعلقة بخطته لإعمار الجوامع، وأخذ علمًا بطرح مشروع هدم وإعادة جامع كرزكان في مناقصة عامة عن طريق مجلس المناقصات والمزايدات. واطلع على آخر ما وصلت إليه الأعمال الإنشائية في مشروعيْ هدم وإعادة بناء مسجد الشيخ أحمد الفاتح بالمنامة وجامع المعامير، اللذين يتبنى تمويلهما المجلس. إلى جانب ثلاثة مشاريع يمولها عدد من المحسنين لهدم وإعادة بناء ثلاثة جوامع قائمة؛ وهي: جامع التوبة بالبسيتين، وجامع أبي عبيدة بن الجراح بقلالي، وجامع الحارث بن مالك (جامع عائشة حاليًا) بسند، وثلاثة مشاريع أخرى يمولها المحسنون لبناء ثلاثة جوامع جديدة في كل من مشروع شرق الحد الإسكاني، ومدينة سلمان، والرفاع الشرقي.
فيما تابع آخر المستجدات الهندسية والفنية والإجرائية في عدد من المشاريع الأخرى. معربًا عن تقديره لجهود الأمانة العامة للمجلس ولجنة متابعة إنشاء الجوامع وملحقاتها، منوهًا في الوقت نفسه بإسهامات المحسنين الكرام في أعمال البر والإحسان، بما يعكس الروح البحرينية المعطاءة، سائلاً الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم.
واختتم المجلس جلسته باستعراض عدد من الرسائل والطلبات الواردة، وبحث ما يستجد من أعمال، واتخذ بشأن ذلك ما يلزم.
أ.ش, خ.س, A.A

0 تعليق