عاجل

"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان والمعاناة في غزة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب محمد الجمل:

 

واصلت "الأيام" رصد مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المُتواصل على القطاع عامة ومدينة غزة على وجه الخصوص، خاصة في ظل التطورات السياسية الأخيرة، وقرب البدء بمفاوضات قد تقود إلى وقف الحرب.
ومن أبرز المشاهد الجديدة التي رصدتها "الأيام" مشهد تحت عنوان "تفاؤل حذر"، ومشهد آخر يرصد وجود نصف مليون مواطن في مدينة غزة يواجهون خطر المجاعة، ومشهد ثالث يوثق مطالبات الأهالي والمؤسسات المعنية بضرورة البحث عن المفقودين في القطاع.

 

تفاؤل حذر
تلقى سكان قطاع غزة الأنباء التي تحدثت عن موافقة حركة "حماس"، على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لإنهاء الحرب على قطاع غزة، بتفاؤل حذر، وسط مخاوف من أن تعمل إسرائيل على إفشالها رغم إعلانها الموافقة المسبقة عليها.
وذكر مواطنون أن "تجارب الماضي فيما يتعلق بجولات المفاوضات لوقف إطلاق النار، تجعل الناس لا يتفاءلون، فأكثر من مرة يحدث تقدم في المفاوضات، ونكون قريبين من التوصل لاتفاق، ثم تقلب إسرائيل الطاولة، وتعرقل الصفقة الوشيكة".
وقال المواطن محمود البنا إنه رغم أن الأمور والأخبار تدعو إلى التفاؤل، إلا أنه لم يشعر بالتفاؤل حتى الآن، والأسباب لذلك كثيرة، أهمها بقاء جيش الاحتلال في أجزاء واسعة من قطاع غزة، حتى بعد بدء تنفيذ بنود الاتفاق، ووجود تفاصيل كثيرة يجب حسمها والاتفاق عليها، وإسرائيل بارعة في إغراق المفاوضين بتفاصيل وجزئيات تؤدي في النهاية إلى إفشال المفاوضات.
وأشار إلى أن التجارب السابقة علمته ألا يتفاءل مطلقاً، فحتى اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه الطرفان في شهر كانون الثاني الماضي، وكان من المفترض أن يتكون من 3 مراحل، لم تنفذ إسرائيل منه إلا مرحلة واحدة، وانقلبت عليه، وعادت إلى الحرب.
ولفت إلى أنه قرأ بنود الاتفاق كلها، فجميعها بنود فضفاضة وغامضة وتحمل التأويل، باستثناء بندين واضحين، وهما تسليم الأسرى الإسرائيليين، وتسليم سلاح المقاومة.
بينما يرى المواطن ياسر حماد، أن الإفراط في التفاؤل ينتج عنه حالة إحباط، لذلك من الأفضل إعطاء الأمر قدره، بأن نعول خيراً، ونتمنى أن تسير الأمور بسلاسة.
وأكد حماد أنه حتى لو اتفقوا على كل البنود، وبدأ التنفيذ فهناك مراحل عدة للخطة، من أجل استكمال الانسحاب، وكل مرحلة لها بنود وتفاصيل كثيرة، واحتمال تخريب الاتفاق أو الانقلاب عليه أمر وارد من قبل إسرائيل، لذلك يجب عدم الإفراط في التفاؤل.
واستهجن حماد تعجّل المواطنين في قطاع غزة، ومحاولة بعضهم العودة إلى بيوتهم التي تقع في المناطق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال، رغم عدم حدوث شيء على الأرض، فجيش الاحتلال مازال يسيطر على غالبية مناطق القطاع.
وتمنى حماد وغيره من المواطنين أن تنجح الجهود هذه المرة في إنهاء العدوان، خاصة أن مصر ودولاً عربية تضع ثقلها من أجل إنجاح وتنفيذ الخطة، وتنسق مع أميركا في ذلك.

 

نصف مليون يواجهون المجاعة
ما زال بين 450 و500 ألف مواطن يتواجدون في مدينة غزة، ويرفضون النزوح حتى الآن، وهؤلاء باتوا يواجهون مخاطر كبيرة، أهمها المجاعة، خاصة مع استمرار إغلاق شارع الرشيد من الجنوب باتجاه الشمال، ما يعني منع وصول الطعام، والمساعدات، والإمدادات الإنسانية للمدينة.
ووفق مصادر محلية فإن الكثير من أصناف السلع والبضائع بدأت تختفي من مدينة غزة، وارتفعت أسعار معظم أنواع السلع، بعد تهافت المواطنين على شراء الطعام بهدف تخزينه، بينما جرى استهداف مواطنين من قبل مُسيرات ودبابات الاحتلال حين حاولوا إدخال طعام إلى مدينة غزة، عبر سيرهم على شارع الرشيد من الجنوب باتجاه الشمال.
وقال المواطن خليل منصور، الذي نزح من مدينة غزة باتجاه جنوب القطاع، إن أكثر ما كان يخشاه هو المجاعة، التي عاش فصولها العام الماضي، لذلك قرر النزوح، حتى لا يعيشها مرة أخرى.
وبيّن أنه يتحدث عبر الهاتف إلى أقاربه وأصدقائه المتواجدين في مدينة غزة، الذين قرروا عدم النزوح، وجميعهم يعملون حالياً على تخزين الطعام بكميات تكفي لعدة أشهر، موضحاً أن الأوضاع الإنسانية في مدينة غزة تدهورت، وهناك نقص حاد في مياه الشرب، وعدد المشافي والمراكز الصحية التي تعمل في المدينة تقلص، بعد إجبار العديد منها على الخروج عن الخدمة.
وأشار إلى أن المواطنين في مدينة غزة يتنقلون من شارع إلى شارع، ومن حي إلى حي، ومعهم الطعام الذي خزنوه، خشية أن يتركوه في منازلهم أو خيامهم، وألا يستطيعوا الوصول إليه مجدداً، وجميعهم يؤكدون عدم حدوث تغيير على الأرض، رغم ادعاء جيش الاحتلال وقف احتلال مدينة غزة، وتقليص عملياته فيها.
وذكرت بلدية غزة، أن التقديرات الدولية والمحلية تشير إلى أن ما يقارب 500 ألف مدني، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، يتواجدون في مدينة غزة تحت ظروف إنسانية بالغة القسوة، حيث انعدام الغذاء الكافي، وشحّ المياه النظيفة، وغياب الرعاية الصحية الأساسية، وتحت القصف والتدمير الشامل المنهجي.
وأكدت البلدية أن هذا الوضع لا يهدد حياتهم فحسب، بل يترك أيضاً آثاراً نفسية مدمّرة، خاصة على الأطفال الذين يكبرون في أجواء الخوف والصدمة، وعلى النساء اللواتي يتحملن أعباء مضاعفة في غياب الحماية والأمان.
وناشدت البلدية أحرار العالم، والمؤسسات الإنسانية والدولية الوقوف مع غزة، والعمل على حماية المدنيين، وتوفير احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والمياه والدواء والرعاية.

دعوات للبحث عن المفقودين
طالب ذوو المفقودين، ومؤسسات معنية بقضيتهم، الجهات الدولية والمحلية، بالعمل من أجل البحث عنهم، خاصة المفقودين تحت الركام، لانتشال جثامينهم، ومواراتها الثرى بطريقة تليق بهم.
وشكّل إعلان كل من إسرائيل وحركة "حماس"، موافقتهما على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لوقف الحرب، بارقة أمل لذوي المفقودين بحدوث تهدئة، ينتج عنها انسحاب الاحتلال من قطاع غزة، ما يتيح إمكانية العثور على أبنائهم وأحبتهم، حيث إن غالبيتهم فقدوا في مناطق خاضعة لسيطرة الاحتلال في القطاع.
وقال المواطن عبد الله النجار، إن شقيقه توجه إلى مناطق شرق خان يونس قبل نحو شهرين، ومنذ ذلك الحين مفقود، ولا يعرفون عنه أي شيء، ويتمنون حدوث تهدئة في الفترة المقبلة، وينسحب الاحتلال من خان يونس، حتى يتمكنوا من الوصول إلى كافة المناطق، والبحث عن شقيقهم، الذي يتوقعون أنه استشهد، لكن حتى لو حدث ذلك، يريدون جثمانه، ومواراته الثرى.
بينما ناشد مواطنون من سكان مدينة غزة، وبعضهم نازحون في جنوب القطاع، الجهات المختصة المساعدة في استخراج جثامين أقاربهم التي ما زالت قابعة تحت ركان منازل تعرضت للقصف.
وأشار المواطن محمد ديب، وهو نازح من مدينة غزة، إلى أن منزل شقيقه تعرض للقصف قبل أكثر من شهر، استشهد على إثره شقيقه وزوجته وعدد من أبنائه، وما زال 2 من أبناء شقيقه تحت الركام، لم يتمكنوا من انتشالهما حتى الآن، ويأمل بأن تسهم التهدئة المرتقبة في عودتهم إلى مدينة غزة، وانتشالهما بالتعاون مع الجهات المعنية.
من جهته، طالب "المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسراً"، المجتمع الدولي بإدخال فرق فنية ومعدات متخصصة لانتشال جثامين الضحايا في غزة، والتعرف على هوياتهم.
وشدد المركز على ضرورة التحرك الفوري في ظل عجز الجهات المحلية عن التعامل مع الدمار الهائل الناتج عن القصف الإسرائيلي المستمر منذ عامين.
وقدّر المركز وجود بين 8 و9 آلاف مفقود يُعتقد أنهم تحت الأنقاض أو في مناطق التمركز العسكري الإسرائيلي، داعياً إلى تدخل دولي بإشراف الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكذلك الهلال الأحمر لتوفير المعدات الثقيلة، وخبراء الطب الشرعي، وتقنيات الحمض النووي.
كما طالب المركز بتمكين الأهالي من دفن أبنائهم بكرامة وفق الأعراف والاتفاقيات الدولية، مؤكداً أن استمرار القصف الإسرائيلي يعرقل جهود انتشال الجثامين، ودعا إلى ضمان وقف القصف فوراً، وتأمين ممرات آمنة لفرق الإنقاذ.

 

0 تعليق