عاجل

هل فرّ آلاف المسلمين من مدينة هندية خوفا من الشرطة؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

تصاعدت موجة الجدل والتحريض ضد المسلمين في الهند بعد انتشار مقطع مصور يظهر حشودا ضخمة من المسلمين على رصيف محطة قطار بمدينة بريلي في ولاية أوتار براديش.

الفيديو الذي انتشر بسرعة عبر المنصات الهندية أثار سيلا من التعليقات التي زعمت أن تلك الجموع الغفيرة تفرّ من الولاية خوفا من حملة أمنية موسّعة تشنها الشرطة عقب أعمال عنف اندلعت مؤخرا، مما أضفى على المشهد بعدا سياسيا وطائفيا مشحونا.

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

لكن خلف هذا الادعاء قصة أعمق بدأت قبل أسابيع، وانتهت بموجة تضليل رقمية أعادت إنتاج التوتر بين المسلمين والسلطات المحلية في واحدة من أكثر الولايات حساسية في الهند.

بداية القصة

تعود جذور الأزمة إلى حملة شعبية أطلقها مسلمون في سبتمبر/أيلول الماضي تحت شعار "أحب النبي محمدا" (I Love Muhammad)، بدأت برفع لافتات وملصقات للتعبير عن محبة النبي، قبل أن تتحول إلى قضية رأي عام أشعلت جدلا في عدد من الولايات الهندية.

كانت البداية في مدينة كانبور بولاية أوتار براديش يوم 4 سبتمبر/أيلول، حين أثارت لافتة كتبت عليها العبارة نفسها اعتراض جماعات هندوسية متشددة، رأت فيها "ابتكارا دينيا" غير مألوف.

إعلان

وردت الشرطة بفتح تحقيقات ضد عدد من المشاركين بتهمة "الإخلال بالوئام الطائفي"، وهو ما أثار غضبا واسعا في أوساط المسلمين الذين رأوا في ذلك استهدافا لهويتهم الدينية، لتتحول الحملة إلى حركة احتجاجية رقمية انتشرت على نطاق واسع عبر وسمي #ILoveMuhammad و#IStandWithMuslims.

في مدينة مومباي، امتد الجدل بعد تداول مقاطع تظهر أشخاصا يضعون الملصقات على مركبات دون إذن أصحابها، مما أثار نقاشا حول حدود حرية التعبير الديني وحقوق الملكية.

توقير رضا خان

برز اسم رجل الدين البارز توقير رضا خان، زعيم "مجلس اتحاد الملة"، كأحد أبرز المدافعين عن الحملة، إذ اعتبر أن التعبير عن محبة النبي "حق ديني لا يجوز تقييده".

تصريحاته النارية ضد قرارات الشرطة دفعت بآلاف من أتباعه إلى التظاهر في بريلي يوم الجمعة 26 سبتمبر/أيلول، خارج ضريح "آلا حضرت" ومنزله، رغم رفض السلطات منح ترخيص للمسيرة.

وبينما تفرّق معظم المحتجين بسلام وفق رواية الشرطة، اندلعت مواجهات محدودة قالت السلطات إن "مثيري شغب مسلمين" ألقوا خلالها الحجارة على قوات الأمن، مما أدى لإصابة عدد من عناصرها.

وصفت الحكومة المحلية الأحداث بأنها "مؤامرة مدبرة"، لتبدأ بعدها حملة اعتقالات طالت توقير رضا خان وأكثر من 70 شخصا، وترافقت مع عمليات هدم واسعة لممتلكات المتهمين باستخدام الجرافات، في سياسة تعرف بـ"عدالة البلدوزر"، التي يتبناها رئيس الوزراء المحلي المتشدد يوغي أديتياناث المعروف بخطابه المعادي للمسلمين.

التفنيد

في ذروة هذا التوتر، ظهر المقطع المتداول الذي أظهر حشودا من المسلمين في محطة قطار بريلي، وجرى الترويج له على أنه يوثّق فرارهم الجماعي من المدينة بعد إعلان الشرطة نيتها ملاحقة المشاركين في أعمال الشغب.

رافقت ذلك تعليقات تحرّض على المسلمين وتزعم أن "غرورهم تلاشى أمام هيبة الدولة".

لكن تحقيق "الجزيرة تحقق" كشف أن المقطع أقدم من الأحداث الجارية بأكثر من شهر، إذ نُشر أول مرة في 21 أغسطس/آب الماضي، أي قبل اندلاع أعمال العنف في بريلي.

" frameborder="0">

 

وتبيّن بعد الفحص أن المشاهد توثق مغادرة آلاف الزوار للمدينة عقب مشاركتهم في مهرجان ديني سنوي يعرف باسم "عرس أعلى حضرت" (Urs-e-Razavi) الذي يقام إحياء لذكرى وفاة الإمام أحمد رضا خان، أحد أبرز علماء المسلمين في الهند.

ويشارك في المناسبة سنويا مئات الآلاف من أبناء الطائفة البريلوية من مختلف أنحاء البلاد، وليس لها أي صلة بالاحتجاجات أو بحملة الشرطة الأخيرة.

0 تعليق