ليلة دامية في مدينة غزة.. نقل الشهداء والمصابين لا يتوقف - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب خليل الشيخ:


"كل خمس دقائق انفجار روبوت أو قصف بـطائرة حربية، ولم تتوقف قذائف المدفعية طول الليل"، هكذا وصف الشاب جهاد (26 عاماً) الليلة قبل الماضية في مدينة غزة، التي وصفت بأنها ليلة صعبة ودامية.
وقال: "استمر وصول سيارات الإسعاف والدفاع المدني والتكتك وعربات الكارو طوال النهار وأغلب ساعات الليل إلى مستشفيي المعمداني والشفاء وحتى المستشفى الأهلي المحاصر بالدبابات"، مشيراً إلى تزايد القصف الذي استهدف المواطنين في الشوارع والميادين العامة.
وأضاف جهاد، الذي ينزح داخل مستشفى الشفاء: "كل شوية بتصل سيارة أو كارة او تكتك محملة بالشهداء والمصابين، لدرجة انو فكرنا انو قوات الاحتلال راح تقصف المستشفى كمان شوي".
وأبلغت مصادر محلية وطبية عن وصول نحو 100 شهيد اٍلى هذه المستشفيات في أقل من 24 ساعة، معتبرة أن القصف الجوي وتفجير "الروبوتات" لم يكن مسبوقاً مقارنة بأيام الحرب.
وقال بيان صادر عن الدفاع المدني: "يوم صعب جداً على مدينة غزة، فعمليات القصف والقتل لم تتوقف منذ ساعات الفجر".
من جهته، قال المسعف أحمد: "لم يكن يوماً اعتيادياً من أيام الحرب، بل كان يوماً دامياً فوق المتوقع، تشوشت فيه قدرات الدفاع المدني المحدودة أصلاً".
وتحدث حول تفاصيل ذلك اليوم الذي استهدفت فيه قوات الاحتلال نحو 200 مواطن بين شهيد وجريح، في سلسلة حوادث قصف استهدفت تجمعات المواطنين في الشوارع والميادين العامة وفي مراكز الإيواء والمدارس.
وأضاف أحمد: "كنا ننقل شهداء وجرحى، وفي طريق مرورنا إلى المستشفى يقع قصف ونتوقف عنده لنسارع في نقل الذين نراهم على قيد الحياة"، مؤكداً أنها كانت ليلة صعبة، وكان قد سبقها نهار أصعب بسبب تزايد القصف الجوي.
وأشارت مصادر محلية إلى أن المناطق الشمالية الغربية والوسط الشرقي لمدينة غزة، شهدت غارات جوية تزامناً مع قصف مدفعي متواصل، فضلاً عن أعمال تفجير لمدرعات مفخخة وهو ما يعرف بـ"الروبوتات" لاسيما في أحياء الصبرة وتل الهوا جنوباً، والشيخ رضوان والنصر شمال غربي المدينة.
وأكدت المصادر أن الليلة قبل الماضية شهدت إطلاق نار متواصلاً من قبل آليات الاحتلال العسكرية، التي تقدمت لمئات الأمتار من أماكن تواجدها وسط المدينة باتجاه الغرب.
وقال المسعف أحمد: "غالبية الشهداء والجرحى الذين نقلناهم كانوا من المواطنين المتجمعين في الشوارع العامة، لا سيما خلال ساعات النهار، والبعض كانوا في المدارس ومراكز الإيواء"، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال استهدفت مركز إيواء الفلاح، وآخر في شارع النصر ما أوقع شهداء.
وأضاف: "تخيّل أن نستقبل كل نصف ساعة بلاغاً عن استهداف مواطنين في الشوارع أو مراكز الإيواء، وفور وصولنا نترك الشهداء لجهات أخرى تنقلهم ونتدخل لإسعاف الجرحى في محاولة لإنقاذ حياتهم، وبالكاد ننتهي حتى نتوجه إلى منطقة استهداف أخرى".
وقال شهود من النازحين في أحاديث متفرقة لـ"الأيام"، إن أبرز هذه الاستهدافات وقعت في أحياء الدرج والزيتون شرق مدينة غزة، والنصر والرمال غرباً، والشيخ رضوان شمالاً، وشوارع البلدة القديمة وأزقتها فضلاً عن مناطق الجوازات، والجلاء، وشارع العيون.
وأضاف الشهود: "أكثر من حادثة قصف وقعت في منطقتي الجلاء والعيون، التحليق المستمر لطائرات الاستطلاع وكواد كابتر لوحظ في نفس الوقت في سماء مدينة غزة، وغالبية حوادث القصف التي استهدفت تجمعات المواطنين انطلقت من هذه الطائرات".

 

0 تعليق