Published On 2/10/20252/10/2025
|آخر تحديث: 20:20 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:20 (توقيت مكة)
وقفت أوروبا مع دولة إسرائيل منذ بداية نشأتها وكانت لها خير حليف وشريك اقتصادي، وتجلى ذلك في دعم القارة غير المشروط لسياسات إسرائيل العسكرية في فلسطين، ولكن الآن "تبخر" هذا الدعم مع تصاعد سخط الشعوب الأوروبية تجاه الكارثة الإنسانية في غزة، وفقا لصحيفة إندبندنت البريطانية.
وأكد تقرير الصحيفة أن الغضب الشعبي المتزايد دفع حكام القارة إلى مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف الحرب وإدخال المساعدات بعد أشهر من الصمت.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listودلل كاتب التقرير -الصحفي سام ماكنيل- على التحول الأوروبي بالإشارة إلى إن إيطاليا انضمت لإسبانيا لحماية "أسطول الصمود" المتجه لفك الحصار عن غزة، رغم انسحابهما لاحقا.
15 مظاهرة يوميا
وسلطت بيانات نقلها التقرير عن مشروع رصد الصراعات العالمي، الضوء على أثر الغضب الشعبي في تشكيل العلاقات الإسرائيلية الأوروبية، إذ أكدت أن عدد المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في أوروبا قفز من 780 خلال 5 أشهر إلى أكثر من 2066 مظاهرة مؤخرا.
وأكد المشروع أن هناك 15 مظاهرة على الأقل يوميا دعما لفلسطين.

ومع هذه الضغوط الشعبية، حتى نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- اعترف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن الدعم لإسرائيل "تبخر بسرعة" خلال الأشهر الماضية، حسب التقرير.
ولفتت إندبندنت إلى أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني -المعروفة بدعمها لنتنياهو- أعلنت دعمها لفرض عقوبات على إسرائيل بعد احتجاجات واسعة الأسبوع الماضي، وقالت أمام الأمم المتحدة "إسرائيل انتهكت المعايير الإنسانية، وارتكبت مجزرة بحق المدنيين".
وعلى عكس إيطاليا، لا تزال ألمانيا مكبلة بإرث ذنوبها الماضية تجاه اليهود، فقد عبّر المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن قلقه مما يحصل في غزة، وقلّص صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، إلا أنه رفض خيار العقوبات الاقتصادية عليها، طبقا للتقرير.
إعلان
ومن جهتها -يتابع التقرير- أقرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بأن أوروبا "بحاجة لفعل المزيد" لإنهاء المعاناة في غزة، واقترحت فرض رسوم إضافية على السلع الإسرائيلية ومعاقبة مستوطنين ومسؤولين.
وبرأي ليزا موسيول -رئيسة شؤون الاتحاد الأوروبي في مجموعة الأزمات الدولية- فإن تعليق فون دير لاين جاء نتيجة الانتقادات الواسعة لسياساتها وضغط موظفي الاتحاد الأوروبي، مع عريضة احتجاج وقعها أكثر من ألفيْ موظف حاليّ و390 سفيرا ومسؤولا سابقا، وفق إندبندنت.
" frameborder="0">
"إسرائيل من أوروبا"
وحسب التقرير، يُعد هذا التحول صادما بسبب العلاقات التاريخية الوطيدة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، إذ نشأ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وتعود جذور الكثير من اليهود الإسرائيليين إلى الجاليات اليهودية الأوروبية التي هربت من أوروبا.
ونقلت إندبندنت عن شارون باردو، أستاذ في جامعة بن غوريون الإسرائيلية، قوله: "إسرائيل من أوروبا، ومن لا يعترف بذلك لا يفهم هذا البلد البتة".
وقد أرسى ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، أسس الروابط الاقتصادية والسياسية والثقافية مع أوروبا، وفق تحليل باردو، وكانت القارة الشريك التجاري الأبرز لإسرائيل، و"السوق الرئيسية للزراعة الإسرائيلية، والمصدر الأول للأسلحة".
ويرى باردو أن نتنياهو أخل بهذه العلاقة وجعل من إسرائيل "دولة مناهضة للاتحاد الأوروبي تبذل قصارى جهدها للإضرار بمشروع الاندماج الأوروبي وتخريبه"، في إشارة إلى تعاون نتنياهو مع اليمين الشعبوي الأوروبي.
ويفسر ذلك جزئيا -برأي أستاذ الجامعة الخبير بالعلاقات الإسرائيلية الأوروبية- تغير موقف قادة أوروبا من إسرائيل.
0 تعليق