عاجل

الاحتلال يطبق حصاره على مدينة غزة ويفاقم معاناة المواطنين - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب عيسى سعد الله:


فاقم إطباق الاحتلال حصاره على محافظتي غزة والشمال، وفصلهما عن باقي محافظات القطاع الثلاث الأخرى، من معاناة أكثر من نصف مليون مواطن ما زالوا متواجدين في العديد من مربعاتها وأحيائها السكنية.
وبحلول الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس، أعلنت قوات الاحتلال عن إطباق حصارها بشكل كامل ومحكم على المحافظتين، بقرارها إغلاق شارع الرشيد الساحلي أمام القادمين من الجنوب إلى المحافظتين.
وسيؤدي القرار إلى تعميق أزمة المجاعة لعدم قدرة المواطنين على إدخال أي مساعدات إلى المدينة بعد فرض الحصار، ومنع إدخال أي مواد غذائية وغيرها للمحافظتين.
وتسبب القرار في حالة بلبلة بصفوف المواطنين في المدينة، الذين يتركزون حتى اللحظة وسط وغرب المدينة، ودفع العشرات منهم للنزوح من المدينة باتجاه الجنوب قبل دخول القرار الإسرائيلي حيز التنفيذ، ظهر أمس.
ورغم إعلان قوات الاحتلال الاستمرار بسماحها بالخروج الحر من المدينة باتجاه محافظتي الوسطى وخان يونس، إلا أن المواطنين سيجدون صعوبات هائلة في الانتقال بسبب عدم قدرة العربات والشاحنات التي تغادر المدينة، من العودة إليها، وبالتالي سيتسبب القرار في أزمة مواصلات خانقة ستجبر من تبقى من سكان على النزوح سيراً على الأقدام، وقطع مسافة تتجاوز خمسة كيلو مترات على الأقل.
وبالتزامن مع إعلان قوات الاحتلال إطباق الحصار على مدينة غزة التي تتعرض لهجمات جوية وبرية وبحرية عنيفة، ألقت الطائرات الحربية والمسيّرة ملايين المنشورات الورقية فوق مناطق تجمّع النازحين والمواطنين غرب المدينة، تطالبهم بالنزوح فوراً جنوب وادي غزة.
وترافقت التهديدات مع سلسلة غارات جوية وتفجيرات ضخمة نفذها جيش الاحتلال في جميع أحياء المدينة، بما فيها الأحياء التي تتكدس فيها أعداد هائلة من المواطنين والنازحين.
ويتوقع أن تشهد الأيام القادمة نقصاً حاداً وخطيراً في المواد الغذائية بمدينة غزة، وكذلك بإمدادات المياه التي تقلصت بشكل كبير جداً بعد سيطرة الاحتلال على مناطق تواجد محطات التحلية، ونقل أصحاب بعض المحطات محطاتهم إلى الجنوب لتجنب تدميرها.
وأكد عدد من المواطنين الذين ما زالوا في المدينة، في أحاديث منفصلة مع "الأيام"، أن اتخاذ قرار بالبقاء أو مغادرة المدينة صعب جداً بسبب عدم القدرة على التنبؤ بما سيحدث خلال الأيام القادمة، مشيرين إلى أن إغلاق الطريق الساحلي، الذي كان يعتبر شريان الحياة لهم، سيؤدي بلا شك إلى موجات نزوح كبيرة.
وشهد الطريق، صباح أمس، حالة نزوح ملحوظة مقارنة مع الأيام الأخيرة، والتي شهدت تراجعاً كبيراً في أعداد النازحين.
وأفاد شهود عيان بشن طائرات مسيّرة صغيرة الحجم هجمات مكثفة على خيام النازحين في منطقة ميناء غزة طوال الليلة قبل الماضية، ألقت خلالها عشرات القنابل المتفجرة والحارقة، والتي دفعت الكثير من المواطنين والنازحين للهروب والاحتماء تحت ركام الأبراج المدمرة.
ووصف المواطنون المشهد في مدينة غزة بالقاسي والصعب جداً، بعد توسيع قوات الاحتلال دائرة عدوانها على المدينة التي سيطرت على أكثر من 90% من مساحتها.
ونزح نحو ثلثي سكان محافظتي غزة والشمال تحت وقع قسوة العدوان، والتقدم السريع للقوات البرية، خاصة في الأحياء الشمالية الغربية والجنوبية الغربية للمدينة، إضافة إلى سيطرتها على الأحياء الشرقية.
ويبقى الثقل السكاني في المدينة يتركز في الوسط الغربي، خاصة في المنطقة الممتدة من سوق فراس شرقاً وحتى ميناء غزة غرباً.
وأفرغت الهجمات المكثفة والمتواصلة مخيم الشاطئ من ساكنيه ونازحيه، خلال الأسبوع الماضي، وبات خالياً تماماً من المواطنين.

 

0 تعليق