عاجل

القدس في سبتمبر.. انتهاكات صاخبة في الأقصى وعقوبات جماعية - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لم يخلُ شهر سبتمبر/أيلول المنصرم من الانتهاكات الجسيمة التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضمن سياسة ممنهجة لتفريغ القدس من أهلها، ويمكن إدراج معظم الانتهاكات التي وثقت في هذا الشهر تحت مظلة "العقوبات الجماعية".

ففرضت العقوبات الجماعية على نحو 70 ألف فلسطيني يعيشون في القرى الواقعة شمال غرب القدس، وذلك بعد استشهاد شابين ينحدران من قريتي القبيبة وقطنة اللتين تتبعان لهذه الجغرافية، عقب عملية إطلاق نار نفذاها صباح الـ8 من الشهر المنصرم في حي "راموت" الاستيطاني.

وأسفرت العملية عن مقتل 7 إسرائيليين وجرح أكثر من 15 آخرين، فيما ارتقى الشابان المنفذان مثنى عمرو (20 عاما) ومحمد طه (21 عاما)، وما زالت سلطات الاحتلال تحتجز جثمانيهما في الثلاجات.

عقب العملية قررالاحتلال فرض عقوبات جماعية على سكان مناطق شمال غرب القدس، بدءا من إغلاق ما يعرف بـ "نفق بدّو" المؤدي إليها، مرورا بحملة اعتقالات ضخمة تزامنت مع اقتحام معظم منازل المواطنين خاصة في قريتي القبيبة وقطّنة، وليس انتهاء بتفجير منزل أحد المنفذين مثنى عمرو.

إجراءات وعقوبات غير مسبوقة

ولا يمكن فصل خطوة تصنيف كل من قريتي النبي صموئيل وبيت إكسا وحي الخلايلة كمناطق تماس عن العقوبات الجماعية التي استهدفت الفلسطينيين خلال الشهر المنصرم، وبدأت عملية إصدار بطاقات وتصاريح خاصة لسكان هذه المناطق، والتي لن يُسمح بدخولها سوى لحاملي هذه التصاريح.

وفي المسجد الأقصى تواصلت الانتهاكات التي تنفذ على يد شرطة الاحتلال من جهة وقادة جماعات الهيكل وأنصارهم من جهة أخرى، وسُجل على مدار الشهر اقتحام 5050 متطرفا ومتطرفة الساحات، كما نُفذت الاقتحامات بمناسبة رأس السنة العبرية على مدار 3 أيام اقتحم المسجد خلالها 1317 مستوطنا.

وخلال احتفالهم بهذا العيد تعمد المتطرفون النفخ في البوق داخل ساحات أولى القبلتين 5 مرات، بالإضافة إلى الغناء والرقص الجماعي، وأداء الصلوات وطقس السجود الملحمي جماعيا أيضا، وحرص بعض المقتحمين على ارتداء ملابس "التوبة" البيضاء، وهي الملابس تنص الشريعة اليهودية على ارتدائها في الأيام العشر الأولى من السنة لكونها "أيام التوبة".

إعلان

وهذه الثياب تزيد من فرض الهوية التوراتية في الأقصى، وهو الهدف الأساس من تكرار ارتدائها من المقتحمين في كل أوقات السنة وليس في هذه الأيام فقط، كما أن هذا الزي الأبيض هو أحد الأزياء التي يرتديها كهنة الهيكل على مدار العام.

وبالتالي فإن فرضه في الأقصى يخدم التمهيد لحضور طبقة كهنة الهيكل في المسجد، باعتبارها الطبقة التي تقود صلاة اليهود في الهيكل المزعوم وفق الأسطورة التوراتية، فتمسي آثار فرض حضورها في الأقصى مضاعفة وفقا لباحث في شؤون القدس زياد ابحيص.

تأبين ونفخ في البوق

ولم تقتصر الاعتداءات في المسجد الأقصى على الاحتفالات برأس السنة العبرية بل سُجلت على مدار الشهر، ومنها تعمد المستوطنين الاحتفال بذكرى مرور عام على عملية "البيجر" في لبنان من خلال اقتحام جماعي تم خلاله تأبين جندي إسرائيلي قُتل هناك.

كما قاد المتطرف يهودا غليك اقتحاما خاصا لتأبين تشارلي كيرك بعد أيام من مقتله في أميركا، ونشرت منظمة "بيدينو" صورة لعشرات المقتحمين وكتبت "صلى العشرات أمس على جبل الهيكل في ذكرى الراحل تشارلي كيرك ومن أجل المختطفين وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي والأرامل والأيتام".

وعند الحائط الغربي للمسجد اقتحم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ساحة البراق رفقة نتنياهو، وأديا الصلوات هناك، وشارك روبيو في اليوم التالي في افتتاح مقطع جديد من نفق "مسار الحجاج" الذي حُفر أسفل بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى.

وقبل حلول رأس السنة العبرية نفخ المتطرفون في البوق داخل الساحات وأدوا صلوات الصباح والمساء كما أدوا صلاة "سليخوت" وهي صلاة بدأ المتطرفون قبل أسابيع بتعمد أدائها في المسجد الأقصى.

اعتقالات وتنكيل بالجملة

وفي جانب الاعتقالات نُفذت في محافظة القدس -وفقا لتوثيق الجزيرة- نت 105 اعتقالات طالت 9 قاصرين وامرأتين، وتركز معظمها في قرى شمال غرب القدس، كما أصدرت محاكم الاحتلال 5 أوامر اعتقال إداري، وأمرا لافتا بالسجن الفعلي لمدة 48 عاما بحق الأسير المقدسي أمير الصيداوي الذي نفذ عملية إطلاق نار قرب حائط البراق أسفرت عن إصابة 7 إسرائيليين في شهر أغسطس/آب من عام 2022.

وفي إطار قرارات الإبعاد رصدت الجزيرة نت إصدار 61 أمر إبعاد بينها 57 عن المسجد الأقصى سلم معظمها لأسرى محررين ضمن ما يعرف بالإبعادات الاحترازية التي تسبق الأعياد اليهودية، ولا يعتبر هذا العدد الدقيق لأوامر الإبعاد، ذلك أن بعض المبعدين يرفضون الإفصاح عن هذه العقوبة بحقهم وبالتالي يصعب رصد الأرقام الدقيقة.

وفي إطار جرائم الهدم نُفذت 22 عملية هدم في محافظة القدس بينها 10 عمليات هدم ذاتي قسري، وأُدرج منزل الشهيد مثنى عمرو في قرية القبيبة ضمن قائمة "الهدم العقابي" بعد تفجيره يوم 27 سبتمبر/أيلول المنصرم.

وكان من بين الانتهاكات التي وثقت إقدام سلطات الاحتلال على نصب بوابات حديدية على مدخل كل من بلدتي الرام ومخماس شمال القدس، والعيزرية شرقيها، وتضاف هذه البوابات إلى بوابتين نصبتا في شهر يونيو/حزيران المنصرم إحداهما عند مدخل بلدة حزما شمال شرق القدس، وذلك في اليوم الثالث من المواجهة بين إسرائيل وإيران، والأخرى عند المدخل الشمالي الشرقي والوحيد لبلدة عناتا شمال شرق القدس.

إعلان

أما البوابة الأولى فنصبت في يناير/كانون الثاني المنصرم بالاتجاهين على أراضي قرية جبع شمال شرق القدس، ونُصبت على طريق ترابية كان يسلكها المواطنون كبديل للالتفاف على الحاجز العسكري المقام على أراضي القرية ذاتها.

تهجير قسري

ولم يخلُ شهر سبتمبر/أيلول من أوامر الإخلاء ومحاولات التهجير القسري إذ قدمت منظمة "ريجافيم" الاستيطانية التماسا جديدا للمحاكم الإسرائيلية طالبت فيه بإخلاء وهدم تجمع الخان الأحمر البدوي فورا، كما أخُطرت كل من عائلة الرجبي وبصبوص وشويكي والرجبي بإخلاء بناياتهم لصالح المستوطنين في حي بطن الهوى ببلدة سلوان.

وفي حي الشيخ جرّاح عقدت جلسة للنظر في قضية إخلاء عائلة الصباغ من منزلها لصالح المستوطنين، واشترطت المحكمة أن تلتزم العائلة بدفع إيجار شهري للمستوطنين مقابل بقائها في العقار.

واستمرارا لمشاريع التهويد نظمت بلدية الاحتلال مؤتمرا بمشاركة 120 رئيس بلدية في "إسرائيل" لإطلاعهم على المشاريع التهويدية بالمدينة، وافتتحت حديقتين استيطانيتين بعد ترميمهما على أراضي قريتين مهجرتين غربي القدس.

وافتتحت خلال الشهر المنصرم أيضا دولة "فيجي" سفارتها في القدس، وهي الدولة السابعة التي تنقل أو تفتتح سفارة لها بالعاصمة المحتلة.

0 تعليق