حصيلة دامية في غزة.. الاحتلال يرتكب مجازر وسط إعلان رسمي عن المجاعة - الأول نيوز

في تصعيد هو الأعنف منذ أشهر، وسّع جيش الاحتلال عمليته العسكرية واجتياحه البري لأحياء مدينة غزة، يوم السبت، فارضاً حزاماً نارياً كثيفاً من الغارات الجوية والقصف المدفعي، مما أسفر عن ارتكاب مجازر جديدة وسقوط عشرات الشهداء والجرحى، وتفاقم الكارثة الإنسانية مع إعلان الأمم المتحدة رسمياً عن المجاعة في القطاع المحاصر.

وتأتي هذه الهجمة الشرسة، التي تهدف إلى "احتلال كامل لقطاع غزة" وفقاً لمخطط صادق عليه الكابينيت، بالتزامن مع استمرار حرب التجويع الممنهجة، واستهداف المدنيين الباحثين عن المساعدات، وسط حديث عن مبادرة أمريكية لإنهاء الحرب يواجهها انقسام حاد داخل حكومة الاحتلال.

اجتياح بري وقصف عنيف

ومنذ فجر السبت، شن جيش الاحتلال سلسلة هجمات واسعة على مدينة غزة، حيث أفاد الدفاع المدني بأن آلاف الفلسطينيين باتوا محاصرين داخل أبراج حي تل الهوا السكني تحت وطأة الغارات المتواصلة وعمليات التفجير التي تنفذها المدرعات المفخخة.

وطال القصف المكثف أحياء الزيتون، والصبرة، والشجاعية، والتفاح، والدرج، والشيخ رضوان، ومحيط مستشفى القدس، مما أدى إلى تدمير مربعات سكنية بأكملها.

وترافقت الهجمات مع تحذيرات جديدة للسكان لإجبارهم على النزوح القسري جنوباً، في مشاهد جديدة من الفرار المأساوي سيراً على الأقدام أو عبر عربات تجرها الدواب.

حرب التجويع.. الموت بحثاً عن لقمة العيش

في انعطافة كارثية، أعلنت الأمم المتحدة رسمياً عن المجاعة في محافظة غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، مؤكدة أن نصف مليون شخص يواجهون جوعاً "كارثياً".

ويأتي هذا الإعلان نتيجة سياسة التجويع والحصار التي يفرضها الاحتلال، والتي تسببت بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، بسبب سوء التغذية.

وتواصلت مجازر استهداف منتظري المساعدات، حيث استشهد 17 مواطناً وأصيب 89 آخرون خلال الـ 24 ساعة الماضية فقط بنيران الاحتلال قرب نقاط توزيع المساعدات، ليرتفع إجمالي "شهداء لقمة العيش" إلى 2,560 شهيداً وأكثر من 18 ألف جريح.

حصيلة دامية ليوم السبت

وشهد يوم السبت ارتكاب مجازر مروعة في مختلف أنحاء القطاع، حيث أعلنت المصادر الطبية عن استشهاد 98 مواطناً منذ الفجر، بينهم عشرات الأطفال والنساء، في قصف استهدف سوق النصيرات ومنازل في مخيم الشاطئ والزوايدة وحي الدرج، بالإضافة إلى استهداف نازحين وصحفيين.

وبذلك، ارتفعت الحصيلة الإجمالية للعدوان منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 65,926 شهيداً و167,783 مصاباً، فيما لا يزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض.

مفاوضات متعثرة وانقسام داخلي

وعلى الصعيد السياسي، كشف إعلام عبري أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يميل لقبول معظم بنود "مبادرة ترمب" لإنهاء الحرب، لكنه يطلب إدخال تعديلات عليها، أبرزها رفض الإفراج عن أسرى "رموز" مثل مروان البرغوثي.

وتواجه المبادرة، التي تشمل وقفاً لإطلاق النار وصفقة تبادل وإدارة دولية مؤقتة لغزة، بمعارضة شرسة من شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف، حيث هدد وزير حرب الاحتلال إيتمار بن غفير بأنه "لا تفويض لإنهاء الحرب دون حسم كامل".

ويأتي ذلك وسط اتهامات متصاعدة من قبل الاحتلال لقطر بالوقوف وراء الضغوط الدولية عليها.