في كشف جديد يسلط الضوء على حجم الفشل الاستخباراتي الذي سبق عملية "طوفان الأقصى"، كشف إعلام عبري في تقرير صادم أن جهاز الموساد، ذراع الاستخبارات الخارجية للاحتلال، أصدر وثيقة تقييم مفصلة قبل أسبوعين فقط من السابع من أكتوبر، خلصت إلى أن حركة حماس "غير معنية" بالدخول في مواجهة عسكرية.
ويضيف هذا الكشف، الذي يأتي ضمن سلسلة من التقارير حول الإخفاقات التي مهدت للهجوم، بعداً جديداً لكيفية تعامل المؤسسة الأمنية والعسكرية للاحتلال مع المعلومات الاستخباراتية المتوفرة لديها، ويؤكد أن الفشل لم يكن في غياب المعلومة، بل في سوء تقديرها وتحليلها على أعلى المستويات.
"حماس مردوعة".. قناعة راسخة أدت إلى الكارثة
وبحسب ما نشره الإعلام العبري، فإن وثيقة الموساد الصادرة في أواخر سبتمبر 2023، عززت من "النظرية" (الكونسبتسيا) التي كانت سائدة لدى أجهزة أمن الاحتلال، والتي مفادها أن حركة حماس قد تم ردعها، وأنها باتت تركز على تحسين الوضع الاقتصادي في قطاع غزة والحصول على تسهيلات لعمالها، مستبعدةً خيار المواجهة العسكرية الشاملة.
وتأتي هذه المعلومة لتضاف إلى تقارير سابقة تحدثت عن تجاهل تحذيرات وردت من وحدات الرصد والمراقبة الميدانية على حدود قطاع غزة، والتي أشارت إلى تدريبات وتحركات غير اعتيادية للفصائل الفلسطينية، لكن تم التعامل معها بازدراء من قبل القيادات العليا.
تداعيات سياسية ومطالب بالمحاسبة
ويُعمّق هذا التقرير من الأزمة السياسية الداخلية التي تعصف بحكومة الاحتلال ورئيسها بنيامين نتنياهو، حيث تزداد الضغوط الشعبية والسياسية المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية لتحديد المسؤولين عن هذا الإخفاق التاريخي.
وتشير أصابع الاتهام إلى أن القيادة السياسية والأمنية للاحتلال وقعت في فخ قناعاتها المسبقة، وتجاهلت كل الإشارات التي كانت تنذر بقرب وقوع هجوم واسع النطاق، وهو ما كلفها ثمناً باهظاً في السابع من أكتوبر، وأدخل المنطقة في حرب مدمرة لا تزال مستمرة.
0 تعليق