في أول خطاب له في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال سلفه، وجه الأمين العام الجديد لحزب الله، نعيم قاسم، رسائل تحدٍ حاسمة للداخل اللبناني والمجتمع الدولي، مؤكداً أن الحزب "لن يسمح بنزع السلاح وسَيواجه مواجهة كربلائية لمنع تنفيذ ذلك". واتهم قاسم واشنطن بمواصلة الضغوط "لتحقق بالسياسة ما لم يستطع الاحتلال الإسرائيلي تحقيقه بالقوة".
خلفية: خطاب في ظل ضغوط غير مسبوقة
يأتي خطاب الشيخ قاسم في وقت يواجه فيه حزب الله ضغوطاً هي الأشد منذ عقود. فبعد عام على اغتيال السيد حسن نصر الله وخليفته المحتمل السيد هاشم صفي الدين، وخسارة حليفه الاستراتيجي في سوريا، وخروجه من حرب مدمرة مع كيان الاحتلال، تتعالى الأصوات الداخلية، ومنها دعوة الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون اليوم، التي تطالب بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
"مواجهة كربلائية" ضد نزع السلاح.. رسالة للداخل والخارج
وفي رد مباشر على هذه الضغوط، استخدم الأمين العام الجديد لحزب الله أقوى تعبيراته للرفض. فاستخدام مصطلح "مواجهة كربلائية" يحمل دلالات دينية وتاريخية عميقة، ويشير إلى الاستعداد للقتال حتى النهاية دفاعاً عن سلاح الحزب.
وأكد قاسم أن الحزب يواصل التقدم والترميم، وأنه "حاضر لأي دفاع في مواجهة العدو الإسرائيلي".
وعن الوحدة الوطنية، قال: "حريصون على الوحدة الوطنية، لكن علينا أن نكون في خندق واحد ضد العدو الإسرائيلي"، في دعوة مشروطة للوحدة على أساس مواجهة الاحتلال.
دعوة للحكومة للتركيز على "السيادة" وإعادة الإعمار
ووجه قاسم رسائل إلى الحكومة اللبنانية، داعياً إياها إلى "القيام بواجبها في مجال إعادة الإعمار بدلاً من أن تلهو بأمور جانبية لا قيمة لها"، في انتقاد مبطن للنقاش الدائر حول سلاح الحزب.
وطالب بأن تضع الحكومة "بند السيادة الوطنية على رأس جدول أعمالها"، مشيراً إلى أنه "لا سيادة مع استمرار عدوان إسرائيل". كما دعا إلى تطبيق اتفاق الطائف الذي يدعو إلى "تحرير كل أراضي لبنان وبسط سيادة الجيش".
مهاجمة الضغوط الأمريكية
وفي الشق الدولي، هاجم الأمين العام لحزب الله الضغوط الأمريكية، رافضاً "الخضوع للتهديد بالحرمان من المساعدات".
كما طالب كيان الاحتلال بتنفيذ ما عليه في القرار الدولي 1701، معتبراً أن لبنان قد نفذ ما عليه في هذا القرار.
0 تعليق