حذر سمو الأمير الحسن بن طلال من مخاطر "إبادة التعليم" و"الإبادة البيئية" التي تتعرض لها غزة، داعيًا إلى ضرورة أنسنة التاريخ والتعامل بكرامة مع الإرث الحضاري لشعوب المنطقة.
جاء ذلك خلال رعايته، يوم الاثنين، افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي لتاريخ وآثار الأردن السادس عشر في العاصمة اليونانية أثينا.
ويُعقد المؤتمر، الذي يحمل عنوان "علم الآثار والاستدامة"، بتنظيم من وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة، ويستمر لمدة خمسة أيام بحضور دولي وعربي واسع.
غزة في قلب الخطاب
في كلمة مؤثرة، ربط سمو الأمير بين دروس التاريخ والمآسي الإنسانية الراهنة، وقال: "غزة، التي كانت حتى وقت قريب واحدة من أعلى معدلات محو الأمية في العالم بنسبة 97 بالمئة، تعاني الآن وفي أقل من عامين من إبادة التعليم، الذي استغرق بناؤه عقودًا طويلة".
وأضاف سموه أن ما يحدث "يحطم مفاهيم العدالة التعليمية".
وحذر سموه من أن غزة تعيش أيضًا "إبادة بيئية" ضمن "عناقيد الموت والإبادة الجماعية التي تحيق بها"، معربًا عن أمله في ألا يصاب العالم بـ"إبادة فكرية" جراء قتل القدرة على التفكير في ظل هذه المآسي.
الأردن.. نموذج للاستدامة والتلاقي الحضاري
أكد سمو الأمير أن فهم تاريخ الأردن كجزء من المشرق العربي يتيح فهم الحاضر ومواجهة التحديات العالمية.
وأشار إلى أن انعقاد المؤتمر في أثينا "يجسد فكرة التقاء مختلف الطرق والثقافات"، مضيفًا أن "الحضارة لا تنتج عن جهد شعب واحد، وإنما هي التقاء وتبادل ثقافي".
وسلط سموه الضوء على الإرث الحضاري الأردني كنموذج للاستدامة، مستشهدًا بالممارسات الزراعية التاريخية منذ العصر الحجري الحديث وحتى ممالك عمون ومؤاب وإدوم، داعيًا إلى حماية هذا المخزون المعرفي في التعامل مع تحديات المياه والغذاء والطاقة.
حضور عربي ودولي لافت
من جانبه، أشار وزير السياحة والآثار، الدكتور عماد حجازين، إلى أن المؤتمر ينقل صورة الأردن التاريخية ومكانته المحورية في المنطقة.
وحضر الافتتاح سمو الأميرة دانا فراس، والشيخة مي بنت محمد آل خليفة من مملكة البحرين، إلى جانب باحثين وأكاديميين من مختلف أنحاء العالم.
ويُذكر أن مؤتمر تاريخ وآثار الأردن، الذي يُعقد كل ثلاث سنوات، جاء بمبادرة من سمو الأمير الحسن بن طلال عام 1980.
0 تعليق