تحبس الجماهير العربية والآسيوية أنفاسها، مساء اليوم الثلاثاء، حيث تتجه البوصلة الكروية صوب مدينة البصرة الفيحاء، التي تفتح ذراعيها لاحتضان "أم المعارك" الكروية بين الشقيقين؛ المنتخب العراقي ونظيره الإماراتي. تأتي هذه الموقعة النارية في إطار إياب نهائي الملحق الآسيوي، ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، في ليلة لا تقبل القسمة على اثنين.
يدخل الطرفان ساحة ملعب البصرة الدولي (جذع النخلة)، وفي جعبة كل منهما حسابات معقدة وطموحات تعانق السماء، لا سيما بعد أن أسدل الستار على فصل الذهاب في العاصمة أبوظبي، يوم الخميس الماضي، بنتيجة التعادل الإيجابي بهدف لمثله. هذه النتيجة المعلقة وضعت "أسود الرافدين" و"الأبيض" الإماراتي على المحك، حيث بات الفوز ولا شيء سواه هو المفتاح الوحيد لاستكمال الرحلة الشاقة.
وما يزيد من سخونة اللقاء ودراميته، هو سقوط قاعدة "أفضلية الهدف خارج الأرض" في هذه التصفيات، ما يعني أن التعادل بأي نتيجة كانت، سواء سلبية أو إيجابية، سيقود المباراة حتما إلى أشواط إضافية تستنزف اللياقة، وقد تصل بحابسي الأنفاس إلى ركلات الترجيح القاتلة لحسم هوية المتأهل.
يسعى أصحاب الأرض لاستغلال عاملي الأرض والجمهور الغفير المتوقع زحفه مبكرا إلى المدرجات، لشحذ همم اللاعبين وخطف بطاقة العبور، متمسكين بأمل العودة إلى المحفل العالمي. في المقابل، لن يكون الضيف الإماراتي صيدا سهلا، إذ يمتلك من الخبرة والإمكانات ما يؤهله لمقارعة منافسه في عقر داره، رافعا شعار التحدي لخطف الفرصة الأخيرة.
ويجب التنويه إلى أن الفائز من هذه الملحمة الكروية لن يضمن مقعده في المونديال فورا، بل سينتزع بطاقة التأهل إلى "الملحق العالمي"، الذي يمثل طوق النجاة الأخير للمنتخبات التي لم تحالفها الحظوظ بالتأهل المباشر، لتبقى الآمال معلقة حتى الصافرة الأخيرة.
ومن المقرر أن تدور رحى هذه المواجهة المرتقبة عند تمام الساعة السابعة مساء بتوقيت مكة المكرمة، والسادسة بتوقيت القاهرة، وستكون العيون شاخصة عبر شاشة قناة "بي إن سبورتس 2" التي ستتولى النقل الحي لهذا الحدث الكبير.

0 تعليق