عاجل

مخيمات الروهينغا: مدارس متهالكة ومعلمون متطوعون وأحلام معلقة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

أصاب الدمار والإهمال بعض مدارس أطفال الروهينغا في مخيمات لجوئهم بكوكس بازار جنوب شرقي بنغلاديش بسبب تراجع التمويل الدولي، وأُغلق بعضها فيما أُهملت مدارس أخرى، لكن هذا الواقع القاسي لم يمنع بعض المعلمين من السعي لسد حاجة الطلاب إلى العلم.

وطالب أمان الله محمد علي، أمين مدرسة ابتدائية في أحد المخيمات، بإعادة بناء المدارس المتضررة حتى يستطيع الأطفال الدراسة كما كانوا يفعلون في الماضي، وأشار إلى أن الوضع الذي وصلت إليه المدارس من خراب دفع المعلمين إلى الإحجام عن الحضور.

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

وفي سياق متصل، كشف المعلمون الروهينغيون أنهم يدرّسون الطلاب المنهاج المينماري للحفاظ على ارتباط أبناء الروهينغا بموطنهم في ولاية أراكان.

وأوضح المدرس روح حبيب أركاني أنهم من ميانمار وهربوا إلى بنغلاديش بسبب الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها.

وذكر أركاني أنهم يحدثون التلاميذ عن ميانمار ومن أين أتوا ولماذا هم في بنغلاديش، في محاولة للحفاظ على الهوية والانتماء رغم سنوات اللجوء الطويلة.

وعلى صعيد البدائل التعليمية، سلك بعض المتعلمين الروهينغيين طريقا آخر لضمان عدم بقاء أطفال كثر دون أي تعليم، فافتتحوا مدارس تهتم بالعلوم الدينية، يعمل المعلمون متطوعين فيما وتكاد المعونات تكون منعدمة.

وأبرز التقرير أن الطالب يكمل في هذه المدارس منهاج الثانوية الدينية بعلومها الشرعية باللغتين العربية والروهينغية، لكن معظمهم لا يجدون فرصة لاستكمال دراستهم الجامعية.

ويطمح الروهينغيون إلى أن يكون لأبنائهم منهاج دراسي موحد يعكس ثقافتهم وهويتهم ويكون متعدد اللغات.

و تتوزع المؤسسات التعليمية في مخيمات اللاجئين الروهينغا بين بضعة آلاف من المدارس الابتدائية التي تشرف عليها منظمة اليونيسيف، وحلقات تحفيظ القرآن الكريم للأطفال، ومئات من مدارس البنين والبنات الدينية الأهلية، ومراكز تعليمية للأطفال، وعشرات من دور الأيتام.

إعلان

ومن جهة أخرى، اختارت منظمات إنسانية توفير مراكز تدريب مهني للنساء لغياب أي تعليم لهن، لكن هذا الخيار يظل محدودا ولأعداد قليلة من الفتيات.

أوضحت شاهدة أختر، مشرفة مركز تدريبي للنساء، أنهم يسمون هذا المكان بالفضاء الصديق للنساء، حيث تعمل الروهينغيات ويتلقين الدعم من خلال برنامج تطوير المهارات الحياتية والدعم النفسي.

التحدي المالي

ويظل التحدي المالي قائما أمام الحاجة إلى توسعة أعداد المتدربات ومجالات تعليمهن أكثر مما يقدم لهن حاليا.

أما الفتيان بعد الصف الخامس أو الثامن فلا تتوفر فرص الدراسة للكثير منهم، ما يدفع بعض المؤسسات لتوفير تدريب على مهن بسيطة لعدد محدود من هؤلاء الفتية.

توحيد العالم شاهد حسين طالب روهينغي تحدث للجزيرة عن أحلامه وأحلام أقرانه بإكمال مسيرتهم التعليمية، لكنه يدرك أن الظروف القاسية لن تمكنه من مواصلة تعليمه بعد الصف الثامن.

وبحسب مراسل الجزيرة صهيب جاسم فإن معاناة الروهينغا مع التعليم لم تبدأ إثر نزوحهم إلى بنغلاديش، بل إن سياسة إضعافهم علميا وثقافيا بدأت منذ سنوات طويلة في ولاية أراكان.

ولفت المراسل إلى أن الوعي يزداد بين الروهينغيين اليوم بضرورة توفير تعليم ثانوي وجامعي لأبنائهم، وهو ما يعتبرونه ضروريا لتقديم قضيتهم إلى العالم والدفاع عن حقوقهم.

يذكر أن الروهينغا أقلية عرقية مسلمة عاش أبناؤها لقرون طويلة في إقليم أراكان في دولة ميانمار الواقعة جنوب شرقي آسيا، ويتحدثون لغة روهينغية خاصة بهم مختلفة تماما عن باقي اللغات في أنحاء البلاد.

ويبلغ عدد مسلمي الروهينغا حاليا 4 ملايين شخص منتشرين في أكثر من 50 دولة حول العالم، وتعيش أكبر جالية منهم في ولاية كراتشي بباكستان إلى جانب أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ منهم على الشريط الحدودي لبنغلاديش، وقرابة 300 ألف شخص في المملكة العربية السعودية، بحسب جمعية أراكان الإنسانية.

0 تعليق