عاجل

تاكر كارلسون.. صحفي أميركي انتقد إسرائيل وحاور بوتين وأغضب الولايات المتحدة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعلامي أميركي ذو توجه محافظ، ولد عام 1969، بدأ مسيرته في الصحافة المكتوبة والإلكترونية قبل أن يشق طريقه إلى عالم التلفزيون، أصبح في غضون سنوات قليلة من أبرز الإعلاميين في الولايات المتحدة.

بعد مغادرته قناة فوكس نيوز عام 2023 في ظروف مثيرة للجدل، انخرط كارلسون في تجربة إعلامية جديدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ثم أطلق شبكته الخاصة، مما أتاح له مساحة أكبر للتعبير عن توجهه اليميني المحافظ بشكل مباشر وجريء.

ومنذ ذلك الحين أصبح كارلسون يوجّه انتقادات لاذعة لإسرائيل وممارساتها في الضفة الغربية وقطاع غزة، متهما إياها بتوريط الولايات المتحدة في أزمات الشرق الأوسط، وملقيا باللوم على المسؤولين الأميركيين لما وصفه بـ"الإذلال المستمر منذ عقود".

المولد والنشأة

وُلد تاكر ماكنير كارلسون يوم 16 مايو/أيار 1969 بمدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا. وهو الابن الأكبر للصحفي ديك كارلسون، الذي شغل إدارة إذاعة "صوت أميركا" قبل انتقاله للعمل الدبلوماسي وفي مجال العلاقات العامة. أما والدته فهي الفنانة ليزا ماكنير لومباردي، وله شقيق يصغره بنحو عامين.

في سن السابعة شهد كارلسون انفصال والديه، وانتقل بعدها للعيش مع والده وشقيقه في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا.

تاكر كارلسون (يسار) أثناء مقابلته مع فلاديمير بوتين (الفرنسية)

في 10 أغسطس/آب 1991، تزوج من سوزان تومسون ورُزقا بـ4 أبناء، من بينهم باكلي كارلسون، الذي يشغل منصب نائب السكرتير الصحفي لجيه دي فانس، نائب الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

الدراسة والتكوين

تلقى تعليمه الثانوي في مدرسة سانت جورج، وهي مؤسسة داخلية خاصة في ميدلتاون بولاية رود آيلاند، وواصل تعليمه العالي في كلية ترينيتي بمدينة هارتفورد في ولاية كونيتيكت، وتخرج عام 1991 حاصلا على درجة البكالوريوس في التاريخ.

المسار المهني

مع نهاية دراسته الجامعية تقدم كارلسون بطلب انضمام إلى وكالة الاستخبارات المركزية (سي إيه آي)، لكنه رُفض، ونتيجة لذلك اتجه إلى العمل الصحفي استجابة لنصيحة والده.

بدأ كارلسون مسيرته الصحفية في مجموعة من المنابر الإعلامية ذات التوجه المحافظ، وكانت محطته الأولى في مجلة "بوليسي ريفيو"، التي عمل فيها مدققا للحقائق. وقد وصف تلك التجربة لاحقا قائلا إن معايير المجلة "كانت منخفضة للغاية"، مما سهّل دخوله إليها.

Republican presidential nominee and former U.S. President Donald Trump shakes hands with Tucker Carlson at a campaign event sponsored by conservative group Turning Point USA, in Duluth, Georgia, U.S., October 23, 2024. REUTERS/Carlos Barria
الرئيس الأميركري دونالد ترامب (يمين) يصافح تاكر كارلسون في إحدى الفعاليات الانتخابية عام 2024 (رويترز)

انتقل بعدها إلى صحيفة "أركنساس ديموكرات غازيت"، قبل أن ينضم عام 1995 إلى فريق مجلة "ويكلي ستاندرد"، كما تعاون مع مجلتي "إسكواير" و"تووك"، موسعا نشاطه في الصحافة المكتوبة.

إعلان

أجمع رؤساء التحرير الذين عمل تحت إدارتهم على أنه كاتب موهوب يتميز بطاقة عالية ونزعة ميدانية واضحة، إذ اشتهر بأسلوبه المغامر واجتهاده في التغطيات الصحفية.

وفي سياق عمله الميداني سافر إلى باكستان بتكليف من مجلة "نيويورك" عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وهناك نجا من حادث تحطم طائرة كاد يودي بحياته.

التجربة التلفزيونية

ظهر كارلسون للمرة الأولى على الشاشة عام 1995 عندما تمت استضافته عبر شبكة "سي بي إس" للتعليق على محاكمة لاعب كرة القدم الأميركية أورنثال جيمس سيمبسون، وهي المحاكمة التي كانت تحظى حينها بمتابعة جماهيرية واسعة. وبعد هذا الظهور أصبح يشارك بانتظام للتعليق في برامج إخبارية وسياسية مختلفة.

وفي سنة 2000 تولى إلى جانب بيل بريس تقديم برنامج "ذا سبين روم" على شبكة "سي بي إس"، لكن البرنامج أُلغي سريعا بسبب تدني نسب المشاهدة، ثم انتقل عام 2001 لتقديم برنامج "كروسفاير" على الشبكة نفسها، وهو برنامج مناظرات حادّة أُوقف بثه عام 2005، وأنهت القناة بعدها علاقتها معه.

Fox personality Tucker Carlson speaks at the 2017 Business Insider Ignition: Future of Media conference in New York
تاكر كارلسون التحق عام 2009 بقناة فوكس نيوز (رويترز)

عقب مغادرته "سي بي إس" تنقل كارلسون بين محطات تلفزيونية عدة، إلى أن التحق عام 2009 بقناة فوكس نيوز، المملوكة للملياردير اليهودي روبرت مردوخ. ومن هناك بدأ صعوده الحقيقي، إذ برز معلقا منتظما قبل أن يتولى عام 2016 تقديم برنامج "تاكر كارلسون الليلة"، الذي تحول لاحقا إلى أعلى برامج الأخبار مشاهدة على قنوات الكابل وقت الذروة في الولايات المتحدة، متجاوزا حاجز 4 ملايين مشاهد.

كان كارلسون من بين الأعلى دخلا في قطاع الإعلام، إذ تجاوز راتبه السنوي 40 مليون دولار، قبل مغادرته فوكس نيوز في 24 أبريل/نيسان 2023. ورغم عدم الإعلان رسميا عن أسباب خروجه، فقد رُبطت الخطوة بالجدل الذي أعقب الانتخابات الرئاسية لعام 2020 وتشكيك الرئيس دونالد ترامب في نتائجها.

وقد ازداد الضغط على القناة بعد أن رفعت شركة دومينيون لأنظمة التصويت دعوى تشهير ضدها بسبب تبنيها رواية تتعلق بنتائج الاقتراع، وانتهى الأمر بتسوية مالية بلغت نحو 780 مليون دولار.

الصحافة الرقمية

بالتوازي مع مسيرته التلفزيونية، دخل كارلسون مجال الصحافة الإلكترونية، وشارك عام 2010 في تأسيس موقع "ذا ديلي كولر"، الذي أصبح في ذلك الوقت منبرا بارزا للصحافة المحافظة.

وقد تولى مهام رئاسة تحرير الموقع حتى عام 2020، حين باع حصته فيه ليتفرغ بالكامل للتركيز على برنامجه التلفزيوني.

" frameborder="0">

بعد مغادرته فوكس نيوز، خاض كارلسون غمار الإعلام الرقمي، وأطلق برنامجا جديدا على منصة إكس، قبل أن يُطلق في ديسمبر/كانون الأول 2023 مشروعه الإعلامي الرقمي المتكامل "شبكة تاكر كارلسون"، وهي خدمة بث مدفوعة تقدم محتوى مرئيا حصريا، مع التركيز على سرد قصص مهمة تساعد الجمهور على فهم الأحداث العالمية، وفق ما ورد على موقع الشبكة الرسمي.

ويوضح كارلسون أن تلك الشبكة تمثل بديلا للتغطية الإخبارية التقليدية في الغرب، التي وصفها بأنها أصبحت "أداة للقمع والسيطرة"، معتبرا أن الصحفيين لم يعودوا يكشفون عن معلومات جوهرية للجمهور، بل يسعون لإخفائها، وأصبحوا يحتقرون الجمهور ويكرهون الحقيقة، على حد تعبيره.

إعلان

وفي إطار نشاطه الإعلامي الدولي بعد فوكس نيوز، أجرى كارلسون مقابلة مطولة في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 8 فبراير/شباط 2024، وكانت هذه أول مقابلة لبوتين مع شخصية إعلامية غربية منذ الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022.

كما أجرى حوارا مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في 7 يوليو/تموز 2025، بعد أقل من أسبوعين على انتهاء الحرب التي استمرت 12 يوما بين إيران وإسرائيل، وتدخلت فيها الولايات المتحدة مباشرة وقصفت منشآت نووية إيرانية.

التوجه السياسي

في المرحلة الرقمية من مسيرته المهنية كشف كارلسون عن توجهه اليميني المحافظ بشكل أكثر وضوحا، وفق تقدير أحد كتاب الرأي في صحيفة نيويورك تايمز، وذلك بعدما تحرر من أي التزامات مؤسساتية وأصبح يحظى بهامش أوسع للتعبير عن مواقفه السياسية.

epa12397016 US media personality Tucker Carlson speaks during the public memorial service of political activist Charlie Kirk at State Farm Stadium in Glendale, Arizona, USA, 21 September 2025. Kirk was shot and killed on 10 September during a stop on his American Comeback Tour organized by Turning Point USA at Utah Valley University. EPA/CAROLINE BREHMAN
تاكر كارلسون أثناء مراسم تأبين الناشط السياسي تشارلي كيرك (الأوروبية)

برز تأثيره بشكل ملحوظ داخل صفوف الحزب الجمهوري، ولا سيما في الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب عام 2024، وتجلى ذلك في الكلمة المؤثرة التي ألقاها أثناء مراسم تأبين الناشط اليميني البارز تشارلي كيرك الذي اغتيل في 10 سبتمبر/أيلول 2025.

إلى جانب ذلك يُعرف كارلسون بدعمه لبعض نظريات أقصى اليمين، مثل ما يُعرف بـ"نظرية الاستبدال الديمغرافي"، التي يزعم أنها تهدد الهوية الدينية والسكانية للمجتمع الأميركي. كما يبدي تشكيكا مستمرا في السردية الرسمية المتعلقة بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

كما اتخذ موقفا نقديا من تلك الأحداث وأصبح من أبرز المدافعين عن السيناريوهات البديلة التي تشير إلى وجود تقصير أو إهمال أو مؤامرة من قبل المؤسسات الأميركية المعنية. وقد طالب الحكومة الأميركية مرارا بتقديم توضيحات حول الثغرات المحيطة بهذه الهجمات.

مواقف مثيرة للجدل تجاه إسرائيل

أثار كارلسون جدلا واسعا بعدما وجه انتقادات غير مسبوقة لإسرائيل، لا سيما ممارساتها العسكرية في قطاع غزة والضفة الغربية. ففي برنامجه الرقمي، صرح قائلا "لا يوجد شيء اسمه شعب الله المختار، إن الله لا يختار شعبا يقتل النساء والأطفال"، وأضاف متسائلا "كل ما تقوم به إسرائيل هو ضد الإنجيل وتعاليم يسوع، فكيف نوافق على شيء كهذا؟".

وفي 2 أكتوبر/تشرين الأول 2025، وجه كارلسون انتقادات مباشرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال إنه يتحكم في الولايات المتحدة وفي رئيسها دونالد ترامب، كما انتقد المسؤولين الأميركيين لدعمهم غير المشروط لإسرائيل، واصفا العلاقة بين البلدين بأنها "سامة"، وملقيا باللوم على القادة الأميركيين لتحملهم ما وصفه بـ"الإذلال المستمر منذ عقود".

" frameborder="0">

وأشار كارلسون إلى أن القادة الأميركيين يخدمون مصالح إسرائيل على حساب مصالح بلادهم، واصفا إسرائيل بأنها "دولة مارقة وخارجة عن القانون، ترتكب جرائم حرب هائلة، وتقتل الأبرياء المدنيين بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن". كما اتهم إسرائيل بالتدخل في السياسة الأميركية، وأنها تدفع واشنطن للتورط في حروب مكلفة في الشرق الأوسط.

شكك كارلسون في ما وصفه بـ"الدولة الصغيرة" إسرائيل، مشيرا إلى أن عدد سكانها لا يتجاوز 9 ملايين نسمة، وأن مساحتها أصغر من ولاية ميريلاند، كما أن ناتجها القومي الإجمالي أقل من الناتج في ولاية صغيرة مثل نيوجيرسي.

كما أعرب عن تشككه في الرواية الإسرائيلية الرسمية لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، متسائلا عن سبب اعتمادها بسرعة كبيرة، مؤكدا أن "المعاناة الإسرائيلية" تحظى باهتمام غير متناسب مقارنة بالمعاناة الفلسطينية، لا سيما في ما يتعلق بقتل وتجويع الأطفال الصغار الأبرياء.

الجوائز والتكريمات

حصل تاكر كارلسون عام 2018 على جائزة سالفاتوري للمواطنة الأميركية التي تمنحها مؤسسة التراث، تقديرا لجهوده في حماية القيم الأميركية وتعزيزها.

تاكر كارلسون حصل عام 2018 على جائزة سالفاتوري للمواطنة الأميركية التي تمنحها مؤسسة التراث (الفرنسية)

المؤلفات

أصدر كارلسون عددا من الكتب تناولت تجربته الصحفية والحياة السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة، من أبرزها:

إعلان

سفينة الحمقى: كيف تدفع طبقة حاكمة أنانية أميركا إلى حافة الثورة، صدر عام 2018. الانزلاق الطويل: ثلاثون عاما في الصحافة الأميركية، صدر عام 2021. السياسيون والحزبيون والطفيليات: مغامراتي في التلفزيون، صدر عام 2025.

0 تعليق