مراسلو الجزيرة نت
Published On 14/11/202514/11/2025
|آخر تحديث: 20:29 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:29 (توقيت مكة)
وزيرستان – وصلت كاميرا الجزيرة نت إلى كلية "كاديت وانا" العسكرية في منطقة جنوب وزيرستان، شمالي غربي باكستان، بعد الهجوم الذي استهدف الكلية صباح الاثنين الماضي.
ورصدت الجزيرة نت آثار الدمار الواسع حول البوابة الرئيسية والمباني الإدارية وسط انتشار مكثّف لقوات الأمن، التي عملت على إنقاذ الطلاب في الكلية منذ بداية العملية.
وتُظهر الصور حجم القوة المستخدمة في التفجير الذي استهدف مدخل الكلية، وتأثيره الكبير على المباني الأخرى داخلها، إضافة إلى الانتشار الأمني للقوات الباكستانية.
وخلال زيارة عدد من الصحفيين للمدرسة، قال ضباط من الجيش الباكستاني إن مدنيَين قُتلا داخل المدرسة أثناء الهجوم، بالإضافة إلى 3 عناصر من الجيش الباكستاني.
و"كاديت وانا" هي كلية للعلوم العسكرية، تعمل تحت إشراف الجيش لكنها لا تتبع له، أي إنها ليست خاصة بأبناء جنود الجيش الباكستاني، وإنما يمكن للمواطنين الآخرين أيضا الالتحاق بها.
تفاصيل الهجوم
وبحسب بيان الجيش الباكستاني، فقد نفذت مجموعة من حركة طالبان الباكستانية، التي يُطلق عليها في باكستان اسم "فتنة الخوارج" و"وكلاء الهند"، الهجوم بعد محاولة فاشلة لاختراق محيط الكلية.
وفقا لرواية الجيش، قام المهاجمون في البداية بمحاولة التسلل عبر عدة محاور قبل أن يتم كشفهم والتعامل معهم، مما دفع أحدهم للهجوم بمركبة مفخخة على البوابة الرئيسية، الأمر الذي أدى إلى انهيار المدخل وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المجاورة.
وتمكنت القوات الباكستانية، حسب البيان، من قتل اثنين من المهاجمين خلال الاشتباك الأول. وبعد ذلك تحصّن ثلاثة آخرون داخل المبنى الإداري للكلية "قبل أن تقوم القوات بمحاصرتهم وبدء عملية تطهير دقيقة".
ووفقا لرواية الجيش، فإن طلاب المدرسة كانوا في فعالية رياضية في ساحة بعيدة عن المباني الرئيسية، مما قيّد مقدرة "الإرهابيين" على الوصول إليهم.
إعلان
وأعلن وزير الإعلام الباكستاني في وقت لاحق عن إجلاء الطلاب البالغ عددهم 550 طالبا بنجاح.
وقال بيان للجيش الباكستاني إن المهاجمين "كانوا على تواصل مباشر مع قادتهم داخل أفغانستان"، في إشارة إلى استمرار نشاط الجماعات المسلحة عبر الحدود.
شبح بيشاور
يعيد هذا الهجوم إلى الأذهان ذلك الذي شنته حركة طالبان باكستان على مدرسة الجيش في منطقة بيشاور (شمال غرب) عام 2014، والذي قُتل فيه ما لا يقل عن 141 شخصا بما في ذلك 132 طالبا من المدرسة.
وجاء هذا الهجوم بعد فترة من المفاوضات بين الحكومة الباكستانية وحركة طالبان باكستان، حيث شنت القوات الباكستانية بعدها عمليات أمنية واسعة في المناطق القبلية، أجبرت مقاتلي الحركة على اللجوء إلى أفغانستان.
وبعد هجوم كلية كاديت وانا الأخير بيوم واحد فقط، نفّذت حركة طالبان باكستان هجوما أمام مجمع محاكم محلية في قلب العاصمة الباكستانية إسلام آباد، راح ضحيته ما لا يقل عن 12 شخصا.
وعُدّ الهجوم نادرا من نوعه، حيث تتركز هجمات طالبان باكستان في إقليم خيبر بختونخوا شمالي غربي البلاد.

0 تعليق