لماذا رهن إيلون ماسك مستقبل "تسلا" بالروبوتات البشرية؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

استغل إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" كل الفرص التي وردت إليه حتى يستعرض روبوتات "أوبتيموس" التي تبدو مثل البشر وتمتاز بتصميمها الأنيق ومزاياها المتنوعة.

لذلك، ظهرت الروبوتات في مصانع "تسلا" ومعارض البيع الخاصة بها وحتى مطعم "تسلا" الذي أطلقه ماسك مؤخرا، كما استخدمها للعناية بضيوفه في حفلات الإطلاق المختلفة.

وبينما يبدو غريبا أن تركز شركة للسيارات الكهربائية على الروبوتات البشرية وتحاول إبرازها بهذا الشكل وسط تخبط مبيعاتها عالميا وانتزاع عرش السيارات الكهربائية منها، إلا أنه يصبح أمرا منطقيا عندما تعرف خطة إيلون ماسك لروبوتاته البشرية.

وأكد إيلون ماسك في أكثر من مناسبة أن مستقبل "تسلا"، شركته الأكبر والتي جعلته أثرى أثرياء العالم، هو في الروبوتات البشري وليس في السيارات الكهربائية، فلماذا هذا؟

البحث عن المستقبل

حققت "تسلا" نجاحها الكبير سابقا مع طرح السيارات الكهربائية لأنها كانت مستعدة قبل بقية العالم، إذ كانت الشركة تملك مجموعة من نماذج السيارات الكهربائية الرائدة، وعندما بدأت الفكرة تنتشر وكانت الشركات الأخرى تفكر في تطويرها كانت سيارات "تسلا" جاهزة لاستقبال الطلب العالمي.

ويحاول ماسك تكرار هذا السيناريو أيضا مع الروبوتات البشرية، فهو يدرك بسبب مكانته الفريدة في وادي السيليكون أن الاهتمام بالروبوتات البشرية والمنزلية سيزداد كثيرا في السنوات المقبلة.

Visitors are visiting the Tesla booth at the 2023 World Artificial Intelligence Conference in Shanghai, China, on July 6, 2023. (Photo by Costfoto/NurPhoto via Getty Images)
روبوت "تسلا" معروض للجميع في معارض الشركة ومصانعها (غيتي)

ويشير تقرير نشرته "بي بي سي" إلى أن سوق الروبوتات البشري قد يصل حجمه إلى 133 مليار دولار في السنة بحلول عام 2040، وماسك مثل بقية رجال الأعمال يحاول جاهدا الاستحواذ على قطع من هذا السوق.

وتقترن الروبوتات البشرية بنماذج الذكاء الاصطناعي، إذ يجب أن يعمل هذا الروبوت باستخدام نموذج ذكاء اصطناعي متطور قادر على الاستجابة للأوامر، لذلك يحاول ماسك تطوير "غروك" بشكل مطرد ليكون مستعدا لهذه اللحظة أيضا.

إعلان

ويقول المحلل برايان هوبكنز في تدوينة نشرها سابقا عبر مدونته: "إذا استمر الأمر كما هو عليه، فإن الروبوتات البشرية ستغير العديد من الصناعات البشرية بحلول عام 2030".

فرصة لتغيير مسار الهبوط

تمر "تسلا" حاليا بمنحنى خطر من ناحية مبيعات السيارات الكهربائية، وذلك بسبب انخفاض مبيعاتها بشكل كبير على مستوى العالم بعد أن كان لها الريادة.

ويشير تقرير منفصل نشرته رويترز إلى أن مبيعات "تسلا" هذا العالم انخفضت 35% عن العام الماضي في الصين، وهي المنطقة التي كانت متربعة عليها سابقا.

كما أن حصتها في سوق السيارات الكهربائية داخل الصين انخفضت إلى 3.2% مقارنة مع 8.7% في الشهور الماضية، وهذا ما يؤكد المتاعب التي تواجهها الشركة.

JINAN, CHINA - JUNE 13: Xiaomi YU7 SUV is on display at a Xiaomi store on June 13, 2025 in Jinan, Shandong Province of China. (Photo by Wang Jian/VCG via Getty Images)
السيارات الكهربائية الصينية أثرت بشكل مباشر على مبيعات "تسلا" العالمية (غيتي)

ولا تقتصر المتاعب التي تواجه "تسلا" على السوق الصينية بمفردها، بل يمتد الأمر إلى الدول الأوروبية مثل ألمانيا وإسبانيا وهولندا وحتى دول الشمال الأوروبي وفق ما جاء في التقرير.

ويعد انخفاض مبيعات "تسلا" ردة فعل مباشرة على الازدهار الذي يعيشه قطاع السيارات الكهربائية الصينية، فبينما تطرح الشركات الصينية في كل يوم طرازا جديدا مع مزايا جديدة، فإن "تسلا" تأخرت كثيرا في طرح طرزها الجديدة واكتفت بـ"سايبر تراك" التي لاقت ردة فعل متفاوتة.

لذا إن استمرت الأمور كما هي عليه، فإن "تسلا" قد تجد نفسها في لحظة ما غير قادرة على المنافسة في أسواق السيارات الكهربائية ومن دون منتج حقيقي يمكنها من تحقيق المبيعات وأرباح إيلون ماسك المنتظرة.

عقبات تقنية جمة

ورغم محاولات إيلون ماسك المستميتة لنقل رسالة أن عملية تطوير روبوتات "أوبتيموس" تسير على قدم وساق، فإن العقبات التقنية تقف أمامه باستمرار.

ويرى خبراء الروبوتات الذين تحدثت معهم "بي بي سي" أن مساعي تطوير روبوت شبه بشري وذي تفاصيل بشرية تتضمن العديد من التفاصيل المعقدة والتي قد لا تفلح في كثير من الأحيان.

" frameborder="0">

لذلك لم نر حتى اليوم شركة تطرح روبوتات بشرية قادرة على العمل في مختلف الجوانب والاستفادة من كفاءة التصميم شبه البشري الفريد للروبوتات.

ويؤكد التقرير أن مقاطع الفيديو التي تنتشر للروبوتات سواء كانت لحركات بهلوانية معقدة أو لجرّ قطع وأشياء ثقيلة لا تعني أن هذه الروبوتات جاهزة للاستخدام اليومي داخل المصانع والمنازل.

مستقبل "تسلا" في يد روبوتية

منذ بضعة أشهر، ألغى إيلون ماسك مشروع الحاسوب العملاق الذي كانت تطوره "تسلا" لتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، في إشارة إلى أنه قد يتعامل مع شركة خارجية أو شركته الأخرى "إكس إيه آي".

وفي حين أن هذه الخطوة في حد ذاتها لا تعزز وجود مخاوف واضحة، فإنها تشير إلى الاتجاه الذي تفكر "تسلا" في السير به، وهو اتجاه لا يملك روبوتات جاهزة بعد.

ورغم ظهور "أوبتيموس" في العديد من المناسبات الرسمية والفعاليات الخاصة بالشركة، فإن الشائعات طاردته مشيرة إلى وجود من يتحكم به عن بعد.

فهل تنجح جهود إيلون ماسك لإنقاذ "تسلا" ورسم مستقبل جديد لها؟ أم ينتهي بها الأمر إلى جوار "نوكيا" والشركات الرائدة المندثرة؟

0 تعليق