روسيا هي القوة النووية الأولى في العالم، إذ تملك أكبر مخزون نووي، يتسم بتنوع مكوناته بين الأسلحة النووية الإستراتيجية والأسلحة النووية التكتيكية، الأمر الذي يمنحها إمكانية توظيف هذا السلاح للردع ودعم حملات عسكرية إقليمية محدودة، فضلا عن التهديد بشن هجمات واسعة عبر منصات إطلاق إستراتيجية بعيدة المدى.
ووفق تقرير لاتحاد العلماء الأميركيين صادر في مايو/أيار 2025، يضم المخزون النووي الإجمالي لروسيا 5459 رأسا نوويا، بما يعادل نحو 44.5% من إجمالي الرؤوس النووية في العالم.
وتضم الترسانة النووية الروسية، وفق التقرير، 1718 رأسا حربيا منشورا، منها 870 رأسا منشورا على صواريخ باليستية أرضية بعيدة المدى، وحوالي 640 رأسا منشورا على صواريخ باليستية تُطلق من الغواصات النووية، وأكثر من 200 رأس نووي منشور في قواعد القاذفات الإستراتيجية الثقيلة.
كما تضم الترسانة 1477 رأسا حربيا تكتيكيا، و1114 رأسا حربيا إستراتيجيا مُخزّنا، فضلا عن حوالي 1150 رأسا نوويا سليما خارج الخدمة، بانتظار التفكيك وإعادة تصنيعه.
وتعمد روسيا إلى الحفاظ على ترسانتها النووية وتوظيفها وسيلة ردع ضد التهديدات النووية والتقليدية، لذلك تواصل تحديث ثالوثها النووي (منصات برية وبحرية وجوية) بأنظمة جديدة ذات قدرات معزّزة. ومنذ منتصف العقد الثاني من القرن 21، بدأت موسكو بالكشف عن أسلحة نووية شديدة الفتك، أبرزها طوربيد "بوسيدون"، المشهور باسم "سلاح يوم القيامة"، القادر على إغراق مدن بأكملها، بحسب التصريحات الروسية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2025، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توجيهات بإعداد مقترحات لإجراء تجارب محتملة لأسلحة نووية، بعد توقف دام أكثر من 3 عقود، وذلك ردا على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب استئناف الولايات المتحدة الأميركية تجاربها النووية.
النشأة
يعود تاريخ المشروع النووي العسكري الروسي إلى الحقبة السوفياتية، حين دفع مشروع مانهاتن الأميركي لصنع القنبلة الذرية في أربعينيات القرن 20 موسكو إلى إطلاق برنامجها النووي الخاص.
وعقب تفجير القنبلتين الذريتين الأميركيتين فوق مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين عام 1945، سرّع الاتحاد السوفياتي جهوده في هذا المجال، فشكل هيئة إدارية بقيادة الفيزيائي إيغور كورتشاتوف لتولي مسؤولية الأبحاث حول الانشطار النووي وتطوير أسلحة نووية.
إعلان
وفي عام 1946 نجح المفاعل النووي الأول للاتحاد السوفياتي "إف-1" في إنتاج تفاعل نووي متسلسل ذاتي الاستدامة باستخدام عنصر اليورانيوم، وأسفرت الأبحاث المتواصلة عن إجراء أول تجربة ناجحة لسلاح نووي سوفياتي "أر دي إس-1" في سيميبالاتينسك بكزاخستان عام 1949، وبلغت قوة الانفجار 22 كيلوطنا، متجاوزة بذلك قوة القنبلتين الأميركيتين.
وتسارعت وتيرة التجارب النووية السوفياتية في خمسينيات القرن 20 مدفوعة بسباق التسلح النووي مع الولايات المتحدة، إذ أجرى الاتحاد السوفياتي أول تجربة لقنبلة نووية حرارية (هيدروجينية) سوفياتية بقوة 400 كيلوطن، وأول قنبلة نووية تكتيكية، وأطلق أول صاروخ مسلح نوويا، وأول طوربيد مسلح نوويا، كما أجرى عام 1957 أول تجربة ناجحة في العالم لصاروخ باليستي عابر للقارات.
توسيع الترسانة النووية
في الفترة بين عامي 1958 و1961، التزم الاتحاد السوفياتي طوعا بوقف التجارب النووية، لكنه استأنف نشاطه من جديد مع منتصف العام 1961، وأجرى سلسلة من التجارب النووية، شملت تفجير قنبلة القيصر، التي تُعد أقوى انفجار نووي عرفه التاريخ، بقوة بلغت 58 ميغاطن. كما أجرى أول تفجير نووي تحت الأرض، واختبر أول صاروخ كروز مسلح نوويا.
ومنذ استئناف تجاربه النووية، واصل الاتحاد السوفياتي بناء ترسانته النووية وتطويرها، وبحلول منتصف الثمانينيات قُدِّرت الترسانة السوفياتية بأكثر من 30 ألف سلاح نووي إستراتيجي وتكتيكي، تعتمد على أنظمة إطلاق ثلاثية، شملت صواريخ باليستية أرضية وغواصات وقاذفات.
وقد تم دعم القوة النووية ببنية تحتية واسعة النطاق، شملت رادارات الإنذار المبكر، والأقمار الصناعية العسكرية، ومواقع تخزين الأسلحة النووية، إلى جانب أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات النووية.
وأدى المجمع الصناعي العسكري الروسي دورا محوريا في عملية التطوير وإنتاج الرؤوس الحربية النووية وأنظمة إيصالها، إذ ضمّ فروعا متخصصة تكفّلت بجميع مكونات البرنامج، بدءا من استخراج اليورانيوم وإجراء البحوث العلمية، وصولا إلى الإنتاج الضخم للصواريخ والطائرات والغواصات.
" frameborder="0">
توقف التجارب النووية وخفض السلاح
التزم الاتحاد السوفياتي بوقف طوعي للاختبارات النووية من منتصف عام 1985 حتى مطلع عام 1987، قبل أن يتوصل مع الولايات المتحدة إلى اتفاق يقضي بتخفيض الترسانتين النوويتين، من خلال إزالة جميع الصواريخ النووية الأرضية متوسطة المدى بحلول عام 1991.
وشهد عام 1990 آخر تفجير نووي للاتحاد السوفياتي، حين فجّر جهازا بلغت قوته 70 كيلوطنا، ليختتم بذلك سلسلة من 715 تجربة نووية أُجريت بين عامي 1949 و1990، قبل أن يقرر وقف الاختبارات النووية من جديد.
ومع تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991، طُويت صفحة الحرب الباردة وسباق التسلح النووي، غير أن روسيا اعتُبرت الوريثة الوحيدة للترسانة النووية الهائلة التي خلفها الاتحاد السوفياتي، والتي ضمت إلى جانب الرؤوس النووية، صواريخ باليستية عابرة للقارات، وصواريخ باليستية تُطلق من الغواصات، وقاذفات إستراتيجية.
في العام نفسه، وقبيل تفكك الاتحاد السوفياتي، توصّل القطبان السابقان في سباق التسلح إلى اتفاق عبر معاهدة "ستارت-1" يقضي بتسريع وتيرة خفض أسلحتهما النووية الإستراتيجية، التي تجاوز عدد رؤوسها حينذاك 10 آلاف رأس نووي لكل طرف.
إعلان
وفي التسعينيات والعقود التي تلت من القرن 21، واصل الطرفان خفض ترسانتهما النووية الإستراتيجية وإزالة الصواريخ متوسطة المدى وحظر التجارب النووية عبر عدد من المعاهدات الثنائية.
تطوير القوة النووية
دأبت روسيا منذ العقد الأول من القرن 21 على تنفيذ برنامج شامل لتحديث قدراتها النووية، وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الأسلحة الحديثة باتت تشكّل نحو 95% من ترسانتها النووية.
وأفاد تقرير اتحاد العلماء الأميركيين أن روسيا حدّثت جميع الصواريخ الباليستية المتنقلة العابرة للقارات والتي تعود إلى الحقبة السوفياتية، بما يشمل تحديث قوة الصواريخ وتجهيز منصات متطوّرة مدعومة بأنظمة دفاع جوي، إضافة إلى تحديث مراكز التحكم في الإطلاق ومرافق التخزين وغيرها.
وكانت روسيا قد كشفت عام 2018، عن عدد من الأسلحة النووية الجديدة ذات قدرات متفوقة، تشمل صواريخ فرط صوتية ومركبات انزلاقية وطوربيدًا يعمل بالطاقة النووية، وصاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية.
الاستعداد لتجارب محتملة
أظهرت العديد من المؤشرات على استعداد روسي لإجراء تجارب نووية، فقد وقّع الرئيس بوتين في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 مشروع قانون يُلغي رسميا تصديق بلاده على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية.
وكان تقرير سابق لشبكة "سي إن إن" نُشر يوم 22 سبتمبر/أيلول 2023، قد أفاد أن روسيا والولايات المتحدة والصين وسّعت مواقعها للتجارب النووية في السنوات الأخيرة، مستندًا إلى صور للأقمار الصناعية قالت الشبكة إنها حصلت عليها حصريا.
وفي عام 2024، صرح رئيس موقع التجارب النووية الروسية في نوفايا زيمليا بالقطب الشمالي، أن الموقع جاهز لاستئناف أنشطة الاختبارات كاملة. كما أظهرت صور الأقمار الصناعية ارتفاع مستوى النشاط في الموقع، بما يشمل أعمال بناء جديدة.
وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2025، وقّع الرئيس بوتين قانونا يُنهي الاتفاقية مع الولايات المتحدة بشأن التخلص من مادة "البلوتونيوم"، التي كانت تهدف إلى منع الجانبين من تطوير مزيد من الأسلحة النووية.
وبحلول الشهر التالي، وجّه بوتين كبار مسؤوليه إلى تقديم مقترحات حول تجارب محتملة لأسلحة نووية، في حين أكد وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف، أن موقع التجارب في نوفايا زيمليا قادر على تنفيذ تجارب في مدة وجيزة.
وقد جاء هذا التطور عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب استئنافَ بلاده للتجارب النووية.
العقيدة النووية الروسية
تمثل الترسانة النووية عنصرا محوريا في الإستراتيجية الأمنية الروسية، إذ تعتبرها العقيدة النووية أداة ردع ضد التهديدات النووية والتقليدية التي قد تشكل خطرا على روسيا وحلفائها.
وفي عام 2024، وقّع الرئيس بوتين نسخة معدّلة من العقيدة النووية، أكدت أن سياسة الدولة في مجال الردع النووي تحمل طابعا دفاعيا، واعتبرت استخدام السلاح النووي إجراء أخيرًا.
وتنص العقيدة المعدلة على أن أي اعتداء من دولة عضو في تحالف ضد روسيا أو حلفائها يُعد عدوانا من التحالف بأسره، كما يُعتبر الهجوم الذي تنفذه دولة غير نووية بدعم من دولة نووية هجوما مشتركا.
وقد وسّعت الوثيقة نطاق الصلاحيات التي يمكن للرئيس بموجبها الإذن باستخدام السلاح النووي، ومن أهمها:
تلقّي بيانات موثوقة عن إطلاق صواريخ باليستية أو استخدام أسلحة نووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل ضد روسيا أو حلفائها. العدوان على المكونات الحيوية للبنية التحتية الروسية أو بنيتها التحتية العسكرية. العدوان بأسلحة تقليدية على روسيا أو بيلاروسيا (باعتبارها ضمن دولة الاتحاد)، بما يُشكل تهديدا لسيادتهما أو سلامة أراضيهما. تلقي بيانات موثوقة عن بدء هجوم جوي فضائي جماعي أو عبور وسائل الهجوم الجوي الحدود الوطنية لروسيا، بما يشمل الطائرات الإستراتيجية والتكتيكية وصواريخ كروز والطائرات المسيرة.
الترسانة النووية الروسية
تشمل الترسانة الروسية نوعين رئيسيين من الأسلحة النووية: الإستراتيجية والتكتيكية.
إعلان
الأسلحة النووية الإستراتيجيةيشكّل المخزون النووي الإستراتيجي الجزء الأكبر من الترسانة النووية الروسية، إذ يضمّ -وفقا لاتحاد العلماء الأميركيين لعام 2025- ما مقداره 2832 رأسا نوويا، يمكن إطلاقها عبر 592 منصة توصيل إستراتيجية بعيدة المدى، تشمل 3 أنواع رئيسية:
أولا: الصواريخ الباليستية العابرة للقارات
تضم الترسانة الروسية النووية نحو 330 صاروخا باليستيا عابرا للقارات، وهي قادرة بمجموعها على حمل ما يصل إلى 1254 رأسا نوويا.
وتنشر القوة الصاروخية الإستراتيجية الروسية أنواعا عدة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، التي يمكن إطلاقها من صوامع (منصات مخبأة تحت الأرض) أو منصات متنقلة.
ومن أبرز هذه الصواريخ:
صاروخ "آر إس-20 في فويفودا"ويعرف لدى حلف الناتو باسم "الشيطان" أو "إس إس-18 مود 5/6". ويطلق هذا الطراز من الصوامع، ويبلغ مداه 11 ألف كلم، وهو قادر على حمل ما يصل إلى 10 رؤوس حربية، لكل رأس حربي قوة تتراوح بين 500 و750 كيلوطن، بدقة إصابة لا تتجاوز 500 متر.
ويقترب هذا الطراز من نهاية عمره الافتراضي، وقد بدأت روسيا بإخراجه من الخدمة تدريجيا منذ عام 2021، وحتى عام 2025 لم يتبق في الخدمة سوى 34 صاروخا.
وهذه الصواريخ قادرة على حمل ما يصل إلى 340 رأسا حربيا، وتتمركز في قاعدتين: قاعدة دومباروفسكي/فرقة الصواريخ 13، وقاعدة أوجور/فرقة الصواريخ 62.
" frameborder="0">
صاروخ "آر إس-12 إم 1 توبول-إم"ويعرف عند حلف الناتو باسم "إس إس-27 مود 1″، ويبلغ مداه 11 ألف كلم، ويحمل رأسا نوويا واحدا، وتبلغ قوته 500 كيلوطن، وقد صُمم في الأصل ليطلَق من الصوامع، وفي عام 2006 أُطلقت منه نسخة متنقلة "آر إس-12 إم 2 توبول-إم".
ومنذ عام 2012، تم نشر 78 صاروخا من هذا الطراز، منها 60 صاروخا على صوامع لدى فرقة الصواريخ 60 في تاتيشيفو، و18 صاروخا متحركا لدى فرقة الصواريخ الحرسية 54 في تيكوفو.
صاروخ "آر إس-24 يارس"وهو نسخة معدلة من الصاروخ السابق، يبلغ مداه 10.5 آلاف كلم، ويمكنه حمل رؤوس حربية عدة، وتبلغ قوة الرأس الواحد ما بين 150 و200 كيلوطن، وهو مصمم على نوعين: نوع متحرك وآخر يطلق من الصوامع.
وعدد الصواريخ المنشورة من النوعين في عام 2025، يبلغ 206 صواريخ.
صاروخ "يو آر-100 إن"يبلغ مدى هذا الطراز 10 آلاف كلم، ويمكنه حمل 6 رؤوس حربية، وتتراوح قوة الرأس الواحد بين 500 و600 كيلوطن، ويعتمد في إطلاقه على الصوامع.
أُخرجت معظم صواريخ هذا الطراز من الخدمة القتالية، مع بقاء عدد قليل منها في قاعدة دومباروفسكي، تحت قيادة فوجين من فرقة الصواريخ 13 (الفوج 621 والفوج 368).
وهو طراز مطور، دخل الخدمة عام 2019، وقد زُود بنظام انزلاق معزز، وهو مصمم للإطلاق على صاروخ باليستي عابر للقارات، بسرعة فائقة تصل إلى 6.28 كلم/ثانية، بمدى يبلغ أكثر من 6000 كلم، ويحمل رأسا حربيا تزيد قوته على ميغاواطيْن.
وفي عام 2025 نشرت روسيا من هذا الطراز 12 صاروخا.
آر إس-28 سارماتيُعرف أوروبيا باسم "الشيطان 2″، وهو طراز حديث أُطلق عام 2022، وتم نشره في عام 2025، وهو مخصص للإطلاق من الصوامع، يتراوح مداه بين 10 آلاف و18 ألف كلم.
ولدى هذا الطراز القدرة على حمل حمولة نووية تقدر بنحو 10 أطنان، ويمكنه حمل ما يصل إلى 10 رؤوس حربية ذات توجيه مستقل، أو حمل مركبات الانزلاق المعززة الأسرع من الصوت.
صاروخ "بوريفيستنيك"وهو صاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية، يتراوح مداه بين 10 آلاف و20 ألف كلم، ووصفه الرئيس بوتين بأنه قادر على تخطي جميع منظومات الدفاع الجوي في العالم تقريبا.
وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2025، كان الصاروخ قيد التطوير، وأعلنت موسكو عن إجراء اختبار ناجح له، حقق فيه مسافة طيران بلغت 14 ألف كلم خلال 15 ساعة تقريبا.
" frameborder="0">
ثانيا: الغواصات النووية المسلحة نوويا
تُشغّل البحرية الروسية 12 غواصة من فئتي "دلتا" و"بوري" تعمل بالطاقة النووية، مسلحة بحوالي 192 صاروخا باليستيا، تحمل بمجموعها 992 رأسا نوويا، إضافة إلى عدد من الغواصات النووية الأكثر تطورا.
ومن أبرز الغواصات الروسية المسلحة نوويا:
الغواصة "دلتا 4": وتنشر البحرية الروسية من هذه الفئة 5 غواصات، يعود تاريخ صنعها إلى الفترة بين عامي 1985 و1992، وهي جزء من الأسطول الشمالي، ومقرها خليج ياجيلنايا (غادجييفو) في شبه جزيرة كولا.
تحمل هذه الغواصات 16 صاروخا باليستيا من أحد طرازين:
سينيفا: صاروخ باليستي عابر للقارات، يُطلق من الغواصات، ويبلغ مداه 8300 كلم، وهو قادر على حمل ما يصل إلى 10 رؤوس حربية.
إعلان
لاينر: وهو نسخة معدلة من الصاروخ السابق، يُطلق من الغواصات، ويحمل 4 رؤوس حربية، وتقدر حمولته القصوى بما يفوق ذلك.
وخُصص للصواريخ من هذين الطرازين نحو 320 رأسا حربيا.
الغواصة بوري: وتنشر البحرية الروسية من هذه الفئة 7 غواصات، منها 4 غواصات مُحسّنة من طراز "بوري-أ".
وقد زُوّدت الغواصات بصواريخ باليستية من طراز "بولافا إس إس إن-32" ذات مدى يبلغ أقصاه 8300 كلم، كلُ صاروخ قادر على حمل رؤوس حربية متعددة. ويبلغ العدد الإجمالي للرؤوس النووية المخصصة لجميع هذه الصواريخ 672 رأسا نوويا، تتراوح قوة كل رأس بين 100 و150 كيلوطنا.
الغواصة بيلغورود كي-329: وهي غواصة حديثة، دخلت الخدمة في يوليو/تموز 2022 ضمن أسطول الشمال، وتوصف بأنها أول غواصة من "الجيل الخامس" في العالم، وتُعد من أقوى الأسلحة الإستراتيجية البحرية، وأحد أسلحة الردع الإستراتيجي الروسي.
تعمل الغواصة بيلغورود بمفاعلين نوويين يعملان بالماء المضغوط بقدرة 190 ميغاواطا، وتصل سرعتها إلى نحو 60 كلم/ساعة، وتستطيع البقاء مغمورة تحت الماء مدة 4 أشهر، على عمق يصل إلى 520 مترا.
وهي غواصة عملاقة، تتميز بقدرة تدميرية هائلة، قادرة على حمل 100 ميغاطن من القنابل النووية، والقيام بمهمتين أمنيتين حيويتين:
الردع الإستراتيجي: إذ تستطيع حمل 6 طوربيدات من طراز "بوسيدون" النووي ذاتيّ التشغيل، المعروف باسم "سلاح يوم القيامة"، فهو قادر على حمل رأس نووي تصل قوته إلى ميغاطنيْن، والإبحار مسافات طويلة تحت الماء بسرعة تقارب 160 كلم/ساعة، مُسببا عن بُعد انفجارا في الساحل يؤدي إلى تسونامي إشعاعي قادر على إغراق مدن كاملة.
ووفق التصريحات الروسية الرسمية، تم اختبار طوربيد "بوسيدون" بنجاح في أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2025.
وأفاد مقال منشور في مجلة كلية حرب الجيش الأميركي الفصلية عام 2025، أن روسيا أنتجت الدفعة الأولى من طوربيدات "بوسيدون" مطلع عام 2023.
حرب قاع البحر: تستضيف بيلغورود غواصات أصغر حجما، قادرة على الغوص في أعماق تصل إلى 20 ألف قدم، والقيام بمهام مثل: التعامل مع كبلات الإنترنت وخطوط الأنابيب وأجهزة الاستشعار، أو تنفيذ مهام استخباراتية سرية.
خاباروفسك: غواصة متطورة، أطلقت في نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وتتميز بصعوبة تعقبها، إذ جُهزت بنظام تشغيل يعمل بهدوء فائق، وهي قادرة على حمل طوربيد "بوسيدون" النووي المدمر.
" frameborder="0">
ثالثا: القاذفات الإستراتيجية
تُشغّل روسيا 67 قاذفة ثقيلة قادرة على حمل رؤوس حربية وقنابل الجاذبية النووية. ويقدر تقرير اتحاد العلماء الأميركيين لعام 2025، أن هذه القاذفات مجتمعة مزودة بحوالي 586 سلاحا نوويا.
وهذه القاذفات وذخائرها مخزنة في قواعد عدة، منها قاعدة إنغلز الجوية في مقاطعة ساراتوف، وقاعدة أوكراينكا الجوية في مقاطعة أمور، إضافة إلى بعض المخازن المركزية.
وقد نشرت روسيا بعض القاذفات عام 2022 في قاعدة بيلايا الجوية بمقاطعة إيركوتسك، وفي قاعدة أولينيا الجوية بمقاطعة مورمانسك.
والقاذفات الإستراتيجية الروسية على نوعين:
طائرات توبوليف تي يو-160وتُعرف لدى حلف الناتو باسم "بلاك جاك"، وهي تطير بسرعة أعلى من سرعة الصوت، ويصل مداها إلى 12.3 ألف كلم دون التزود بالوقود، مع إمكانية التزود بالوقود جوا.
وتملك روسيا من هذا الطراز 15 قاذفة، خصص لجميعها 156 رأسا نوويا، وتستطيع كل منها حمل ما يصل إلى 40 طنا من الذخائر، تشمل 12 صاروخ كروز يُطلق جوا. وتنتمي هذه الصواريخ إلى طرز متعددة:
صاروخ "كي إتش-102": ويتراوح مداه بين 2500 و2800 كلم، ويحمل رأسا حربيا بقوة 250 كيلوطنا، وهو قادر على التحليق على ارتفاعات منخفضة لتجنب أنظمة الرادار.
صاروخ "كي إتش-بي دي": وهو صاروخ متطور، تم تزويد القاذفة به عام 2023، ويبلغ مداه أكثر من 6500 كلم، وفق المصادر الروسية.
طائرة توبوليف "تي يو-95 إم إس"وتملك روسيا من هذا الطراز 52 قاذفة، خصص لها 430 رأسا حربيا، يمكن إطلاقها عبر أنواع متعددة من الصواريخ، مثل:
صاروخ "كي إتش-102": المحمول أيضا على القاذفات السابقة.
صاروخ "كي إتش-55": وهو صاروخ كروز جو-جو، يصل مداه إلى 2500 كلم، وهو قادر على حمل رأس نووي، تتراوح قوته بين 200 و250 كيلوطنا.
الأسلحة النووية التكتيكية
تولي روسيا اهتمام بالغا بنشر الأسلحة النووية التكتيكية، وذلك بغرض تحقيق التكافؤ النووي مع القوات النووية في العالم، إلى جانب موازنة تفوّق القوات التقليدية الإقليمية، بما فيها قوات حلف الناتو والقوات الصينية.
وفي عام 2025، صرّحت الخارجية الأميركية بأن الجيش الروسي يمتلك ما بين 1000 و2000 رأس نووي للأسلحة غير الإستراتيجية، في حين قدر تقرير اتحاد العلماء الأميركين للعام نفسه هذا المخزون بنحو 1500 رأس نووي. وتطلق الرؤوس النووية التكتيكية جوا وبحرا وبرا.
أولا: الأسلحة النووية التكتيكية البحرية
تُشكّل البحرية أكبر فرع مستخدم للأسلحة النووية غير الإستراتيجية في روسيا، ويُقدّر أن لديها 704 رؤوس حربية مخصّصة لأنواع متعددة من الأنظمة، تشمل صواريخ كروز الهجومية البرية، والصواريخ المضادة للسفن والغواصات والطائرات، إضافة إلى الطوربيدات وقنابل الأعماق.
وتُشغَّل هذه المنظومات على منصات بحرية متنوعة، مثل الغواصات والسفن السطحية والطائرات البحرية.
وتمتلك البحرية 6 غواصات عاملة من طراز "ياسن إم" وهي: سيفيرودفينسك وكازان ونوفوسيبيرسك وكراسنويارسك وأرخانجيلسك وبيرم، كما تشغّل العديد من السفن السطحية والطائرات البحرية أنظمة أسلحة مزدوجة القدرة.
" frameborder="0">
وتنشر البحرية عددا من صواريخ كروز التكتيكية، أبرزها:
صاروخ "3 إم-14 كاليبر": وهو صاروخ هجوم بري يطلق من البحر، ويُقدر مداه بين 1500 و2500 كلم، ويمكنه حمل رأس حربي نووي أو تقليدي.
صاروخ "3 إم-55 أونيكس": وهو صاروخ مضاد للسفن، يبلغ مداه بين 300 و800 كلم، ويمكن إطلاقه من منصات جوية أو بحرية، بسرعة أقصاها 3180 كلم/ساعة، ويجهز برأس حربي شديد الانفجار أو رأس حربي نصف خارق للدروع، يبلغ وزنهما 200 و250 كلغ على التوالي.
صاروخ تسيركون: وهو صاروخ فرط صوتي، تتراوح سرعته بين 9800 و11 ألف كلم/ساعة، ويمكنه حمل رؤوس نووية أو رأس حربي تقليدي، ويمكن إطلاقه من الفرقاطة "أدميرال غورشكوف" والطرادات الأصغر من فئة "بويان-إم" و"كاراكوت".
ثانيا: الأسلحة النووية التكتيكية الجوية
تملك القوات الجوية الروسية 334 سلاحا نوويا غير إستراتيجي، يمكن إلقاؤها بواسطة ما مجمله 289 قاذفة من أنواع عدة، بما يشمل:
القاذفة "باك فاير": وهي طائرة متوسطة المدى، يمكنها حمل صواريخ "كي إتش-22″، وهو صاروخ كروز بعيد المدى أسرع من الصوت، تبلغ سرعته 4.6 ماخ، ويصل مداه إلى نحو 600 كلم، وصُمّم لتدمير الأهداف البحرية الكبيرة مثل حاملات الطائرات، باستخدام رؤوس حربية تقليدية أو رأس نووي تبلغ قوته بين 350 إلى 1000 كيلوطن. القاذفة "فينسر-دي": وهي قاذفة خطوط أمامية، تبلغ سرعتها القصوى 1550 كلم/ساعة، بمدى يتجاوز 3000 كلم، وهي قادرة على حمل صواريخ متعددة الطرز، وقنابل متنوعة. القاذفة المقاتلة "فل باك": تستطيع الطيران بسرعة تصل إلى 1900 كلم/ساعة، بمدى يبلغ 4000 كلم، وهي قادرة على حمل مجموعة متنوعة من الصواريخ، بما فيها صواريخ جو-جو وصواريخ جو-أرض وصواريخ مضادة للسفن والإشعاعات، إضافة إلى قنابل موجهة وغير موجهة. وتمتلك روسيا 124 مقاتلة من هذا الطراز، وقد اشترت 76 طائرة مُحسّنة منها. القاذفة "ميغ-31 كي": وهي طائرة أسرع من الصوت، تبلغ سرعتها 3000 كلم/ساعة، بمدى يصل إلى 3300 كلم، ويمكنها إطلاق الصاروخ الباليستي "أي-7760 كينجال".وكينجال صاروخ جوي فرط صوتي بعيد المدى مزدوج القدرات، يتراوح مداه بين 2000 و3000 كلم، ويمكنه حمل حمولة نووية أو تقليدية، كما يمكن إطلاقه من قاذفات عدة. القاذفة المقاتلة "باك إف آي": وهي طائرة متعددة المهام، بعيدة المدى، تستطيع الطيران بسرعة تصل إلى 2 ماخ، وهي تجمع بين السرعة الخارقة والقدرات الشبحية، وتملك القدرة على ضرب أهداف برية وبحرية وجوية، ويمكن تسليحها بصواريخ جو-أرض وصواريخ جو-جو. بدأ تشغيلها لدى القوات الجوية الروسية منذ عام 2020.
ثالثا: الأسلحة النووية التكتيكية للدفاع الجوي
تخصص روسيا -بحسب تقرير أصدرته الخارجية الأميركية عام 2023- رؤوسا نووية غير إستراتيجية لأنظمة دفاع جوي مضادة للطائرات والصواريخ الباليستية ثنائية القدرات. وقد قدّر اتحاد العلماء الأميركيين الأسلحة النووية التكتيكية المخصصة لقوات الدفاع الجوي الروسية بنحو 345 رأسا نوويا.
وتشمل أنظمة الدفاع الجوي ذات القدرات الثنائية:
"آي-135": وهو نظام دفاع صاروخي مضاد للصواريخ الباليستية، منشور حول موسكو، ومجهز بحوالي 68 صاروخا اعتراضيا من طراز "53 تي-6 غازلي"، ويُقدّر أن روسيا خصصت 95 رأسا نوويا لهذا النظام الدفاعي بالاشتراك مع وحدات الدفاع الساحلي.
"إس 300″ و"إس 400": وهما نظامان متحركان، مصممان للدفاع الجوي الميداني، ويُقدّر عدد الرؤوس الحربية المخصصة لهذين النظامين بنحو 250 رأسا نوويا.
رابعا: الأسلحة النووية التكتيكية الأرضية
تمتلك روسيا مجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى ثنائية القدرة، التي يمكنها حمل رؤوس حربية تقليدية أو نووية، وقد خُصص لها نحو 95 رأسا نوويا، وفق تقرير اتحاد العلماء الأميركيين.
وأبرز هذه الصواريخ ثنائية الاستخدام:
صاروخ "9 كي 720 إسكندر": وهو صاروخ باليستي قصير المدى متحرك، يتراوح مداه بين 400 و500 كلم، ويحمل رأسا حربيا شديدة الانفجار أو ذخيرة خارقة للأرض أو حرارية. صاروخ "9 إم 728": وهو صاروخ كروز، يبلغ مداه الأقصى 500 كلم. صاروخ "9 إم 729": وهو صاروخ كروز يطلق من الأرض عبر منصة متنقلة، ويصل مداه إلى 2500 كلم، وقد نشرت روسيا من هذا الطراز 20 صاروخا يحمل كل منها رأسا نوويا واحدا. صاروخ "بي-800 أونيكس": وهو صاروخ فوق صوتي، صُمم للاستخدام المضاد للسفن، ثم عُدِّل لمهام الهجوم البري، ويمكن استخدامه في الحروب التقليدية والهجينة.المعاهدات النووية
انضم الاتحاد السوفياتي إلى معاهدة دولية واحدة، وهي:
معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية لعام 1968: وتهدف إلى نزع السلاح النووي، ومنع الدول النووية من نقله إلى الدول غير النووية، وقد تعهد الموقعون غير النوويين بالامتناع عن حيازة الأسلحة النووية.وفضلا عن المعاهدة الدولية، بذلت روسيا -ومن قبلها الاتحاد السوفياتي- جهودا متواصلة مع الولايات المتحدة منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، للحد من التسلح النووي، وأبرمتا العديد من الاتفاقيات الثنائية، أبرزها: معاهدة حظر التجارب النووية المحدودة لعام 1963: وقد انضمت بريطانيا أيضا إلى المعاهدة، التي تحظر تجارب الأسلحة النووية في الغلاف الجوي والفضاء الخارجي وتحت الماء، وتقيد إلى حد كبير التجارب النووية تحت الأرض. ولم تدخل المعاهدة حيز التنفيذ حتى مايو/أيار 1970. معاهدة "سالت-1" لعام 1972: وتوجب تقليص عدد منصات الصواريخ النووية وأنابيب الصواريخ التي تُطلق من الغواصات مدة 5 سنوات. معاهدة حظر التجارب النووية لعام 1974: وبموجبها يُحظر على الطرفين إجراء تجارب لأسلحة نووية تحت الأرض بقوة تفجيرية تزيد عن 150 كيلوطنا. معاهدة "سالت-2" لعام 1979: وهي امتداد لمعاهدة "سالت 1″، وتفرض على طرفي الاتفاق قيودا على الأسلحة النووية ومنصات إطلاقها، بما يشمل القاذفات الإستراتيجية، وفرضت شروط إخطار محددة وحظرا على التجارب النووية. وقد تم تجميدها بعد بضعة أشهر من توقيعها، على إثر الغزو السوفياتي لأفغانستان. معاهدة القوى النووية متوسطة المدى لعام 1987: وتوجب على الطرفين إزالة ترسانتهما من الصواريخ النووية الأرضية متوسطة المدى بحلول عام 1991. معاهدة "ستارت-1" لعام 1991: وتوجب على الجانبين تقليص منصات إطلاق الأسلحة النووية من الصواريخ والقاذفات الإستراتيجية إلى 1600، وتخفيض الرؤوس النووية إلى 6000، وقد انتهى سريان المعاهدة عام 2009. معاهدة "ستارت" الجديدة لعام 2010: وقد حلت محل معاهدة "ستارت-1″، وتُلزم طرفيها بالحد من عدد الرؤوس النووية الإستراتيجية المنشورة بما لا يتجاوز 1550 رأسا نوويا، وتقليص منصات الإطلاق الميدانية بما لا يتجاوز 700 منصة. وتتيح المعاهدة لكل طرف القيام بعمليات تفتيش ميدانية سنوية للمنشآت التي يديرها الطرف الآخر، للتأكد من عدم انتهاكه للاتفاقية. وتعتبر المعاهدة سارية حتى فبراير/شباط 2026.
المصدر: الجزيرة + الصحافة الأميركية + الصحافة الروسية

0 تعليق