شهدت تداولات العقود الفورية للذهب مقابل الدولار الأمريكي هدوءا حذرا وتراجعا بسيطا في مستهل جلسات الأربعاء، ليلتقط المعدن النفيس أنفاسه بعد الصعود القياسي الذي شهده مؤخرا.
ويأتي هذا التصحيح الطفيف ليؤكد أن حركة السوق تميل إلى التوازن وجني الأرباح، لكن دون التخلي عن المستويات المرتفعة الجديدة التي اخترقها.
الأوقية تتماسك عند مستويات عالية
تظهر البيانات الفورية أن سعر الأوقية يتداول عند 4,125.00 دولارا، مسجلا انخفاضا لا يذكر قدره 2.04 دولار، وهو ما يمثل نسبة تراجع بلغت 0.05% فقط.
هذا التباطؤ في الوتيرة يدل بوضوح على أن قوة الدفع الصعودية ما زالت قائمة، ولكنها تمر بمرحلة "استراحة محارب".
اقتصر مدى التداول اليومي على نطاق ضيق نسبيا، حيث تماسك السعر عند حد أدنى بلغ 4,120.99 دولارا، مسجلا قمة يومية عند 4,145.50 دولارا.
إن قدرة السوق على الدوارن في هذا المدى المرتفع تشير إلى أن الأوقية قد نجحت في تحويل حاجز 4100 دولار من مقاومة إلى دعم نفسي وفني قوي.
جني أرباح بعد الزخم الجيوسياسي
يفسر هذا التراجع الهامشي بأنه نتيجة لعمليات جني أرباح محدودة، خاصة بعد أن تلقى الذهب دعما كبيرا من الأحداث الجيوسياسية التي دفعت به إلى مستويات لم يكن متوقعا بلوغها بهذه السرعة.
فعندما تتصاعد المخاطر، يتسارع الذهب ليعكس هذه المخاوف، ثم يعود ليستقر عند مستوى يعكس حجم تلك المخاطر الفعلية.
وبالرغم من التراجع، لا تزال الأوضاع العامة توفر بيئة مواتية لبقاء الذهب مرتفعا. فالاضطرابات المستمرة في بعض المناطق الحساسة، والتعقيدات حول مستقبل سياسات البنوك المركزية - خاصة في ظل تباطؤ مؤشرات التضخم في بعض الاقتصادات الكبرى - كلها عوامل تبقي الطلب على الذهب قويا باعتباره محصن القيمة الأفضل.
فلا يعد هذا الانخفاض إلا تنفسا تقنيا ليس إلا.
الثبات فوق 4100 يعزز الطموحات
تظل النظرة العامة لتوجه الذهب في الأمد القصير إيجابية، طالما استمر في الثبات فوق مستوى 4100 دولار.
فالثبات عند هذه النقطة يعطي إشارة إلى أن السوق قد استوعب الصدمة السعرية للأعلى، وأنه مستعد لأي دفعة صعودية جديدة.
يترقب المتداولون إعلانات البيانات الاقتصادية المرتقبة نهاية الأسبوع، حيث يمكن لأي إشارة تدعم تليين السياسة النقدية أن تقذف بسعر الأوقية مجددا نحو مستويات الـ 4200 دولار.
في المقابل، يمثل الحد الأدنى لليوم عند 4,120.99 دولارا أول نقاط الدعم الهامة التي يجب على السعر الحفاظ عليها لتفادي تصحيح أعمق.
0 تعليق