أفادت تقارير صحفية، مدعومة بلقطات مصورة، اليوم الثلاثاء، بأن قوات الاحتلال قد شرعت في أعمال بناء واسعة لجدار خرساني ضخم جديد، يتوغل بشكل واضح داخل السيادة اللبنانية.
وتظهر المشاهد والمعلومات الواردة أن عمليات التشييد هذه تجري على وجه التحديد "خلف الخط الأزرق" الذي رسمته الأمم المتحدة، في المنطقة المقابلة مباشرة للبلدتين اللبنانيتين مارون الرأس وعيترون.


توغل بالكتل الخرسانية
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أن الجدار الخرساني يرتفع بالفعل في مواجهة قرية مارون الرأس اللبنانية ، وقد أيدت مقاطع فيديو متداولة هذه الأنباء، حيث رصدت آليات ثقيلة تابعة لجيش الاحتلال وهي تعمل على
رفع وتثبيت الكتل الإسمنتية الجاهزة على طول الحدود مع لبنان، بما في ذلك منطقة تقابل بلدة أفيفيم شمال الأراضي المحتلة.
وتشير التقديرات إلى أن أجزاء معينة من هذا الجدار الفاصل تمتد لعمق يتراوح بين كيلومتر واحد وكيلومترين (1-2 كم) داخل الأراضي اللبنانية، متجاوزة بذلك خط الانسحاب المعترف به دوليا.
تأمين "المواقع الاستراتيجية"
ويرجح، بحسب المصادر الصحفية، أن يكون هذا الإجراء جزءا من خطة أكبر لدى الاحتلال تهدف إلى تأمين وتثبيت سيطرته على ما يصفها بـ "خمسة مواقع استراتيجية"، لا تزال تحت قبضة جيش الاحتلال منذ الانسحاب بموجب اتفاق
وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024.
ويأتي هذا التطور الميداني في وقت يتسم بتصاعد ملحوظ في التوترات على الجبهة الشمالية. فقد كثف جيش الاحتلال خلال الأسابيع القليلة الماضية من غاراته الجوية وقصفه المدفعي على أهداف في جنوب لبنان، بذريعة استهداف مواقع يدعي أنها تابعة لـ "حزب الله".
ويمثل بناء هذا الجدار في العمق اللبناني خطوة إضافية تعد خرقا للاتفاقات الموجودة، وقد تزيد من تعقيد المشهد الأمني الهش على طول الحدود.

0 تعليق