عاجل

تساؤلات حول مصير هدار غولدن.. هل كان حيا حتى الحرب الأخيرة؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

أثار إعلان كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- عن استخراج جثة الضابط الإسرائيلي هدار غولدن من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.

وأفادت القسام بأنها انتشلت جثامين 6 من شهدائها في المدينة، إلى جانب جثة غولدن الذي يعد أحد أطول الأسرى الإسرائيليين بقاء في قبضة المقاومة داخل القطاع المحاصر، بعد أكثر من 11 عاما على أسره خلال معركة "العصف المأكول" في أغسطس/آب 2014.

ويعد غولدن عقدة عسكرية وسياسية لإسرائيل، إذ فشل جيش الاحتلال واستخباراته طوال عقد كامل في استعادته عبر القوة العسكرية أو المفاوضات مع المقاومة الفلسطينية.

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

معركة استخبارية وصراع إرادات

تباينت ردود الفعل حول إعلان القسام العثور على الجثة بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ رأوا أن استخراج جثة غولدن من رفح يحمل رمزية عميقة للمجتمع الإسرائيلي، فهو المفقود الوحيد منذ حرب 2014.

وأضاف آخرون أن احتفاظ المقاومة بجثة غولدن طوال 11 عاما داخل أحد أنفاق رفح يعكس اقتدارا أمنيا واستخباراتيا لافتا، إذ تم الاحتفاظ بها بسرية تامة رغم العجز الأمني الإسرائيلي في الوصول إليها، قبل أن تقوم بانتشالها الآن ضمن ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار.

وأوضح مدونون أن عملية الانتشال تجسد جوهر المعركة الاستخبارية بين المقاومة والاحتلال، فهي ليست مجرد جمع معلومات، بل سباق صبر وصراع إرادات. فالقوة الحقيقية -برأيهم- تكمن فيمن يملك الصبر والانضباط ليختار توقيت الكشف عن أوراقه، بينما يبقى خصمه عاجزا أمام من يملك الأرض والمعرفة.

إعلان

ورأى آخرون أن هذه العملية تؤكد عقلية المقاومة وإرادتها الثابتة، معتبرين أن من يمتلك الصبر والانضباط يكتب قواعد اللعبة ويحدد توقيت كل حدث في الميدان.

إشارات ميدانية وتساؤلات مفتوحة

ولفت ناشطون إلى أن وجود 6 شهداء من القسام في موقع انتشال غولدن يرجح أن المكان لم يكن مجرد نقطة دفن، بل كان موقعا ميدانيا نشطا احتضن عملية حماية هدف ثمين للغاية.

ورجح آخرون أن الإعلان عن العثور على جثة غولدن وبالقرب منها جثامين المقاتلين الستة المعروفين بالاسم يشير إلى أنهم كانوا مكلفين بحراسته، وأنهم قتلوا مؤخرا خلال الحرب الأخيرة، لا قبل 11 عاما كما تزعم إسرائيل.

وأشار بعض المغردين إلى أن صور الشهداء الذين انتشلوا من الموقع ذاته لا يمكن أن تعود لمجموعة كانت تحرس جثة، وذلك ما يفتح الباب أمام احتمال أن غولدن كان حيا حتى وقت قريب، وربما قتل خلال العدوان الأخير أو أثناء عملية ميدانية محددة.

كما تساءل مغردون: متى قتل هدار غولدن؟ أكان يوم أسره في أغسطس/آب 2014 كما تزعم إسرائيل، أم ظل حيا حتى قتل مع آسريه؟

وربط ناشطون بين تسليم جثة غولدن وإنهاء أزمة مقاتلي القسام العالقين في أنفاق رفح، معتبرين أن الحدث يكشف عن عمق السيطرة الميدانية للمقاومة رغم العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في المنطقة.

ضربة معنوية لإسرائيل

رأى ناشطون أن توقيت إعلان كتائب القسام وطريقة تسريبه يحملان رسائل سياسية ومعنوية عميقة، إذ تعرف الكتائب بانضباطها الصارم في إدارة ملف الأسرى، وذلك يعني أن تسريب معلومة من هذا النوع لا يمكن أن يكون عشوائيا.

وأوضح مدونون أن الرسالة موجهة بشكل مباشر إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك عبر إحراجه أمام عائلة الضابط هدار غولدن التي تطالب منذ سنوات بمعرفة مصير ابنها، وفضح المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي أعلنت وفاته رسميا بعد مدة وجيزة من أسره.

وأشاروا إلى أن اختيار هذا التوقيت بالذات يبعث بإشارة واضحة لتل أبيب مفادها أن ما يعلن في إسرائيل ليس الحقيقة الكاملة، وأن ما كشفت عنه القسام يتجاوز كونه خبرا ميدانيا إلى كونه صفعة سياسية ومعنوية مركبة لحكومة الاحتلال، جرى توقيتها بعناية لفتح جبهة ضغط جديدة في وقت تعيش فيه إسرائيل أزمة داخلية غير مسبوقة.

إعلان

وختم مدونون بالقول إن ما حدث في رفح أسقط رواية السيطرة الكاملة التي روج لها الاحتلال في الأسبوع الأخير، بعد أن تباهى بمعرفته المسبقة بأماكن الأسرى وادعى أن عدم تدخله الميداني كان "قرارا محسوبا".

لكن واقع الميدان -بحسبهم- فضح زيف هذه المزاعم، فالعدو الذي يزعم أنه يعرف كل شيء لم يعرف حتى ما يجري تحت قدميه، بينما أثبتت المقاومة أن المعرفة الحقيقية ليست في الأقمار الاصطناعية ولا في المراقبة الجوية، بل في الإيمان بالحق والدقة في الفعل.

0 تعليق