بزشكيان يرفض الإملاءات: طهران تسعى للسلام ولن تتخلى عن برامجها النووية والصاروخية - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
أوضح الرئيس بزشكيان، في رده الضمني على الجانب الأميركي، أن إيران "مستعدة لإجراء محادثات ضمن الأطر الدولية"

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الجمعة، أن بلاده تواظب على السعي نحو تحقيق السلام العالمي، إلا أنها في الوقت ذاته لن تستسلم للضغوط الخارجية أو تقدم على التخلي عن برامجها النووية والصاروخية التي تعتبرها مفاتيح لأمنها القومي.

هذا الموقف الحازم، الذي نقلته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، يأتي بعد يوم واحد فقط من تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأن طهران طلبت منه رفع العقوبات، مشيرا إلى أنه منفتح على مناقشة الأمر.

ترزح طهران تحت وطأة عقوبات دولية وأميركية شديدة منذ سنوات، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة في عام 2018 من الاتفاق النووي خطة العمل الشاملة المشتركة.


وتتهم واشنطن والغرب إيران بالسعي لصنع أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران باستمرار، مؤكدة أن برامجها لتخصيب اليورانيوم ذات طابع سلمي بحت.

ولطالما رفضت إيران بشكل قاطع فكرة التفاوض حول قدراتها الدفاعية، ومن ضمنها برنامجها الصاروخي، معتبرة إياه جزءا لا يتجزأ من سيادتها.

ويعد تصريح ترمب بأن إيران "كانت تسأل عن إمكانية رفع العقوبات" على هامش حفل عشاء مع قادة دول آسيا الوسطى، نقطة تحول جديدة قد تؤثر على مسار المحادثات المتعثرة.

أوضح الرئيس بزشكيان، في رده الضمني على الجانب الأميركي، أن إيران "مستعدة لإجراء محادثات ضمن الأطر الدولية"، إلا أنه وضع خطا أحمر لا يمكن تجاوزه.

وقال الرئيس بوضوح: "لكن ليس إذا كان الشرط هو حرماننا من امتلاك المعرفة النووية أو من حقنا في الدفاع عن أنفسنا عبر قدراتنا الصاروخية، وإلا فسيتم تهديدنا بالقصف".

وهذا الكلام يرسم موقفا تفاوضيا قويا يرفض الاقتصاص من القدرات الدفاعية مقابل التخفيف الاقتصادي.

كان ترمب قد أفصح عن موقفه بشكل يدل على المرونة، حيث قال معلقا على طلب طهران: "هناك عقوبات أميركية شديدة مفروضة على إيران، وهذا ما يصعب الأمر عليها"، مضيفا بأنه "منفتح على سماع ذلك، وسنرى ما الذي سيحدث".

وتشير لغة بزشكيان الواضحة بقوله: "نريد أن نعيش في عالم يسوده السلام والأمن، لكننا لا نقبل أن نهان أو يفرض علينا ما لا نريده، ثم نجبر على الانصياع" إلى أن الحلول لن تكون على حساب الكرامة الوطنية أو القدرة على الردع.

يمثل موقف الرئيس الإيراني ردا متوقعا ومحتسبا على مبادرة ترمب، حيث يسعى بزشكيان إلى اقتناص فرصة رفع العقوبات دون التضحية بالبرامج النووية والصاروخية، مما يضع الكرة مجددا في الملعب الأمريكي.

وتبدو طهران مستعدة للتفاوض في إطار الاحترام المتبادل وعلى أسس ترفض "الإهانة".

ويتوقع أن يشهد المشهد الدولي خلال الأيام القادمة مزيدا من التوتر الحذر بين الطرفين، لتحديد ما إذا كان الانفتاح الأميركي سيتحول إلى جسر حقيقي للمحادثات أم سيبقى مجرد مناورة سياسية

0 تعليق