الأدمغة وأسواق الأسهم تتبع القواعد نفسها في الأزمات - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

ما هو القاسم المشترك بين الأدمغة وسوق الأسهم؟ قد يبدو هذا مزحة، إلا أن بحثا جديدا يكشف أن سلوكيات الأدمغة والاقتصادات خلال الأزمات يمكن تفسيرها باستخدام ملاحظات شائعة في مجال الفيزياء.

وتفتح الدراسة آفاقا لتطبيقات محتملة للتنبؤ بانهيار الأنظمة نتيجة للأزمات، بدءا من تحسين سلامة التخدير بناء على خصائص الدماغ الفردية، وصولا إلى إمكانية نشر أساليب لمواجهة تحولات أخرى في مجال التمويل أو تغير المناخ بشكل أكثر فعالية.

وأجرى الدراسة باحثون من جامعة ميشيغان في الولايات المتحدة، ونشرت نتائجها في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

توصل الدكتور أنتشول لي، من قسم التخدير بجامعة ميشيغان، وفريقه البحثي إلى هذه الفكرة بعد ملاحظة أن بعض المرضى تحت التخدير يتعافون أسرع من غيرهم.

وأوضح لي: "يمكن اعتبار الأدوية المخدرة بمثابة أزمة متحكم بها في الدماغ، حيث تعطل شبكة الدماغ وتسبب فقدان الوعي".

وتساءل عما إذا كان التعافي من أزمة كالتخدير يشبه تعافي دولة من أزمة اقتصادية، كانهيار سوق الأسهم، وما إذا كان يمكن وصف كلا مثالَي الانهيار بمبدأ أساسي يمكن استخدامه للتنبؤ بالنتيجة.

سرعة الانهيار وسرعة التعافي

قد تبدو الأدمغة وأسواق الأسهم مختلفين تماما، لكن سلوكهما متشابه بشكل مثير للدهشة.

كلاهما نظامان معقدان يعملان عادة في حالة توازن دقيقة، وهي حالة يطلق عليها العلماء اسم الحالة الحرجة، حيث يعملان بأقصى درجات المرونة والكفاءة والمعلومات. عندما يختل هذا التوازن، قد ينزلق النظام فجأة إلى أزمة، ويفقد تلك المزايا.

في الفيزياء، تعرف هذه التغيرات باسم التحولات الطورية، والتي يمكن أن تحدث إما فجأة (تحول من الدرجة الأولى) أو تدريجيا (تحول من الدرجة الثانية).

يعد تجمد الماء وتحوله إلى جليد مثلا تحولا من الدرجة الأولى، حيث يمكن أن يسبب انخفاض طفيف في درجة الحرارة تحولا مفاجئا.

إعلان

على النقيض من ذلك، يعد فقدان المغناطيس لمغناطيسيته ببطء مع ارتفاع درجة حرارته تحولا من الدرجة الثانية، ويكون أكثر تدرجا ومرونة في مواجهة الاضطرابات.

واكتشف فريق ميشيغان أن كلا النوعين من التحولات يحدثان ليس فقط في الدماغ أثناء التخدير حيث يفقد المرضى وعيهم ثم يستعيدونه، ولكن أيضا في الأسواق المالية حيث تنهار وتتعافى خلال الأزمات الاقتصادية.

توصيف الشبكات

سعى الباحثون لتقدير ما إذا كانت شبكة معينة تشهد تحولا من الدرجة الأولى أو الثانية عند نقطة تحولها.

وتمكنوا باستخدام هذه النتائج من توصيف الشبكات على أنها من الدرجة الأولى أو الثانية، والتنبؤ بما إذا كانت الشبكة ستشهد انهيارا وتعافيا سريعا أو تدريجيا قبل وقوع الأزمة.

فكانت شبكات التحول من الدرجة الأولى، التي تتميز بالانفجار وعدم الاستقرار أمام الاضطرابات، أكثر عرضة للانهيار المفاجئ، وأظهرت تعافيا أبطأ بعد الأزمة.

واختبر الباحثون النموذج باستخدام دراسات لأزمة الرهن العقاري عالي المخاطر 2007-2009، وقراءات تخطيط كهربية الدماغ لمرضى يخضعون للتخدير.

وبالنسبة لأسواق الأسهم، أظهرت الأسواق الأقرب إلى التحول من الدرجة الأولى انهيارا أسرع وتعافيا أبطأ بعد الأزمة، وأن البلدان الأقرب إلى التحول من الدرجة الأولى (الانتقال الانفجاري) تميل إلى أن تكون أسواقا ناشئة ذات ناتج محلي إجمالي أقل للفرد.

وعند تطبيقها على تسجيلات تخطيط كهربية الدماغ "إي إي جي" (EEG) لمرضى تحت التخدير، وجد الباحثون أن قرب الدماغ من مرحلة الانتقال من الدرجة الأولى ينبئ بسرعة أو بطء فقدان المريض للوعي واستعادته.

0 تعليق