Published On 4/11/20254/11/2025
|آخر تحديث: 11:26 (توقيت مكة)آخر تحديث: 11:26 (توقيت مكة)
ناقشت مجلة "محررون وناشرون" (إي آند بي) تراجع الاهتمام بالصور في غرف الأخبار رغم تأثيرها الواسع في جذب الجمهور وتعزيز ثقته، والاستعاضة عنها بصور مولدة بأدوات الذكاء الاصطناعي، مما يهدد إحدى قيم الصحافة الأصيلة المتمثلة في المصداقية.
وقالت المجلة إن الصحافة المرئية ظلت لعقود جزءا أصيلا في سرد القصص، وشكلت طريقة فهم الجمهور للعالم من حولهم، ولكنها أصبحت مهمشة مع تقلص ميزانيات غرف الأخبار.
واستعرضت تجربة "الرابطة الوطنية للمصورين الصحفيين" في الحفاظ على قيمة الصورة الصحفية، في الوقت الذي تثبت فيه الأبحاث أن القصص المعززة بصور تنال قراءات أكثر من غيرها.
" frameborder="0">
وفي حوار أجرته المجلة الأميركية، لم يتفاجأ مارك إي جونسون، مدير التكنولوجيا في كلية جرادي للصحافة بجامعة جورجيا، من المفارقة الواضحة، إذ يرى 85% من الصحفيين أن الصور أولوية قصوى، في حين لا توظف المؤسسات الإخبارية سوى 31% من المصورين المتفرغين.
وأشار جونسون إلى أننا نعيش في عالم مرئي للغاية، إذ إن الدماغ البشري مبرمج لتخزين الذكريات بصريا، مضيفا "اطلب من أي شخص أن يفكر في أفضل صديق له، لن يتبادر إلى ذهنه اسمه أو عنوان بريده الإلكتروني، بل شكله".
وتتفق لورين شتاينبريشر، نائبة رئيس رابطة المصورين الصحفيين، مع ما قاله جونسون، مضيفة أن الصورة الجيدة تحقق ما لا تستطيع الفقرات النصية تحقيقه.
 الصور امتداد للمصداقية
ووصف جونسون طلابه -الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عاما- بأنهم جيل رقمي يعيش ويفكر بصريا، مضيفا "يريدون رؤية الأشياء، ليصدقوها"، لكن في كثير من الأحيان، تقلل المؤسسات الإخبارية من شأن المتطلبات الإبداعية للسرد البصري على هذه منصات التواصل الاجتماعي.
إعلان
وقال بصرامة: "إذا كنت تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي أو تضع شعارا أو رسما ثابتا، معتقدا أنه سيجذب الانتباه، فهذا ليس صحيحا، الناس يتجاهلون ذلك في ثوان".
في حين أشارت شتاينبريشر إلى أن الصور الجذابة ليست مجرد طُعم للنقرات، بل هي امتداد للمصداقية، وقالت: "عندما يشاهد الجمهور قصة، فإنهم -بدل قراءتها- يرون تعابير الوجه والمحيط وكامل تفاصيل الصورة الكاملة، وذلك يخلق التعاطف الذي يقود إلى الثقة".
 لماذا لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الصور؟
وبشأن استبدال الصور المولدة عبر الذكاء الاصطناعي بالمصورين البشريين، أبدى جونسون استياءه من هذه الفكرة، وتساءل: "هل من المقبول لصحفي نسي أن يطرح سؤالا على الرئيس بعد المؤتمر الصحفي، أن يختلق له اقتباسا من عنده؟" وتابع: "سيُعد ذلك غير أخلاقي"، مشيرا إلى أن الأمر ذاته ينطبق على الصور الاصطناعية.
وأضاف "إذا كنت تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء صورة مزيفة، على أنها شيء يبدو حقيقيا، ولكنه لم يحدث أبدا، فأنت تكذب على جمهورك"، محذرا من أن المصداقية هي العملة الوحيدة التي لا يمكن لغرف الأخبار أن تخسرها.
وكررت شتاينبريشر هذا الرأي من منظور غرفة الأخبار، وقالت: "قد يكون الذكاء الاصطناعي قادرا على تقليد الصورة، لكنه لا يستطيع تقليد الغريزة البشرية لرؤية المعنى في الصورة"، مؤكدة أن الصحفي لا يلتقط صورة ما هو أمامه فحسب، بل يفهم السياق والعاطفة والتأثير، وهي أمور لا تستطيع التكنولوجيا تزويرها.
 ويعتقد أستاذ الصحافة جونسون أن مديري غرف الأخبار بحاجة إلى إعادة التفكير في كيفية توزيع المهام المرتبطة بالإنتاج المرئي، وقال: "من الأسهل أن تساعد صحفيا محترفا في سرد القصص البصرية على بناء مهارات الكتابة بدلا من السير في الاتجاه المعاكس"، مؤكدا أنهما جانبان مختلفان من الدماغ.
أما شتاينبريشر، فتشدد على أهمية أن يطوّر كل من يعمل في مجال الأخبار مهارة التصوير لديه، بصرف النظر عن عمله الأساسي، وتؤكد أن التقاط صورة تثير صدى، يتطلب أكثر من مجرد توجيه الهاتف، مضيفة "إنه أمر يتعلق بالعواطف والتكوين".
وتؤكد أن المصورين الصحفيين يوثقون التاريخ، فما يُلتقط من صور سيشكل ذاكرة الناس عن الأحداث، وهذه مسؤولية لا يمكن تحقيقها بالاستعانة بمصادر خارجية أو عبر أتمتتها.

            
0 تعليق