عاجل

الذهب عند مفترق طرق: معركة حاسمة عند حاجز 4,000 دولار - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
هدوء حذر يسيطر على السوق.. والبائعون والمشترون في اختبار قوة لتحديد الاتجاه القادم

يشهد سوق الذهب العالمي اليوم حالة من الهدوء الحذر، بينما تدور معركة نفسية وفنية حاسمة حول المستوى التاريخي البالغ 4,000 دولار للأونصة، والذي يترقبه المستثمرون بوصفه "نقطة الفصل" في مسار المعدن الأصفر خلال المرحلة المقبلة.

الذهب يتشبث بالحاجز النفسي

في تعاملات الثلاثاء، استقرت عقود الذهب الآجلة (ديسمبر 2025) قرب مستوى الأربعة آلاف دولار للأونصة، مسجلة 3,999 دولارا بتراجع طفيف قدره 15 دولارا عن إغلاق الجلسة السابقة.

ورغم التراجع المحدود، يصف محللون المشهد بأنه "اختبار متوازن" بين ضغوط البيع وجاذبية الشراء، إذ دفعت عمليات جني الأرباح بعد الصعود القوي مطلع الأسبوع الأسعار إلى تراجع محدود، فيما يواصل المشترون الدفاع عن مواقعهم عند هذا المستوى الحرج.

نطاق ضيق.. لكن حاسم

تحرك الذهب اليوم في نطاق محدود بين 3,985 و4,017 دولارا، في إشارة إلى صراع محتدم بين قوى السوق.

ويرى محللون أن مستوى 3,985 دولارا يمثل "الفيصل الفني" قصير الأجل، فالثبات فوقه يعني أن السوق امتص موجة البيع المؤقتة، وأن المشترين يستعدون لجولة صعود جديدة باتجاه 4,017 دولارا وربما مستويات أعلى لاحقا.


مرحلة اختبار لا انهيار

يؤكد خبراء السلع أن ما يجري حاليا "تصحيح طبيعي" بعد سلسلة ارتفاعات قوية.

وقال أحد المحللين الماليين إن "القدرة على البقاء فوق حاجز 4,000 دولار، أو على الأقل فوق قاع الأمس، ستحدد اتجاه السوق في المدى القصير"، مضيفا أن الذهب في مرحلة "تجميع" أكثر من كونه "تصحيحا"، حيث يعيد كبار المستثمرين ترتيب مراكزهم بانتظار إشارة فنية جديدة.

العوامل المحركة: الفائدة والدولار والتوترات الجيوسياسية

يتوقف الاتجاه القادم للذهب على عوامل اقتصادية رئيسية، أبرزها توقعات الفائدة الأمريكية وسلوك مؤشر الدولار.

فإذا أظهرت البيانات الاقتصادية تباطؤا في النمو أو تراجعا في التضخم، سيعزز ذلك فرص خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما يدعم الذهب ويدفعه للتماسك فوق مستوى 4,000 دولار.

كما تبقى التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا عاملا داعما للمعدن النفيس، كونه ملاذا آمنا في أوقات الاضطراب.

يرى المحللون أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة:

في حال صمود مستوى الدعم 3,985 دولارا، قد تتجدد موجة الشراء باتجاه 4,017 ثم 4,030 دولارا.

أما كسر الدعم الفني فقد يفتح المجال لاختبار القاع السابق عند 3,972 دولارا قبل عودة الزخم الصعودي لاحقا.

و يقف الذهب اليوم عند مفترق طرق حقيقي: فإما أن يؤكد اختراقه التاريخي ويبقى فوق حاجز الأربعة آلاف، أو يدخل في مرحلة تصحيح أعمق قبل استئناف الاتجاه الصاعد.

وفي كل الأحوال، تبقى التوقعات إيجابية على المدى المتوسط، مدعومة باستمرار الضغوط التضخمية وتزايد الإقبال على الملاذات الآمنة وسط تصاعد المخاطر السياسية والاقتصادية حول العالم.

0 تعليق