في تحرك مفاجئ، نجحت أسعار الذهب في التماسك فوق مستوى الدعم النفسي الهام عند 4000 دولار للأونصة، بالرغم من قرار صيني قد يلقي بظلاله على أكبر سوق للمعدن النفيس في العالم.
ففي خطوة قد تضعف الطلب في أحد أهم مراكز تجارة الذهب العالمية، أنهت بكين إعفاء ضريبيا حيويا كان يتمتع به بعض تجار التجزئة.
وتمكن المعدن الأصفر من الارتفاع بشكل طفيف، ليصل إلى نحو 4008.69 دولار للأونصة في التعاملات الآسيوية.
يأتي هذا التماسك بعد أن شهدت الأسواق موجة بيع عنيفة خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر أكتوبر، والتي جاءت كتصحيح طبيعي بعد موجة الشراء المحمومة التي دفعت الأسعار إلى قمم تاريخية غير مسبوقة في وقت سابق من الشهر.
تفاصيل القرار الضريبي الصيني
أعلنت بكين يوم السبت أنها لن تسمح بعد الآن لبعض تجار التجزئة بخصم ضريبة القيمة المضافة عند بيع الذهب الذي اشتروه من بورصتي شنغهاي للذهب والعقود الآجلة.
هذا الحافز الضريبي، الذي كان يشمل الذهب المباع مباشرة أو بعد معالجته، سيحتفظ به الآن حصريا لأعضاء البورصتين الرسميين، وهم كبار اللاعبين مثل البنوك الكبرى والمصافي وشركات التصنيع المرخص لها بالتداول المباشر.
هذا التغيير الجذري في السياسة الضريبية يهدد بتقليل هوامش الربح لتجار التجزئة، مما قد يدفعهم إلى رفع الأسعار على المستهلكين، وبالتالي إضعاف الطلب في السوق الصينية التي تعد الأكبر عالميا.
هل يؤثر القرار الصيني على المعنويات العالمية؟
يرى محللون أن تأثير هذا القرار قد يكون سلبيا على المعنويات العالمية تجاه الذهب، حتى لو لم يكن الطلب الصيني هو المحرك الرئيسي للصعود الأخير.
وقال أدريان آش، مدير الأبحاث في شركة "بوليون فولت"، إن "التغييرات الضريبية في أكبر دولة مستهلكة للذهب في العالم ستؤثر سلبا على المعنويات العالمية".
وأضاف آش أن هذا الخبر قد يكون "موضع ترحيب" للمتعاملين الذين كانوا يأملون في حدوث "تصحيح أعمق" بعد الارتفاعات الحادة التي شهدها الشهر الماضي.
الصورة الكبيرة: 50% ارتفاعا منذ بداية العام
على الرغم من هذا الضغط الجديد، لا يزال الذهب مرتفعا بأكثر من 50% منذ بداية العام. فالعوامل الأساسية التي أشعلت هذا الصعود التاريخي، مثل الطلب القوي والمستمر من البنوك المركزية حول العالم وسعي المستثمرين الحثيث نحو الأصول الآمنة للتحوط من المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية، ما زالت قائمة وبقوة.
أداء بقية المعادن
في تعاملات يوم الاثنين، بقي مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري شبه مستقر. وشهدت المعادن النفيسة الأخرى تباينا في الأداء، حيث تراجعت أسعار الفضة بشكل طفيف، بينما ارتفعت أسعار البلاتين والبلاديوم.

            
0 تعليق