في بيان شديد اللهجة يتزامن مع الذكرى السنوية لوعد بلفور، وصفت فصائل المقاومة الفلسطينية الوعد التاريخي بأنه "جريمة لا يمكن أن تغتفر أو تسقط بالتقادم"، معتبرة إياه "بوابة الظلم والإجرام" التي فتحت الباب على مصراعيه لـ"الإبادة الصهيونية" المستمرة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
البيان، الذي صدر في ظل استمرار تداعيات الحرب والكارثة الإنسانية في غزة، لم يكتف بإدانة الماضي، بل ربط بشكل مباشر بين القوى التي منحت الوعد آنذاك، وبين من يوفرون الحماية والدعم للاحتلال اليوم.
خط مباشر من بلفور إلى حرب غزة
وفي هجوم لاذع، أكدت الفصائل أن "قوى الظلم والطغيان" التي ساهمت في تمرير وعد بلفور قبل أكثر من قرن، هي ذاتها التي تشارك اليوم بفعالية في حماية "الكيان الصهيوني" وقادته من أي ملاحقة أو محاسبة دولية.
واتهمت المقاومة هذه القوى، في إشارة واضحة للولايات المتحدة وبريطانيا، بالتجرد من الإنسانية، مشيرة إلى أنها "تمد الاحتلال بالسلاح والصواريخ التي يقتل بها المدنيون والأبرياء من أبناء شعبنا". وأضاف البيان أن هذا الدعم العسكري هو ما يسمح بسفك دماء الأطفال والنساء، وإبادة الأحياء السكنية بأكملها، وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع القيم والأخلاق وحقوق الإنسان التي "تتشدق بها" هذه الدول.
"طعنة غادرة".. الهجوم على التطبيع
شددت الفصائل على أن وعد بلفور سيظل "جرحا مفتوحا" في ذاكرة الأمة وكل أحرار العالم. وفي هذا السياق، اعتبرت أن "كل أشكال ومحاولات التطبيع" مع الكيان الصهيوني هي محاولة لـ"شرعنة وجوده".
ووصفت الفصائل هذه المحاولات بأنها "جريمة تاريخية كبرى"، و"طعنة غادرة في ظهر صمود شعبنا"، وخيانة صريحة لدماء الشهداء وتضحياتهم.
الوحدة والمقاومة كخيار استراتيجي
أكد البيان أن الشعب الفلسطيني، رغم عظم الأثمان والتضحيات، سيبقى "متجذرا وثابتا في أرضه"، وسيتصدى لكل "المؤامرات والمخططات الصهيوأمريكية" التي تهدف إلى اقتلاعه، مشددا على عدم التنازل عن "ذرة تراب واحدة".
ورأت الفصائل أن "الوحدة الوطنية" هي "ضرورة استراتيجية" والطريق الأمثل لتحرير فلسطين. ودعت كافة مكونات الشعب الفلسطيني إلى بذل الجهود لتحقيق هذه الوحدة على أساس "الشراكة الوطنية"، مؤكدة أن الوحدة الحقيقية تعني شراكة في الهدف والمواجهة عبر "المقاومة المشتركة".
وفي هذا الإطار، جددت المقاومة تمسكها "بكل أشكالها، وفي مقدمتها المقاومة المسلحة"، كوسيلة لمواجهة "جرائم الاحتلال البشعة" وحتى دحر العدوان بشكل كامل.
واختتم البيان بدعوة أبناء الأمة وأحرار العالم إلى "مواصلة الضغط والحراك الجاد والفاعل والمتواصل"، مشيرا إلى أن مأساة الشعب الفلسطيني لا تزال مستمرة في ظل "تواطؤ غربي أمريكي كامل" في حرب الإبادة.

0 تعليق