عاجل

زهران ممداني.. أول مرشح لعمدة نيويورك من خلفية آسيوية أفريقية.. فيديو - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
دعا ممداني في أعقاب الحرب على قطاع غزة إلى "وقف غير مشروط للعنف الإسرائيلي ضد المدنيين"

أصبح السياسي الأمريكي زهران ممداني، من أصول هندية وأوغندية، شخصية محورية في المشهد السياسي لنيويورك بعد أن أصبح أول شخص من خلفية عرقية وثقافية محددة يترشح لمنصب عمدة المدينة في تاريخها.

وقد اشتهر ممداني بمواقفه التقدمية ودعمه القوي للتيار الاشتراكي الديمقراطي داخل الحزب الديمقراطي، إضافة إلى تأييده العلني للقضية الفلسطينية.

في عام 2021، انتخب ممداني عضوا في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك، ثم خاض عام 2024 سباق الترشح لمنصب عمدة المدينة، ليحقق فوزا مدويا في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. 

هذا الصعود السريع، المدعوم من شخصيات مثل بيرني ساندرز، أثار في المقابل انتقادات واسعة من جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل التي ترى في مواقفه تهديدا.

المولد والنشأة والتكوين العلمي:

ولد زهران كوامي ممداني يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول 1991 في العاصمة الأوغندية كمبالا، وانتقل مع عائلته وهو في سن الخامسة إلى مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا، ثم استقر في مدينة نيويورك الأميركية بعد عامين، ونال الجنسية الأميركية عام 2018.


ينحدر ممداني من عائلة ذات ثقل أكاديمي وفني؛ فهو نجل الأكاديمي الهندي محمود ممداني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا، والمخرجة الشهيرة ميرا ناير، صاحبة أفلام "ميسيسيبي ماسالا" و"زفاف في موسم الأمطار".

وقد تأثر ممداني بتجربة والده الفكرية وأعمال والدته الفنية، مما وجه بوصلته نحو "القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تمس الفئات المهمشة".

تلقى ممداني تعليمه الأولي في المدارس العامة بمدينة نيويورك، وتخرج في مدرسة برونكس الثانوية للعلوم، ثم حصل عام 2014 على البكالوريوس في الدراسات الأفريقية من كلية بودوين.

ويتقن ممداني لغات عدة، منها الإنجليزية والسواحيلية والهندية، مما ساعده في التواصل مع شريحة واسعة ومتنوعة من سكان منطقته.

وتزوج في عام 2025 من الفنانة التشكيلية السورية راما دواجي.

التحول من الفن إلى السياسة وبداية النشاط:

قبل دخوله عالم السياسة، نال ممداني شهرة واسعة في مجال موسيقى الراب واشتهر باسمه المستعار "السيد هيل".

 ثم انخرط مبكرا في العمل الميداني ونشط في الحملات التي تطالب بإصلاح قوانين السكن وإلغاء ديون الطلاب.

 عمل ممداني مستشارا في مجال منع حجز المساكن، وهي الوظيفة التي دفعته للترشح لمنصب عام، إذ أدرك أن أزمة السكن لم تكن حالة طبيعية بل "نتيجة سياسات متعمدة اتخذت على مر الزمن".

بدأ نشاطه السياسي في وقت مبكر؛ حيث شارك أثناء دراسته الثانوية في تأسيس أول فريق كريكيت في مدرسته، وكانت ممارسته السياسية آنذاك تقتصر على منشورات مطولة على فيسبوك.

وفي المرحلة الجامعية، شارك في تأسيس أول فرع لحركة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين"، وأسهم في تنظيم حملات وطنية بالتعاون مع منظمات تقدمية، هدفت إلى دعم مرشحين يساريين وتوسيع نطاق التأمين الصحي في الولايات المتحدة.

المواقف المتقدمة والانتقاد الشديد للاحتلال:

انضم ممداني عام 2017 إلى حركة "الاشتراكيون الديمقراطيون في أميركا"، وهي أكبر منظمة اشتراكية في البلاد، تسعى لترسيخ الحضور العلني للاشتراكية الديمقراطية في المجتمعات والسياسة الأميركية.

 وفي عام 2020، فاز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وأصبح عضوا في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك عن الدائرة 36 في منطقة أستوريا، ليكون ثالث شخص من خلفية محددة يتولى هذا المنصب.

عرف ممداني بانتقاده الشديد لسياسات إسرائيل، إذ وصف حربها على قطاع غزة بـ"الإبادة الجماعية".

 وفي عام 2021، كان أحد الأصوات القليلة في الجمعية التشريعية التي طالبت بوقف تمويل الشرطة التي تتعاون مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

 كما شارك في فعاليات مناصرة لفلسطين في نيويورك، وصوت لاحقا ضد تشريعات يرى أنها تقيد حرية التعبير الداعمة لحركة المقاطعة "بي دي إس".

ودعا ممداني في أعقاب الحرب على قطاع غزة إلى "وقف غير مشروط للعنف الإسرائيلي ضد المدنيين". 

وقال إن "العدالة لا يمكن أن تتحقق في نيويورك في وقت نغض فيه الطرف عن الظلم في فلسطين". وأكسبته هذه المواقف شعبية واسعة بين الناخبين في نيويورك، لكنها في المقابل أثارت انتقادات شديدة من جماعات ضغط مؤيدة للاحتلال.

سباق العمدة والفوز المثير للجدل:

في أكتوبر/تشرين الأول 2024، أعلن زهران ممداني ترشحه لمنصب عمدة مدينة نيويورك، ورفعت حملته الانتخابية شعار "نيويورك التي يمكن تحملها".

 وركزت الحملة على ثلاث أولويات رئيسية، هي وقف ارتفاع الإيجارات وتوفير وسائل نقل عام مجانية وفرض ضرائب على الشركات الكبرى لتمويل الخدمات الأساسية.

ويرى ممداني أن أزمة السكن في المدينة لم تعد مسألة ظرفية، إذ تجاوز متوسط إيجار شقة من غرفة واحدة عتبة 3500 دولار شهريا، مما يجعل مئات الآلاف من السكان مهددين بفقدان مساكنهم.

 وحذر ممداني في تصريحاته من أن "نيويورك أصبحت مدينة تعمل لخدمة الأغنياء، في وقت يطلب فيه من بقية السكان أن يكافحوا من أجل البقاء".

حظيت حملة ممداني الانتخابية بتأييد واسع من التيار الديمقراطي الاشتراكي داخل الحزب الديمقراطي، وخاصة من السيناتور بيرني ساندرز والنائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز.

في المقابل، أثار ترشح أول شخص من خلفية محددة لمنصب عمدة نيويورك "رعب الجماعات المؤيدة لإسرائيل" بحسب صحيفة هآرتس، وأخضع ممداني لتمحيص مكثف على خلفية مزاعم "معاداته للسامية"، في ظل وجود ما يقارب مليون يهودي في المدينة.

 وفي 25 يونيو/حزيران 2025، فاز ممداني في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لرئاسة بلدية نيويورك، بعد إقرار منافسه الرئيسي، حاكم الولاية السابق أندرو كومو بالهزيمة. 

وبعد فرز أكثر من 95% من الأصوات، تصدر ممداني السباق بنسبة تفوق 43% مقابل 36% لكومو.

0 تعليق