أعلن مجلس إدارة النادي الأرثوذكسي الأردني، أحد الأقطاب التاريخية لكرة السلة في المملكة، اعتذاره الرسمي عن المشاركة في دوري كرة السلة للرجال للموسم الرياضي القادم 2025-2026.
وفي بيان صحفي مفصل صدر اليوم، الأربعاء 29 أكتوبر 2025، أوضح النادي أن هذا القرار الصعب جاء "استنادا إلى جملة من الأسباب الجوهرية التي حالت دون توفر بيئة تنافسية عادلة ومنصفة"، مشددا على حرصه لصون حقوقه وسمعته العريقة.
وعدد البيان نقاط رئيسية اعتبرها الأسباب المباشرة وراء هذا الانسحاب، والتي تمس جوهر العمل الإداري والفني للاتحاد الأردني لكرة السلة.
1. الأخطاء التحكيمية المؤثرة
وضع النادي الأخطاء التحكيمية في مقدمة أسبابه، معتبرا إياها عاملا مباشرا في التأثير على عدالة المنافسة. وأوضح البيان أن الموسم المنصرم "شهد سلسلة من الأخطاء التحكيمية المؤثرة التي كان لها انعكاس مباشر على نتائج المباريات"، وتحديدا تلك التي خاضها الأرثوذكسي، مشيرا إلى "قرارات مجحفة وغير منصفة". وأكد البيان أنه "رغم التقدم باعتراضات رسمية مدعومة بالوقائع والمشاهدات، لم يتخذ أي إجراء تصحيحي أو تأديبي من قبل الاتحاد" بحق المسؤولين، الأمر الذي "أفقد الأندية الثقة في نزاهة منظومة التحكيم وحيادها".
2. تضارب المصالح في هيكل الاتحاد
وجه النادي انتقادات جوهرية لما أسماه "تضارب المصالح" في عملية صنع القرار داخل الاتحاد
أشار البيان إلى أن مجلس إدارة الاتحاد "يتكون في تشكيله الحالي من رؤساء أندية مشاركة فعليا في الدوري" (بعد استقالة الرئيس والأعضاء المعينين)، معتبرا هذا "تعارضا واضحا مع مبدأ الحياد المؤسسي". وأكد النادي أن هذا الوضع أدى إلى قرارات "تخدم مصالح أندية بعينها على حساب العدالة"
وانتقد البيان أيضا "شغل الأمين العام للاتحاد لمنصب رئيس أحد الأندية المشاركة"، واصفا إياه بأنه "إخلال بمبدأ الحياد وتضارب مباشر في المصالح"، مما يثير الشكوك حول نزاهة القرارات وموضوعيتها.
3. ضعف المنظومة الفنية وتجاهل الأندية
انتقد الأرثوذكسي بشدة "ضعف المنظومة الفنية والإدارية" للاتحاد، وغياب أي رؤية تطويرية واضحة للعبة.
4. الأعباء المالية وإغفال حقوق اللاعبين
أشار البيان إلى معاناة الأندية من "أعباء مالية كبيرة وغير مبررة" ناتجة عن شروط التعاقد مع اللاعبين الأجانب ورسوم التسجيل، في ظل افتقار معظم الأندية للموارد الكافية. وأضيف إلى ذلك "غموض اللوائح" والتأخر في الكشف عنها، مما يخالف مبدأ النزاهة التنافسية.
أخيرا، اتهم النادي الاتحاد بـ "إغفال حقوق النادي واللاعبين"، عبر "عدم إيلاء الاهتمام الكافي لسلامة الملاعب والمرافق الرياضية"، بالإضافة إلى غياب "تنظيمية واضحة لانتقالات اللاعبين"، خاصة في الفئات العمرية الصغيرة، مما "أدى إلى ضياع حقوق الأندية في رعاية وتطوير لاعبيها".
موقف نهائي.. والباب مفتوح للحوار
واختتم النادي الأرثوذكسي بيانه بالتأكيد على أن قرار الاعتذار هو "وسيلة للتعبير عن الرفض القاطع لأي ممارسات فردية أو تنظيمية ارتكابية"، وأنه "موقف مسؤول يهدف إلى حماية نزاهة كرة السلة الأردنية وضمان مستقبلها العادل". وشدد النادي على احتفاظه "بحقه الكامل في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن حقوقه ومصالحه أمام الجهات المختصة"، مؤكدا في الوقت ذاته "استعداده الدائم للمشاركة في أي حوار وطني بناء يسعى إلى تطوير اللعبة على أسس من العدالة والشفافية واحترام الأندية كافة".

0 تعليق