4 جرائم قتل مُفجعة خلال أسبوع تقلق الشارع المصري - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
خبراء يحذرون من "تصاعد العنف وتغير السلوكيات".. ويربطون بين الضغوط الاقتصادية والنفسية وتأثير "السوشيال ميديا"

شهدت مصر خلال الأسبوع الماضي موجة عنف مروعة تمثلت في وقوع أربع جرائم قتل وصفها المجتمع بـ "المفجعة"، أثارت حالة من الذعر والقلق بين المواطنين، وأشعلت نقاشا واسعا حول أسباب تصاعد العنف وتغير السلوكيات الاجتماعية، وسط دعوات من خبراء وعلماء اجتماع لمعالجة هذه الظاهرة بشكل عاجل.

جرائم تهز المجتمع

تفاوتت طبيعة هذه الجرائم من حيث الموقع والأسلوب، لكنها اتفقت جميعها في مستوى العنف المفرط والبشاعة التي رافقتها:

ذبح زوجة في عين شمس: بدأت نيابة شرق القاهرة الكلية، الثلاثاء، تحقيقاتها في مقتل سيدة ذبحا بسكين على يد زوجها بمنطقة جسر السويس.

وتعود تفاصيل الحادثة إلى خلافات أسرية، حيث انفصلت الضحية عن زوجها بعد زواج دام ثلاثة أشهر فقط. وعثر على جثتها داخل شقتها مصابة بجرح ذبحي في الرقبة، فيما لا يزال الزوج هاربا حتى الآن.

تعذيب وقتل مالك عقار في المرج: أحالت نيابة شمال القاهرة، الثلاثاء، مستأجرا وزوجته للمحاكمة الجنائية بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

وقام المتهمان بتكبيل مالك العقار الذي يسكنان فيه بالحبال وتعذيبه حتى الموت، بل وفقأت عيناه، بهدف سرقة مسكنه، وذلك وفق أقوالهم بسبب "ظروفهما المادية الصعبة".

طفل يقتل ويقطع صديقه في الإسماعيلية: جريمة صادمة هزت الرأي العام، حيث قتل مراهق (13 عاما) صديقه (12 عاما) وقطع جسده إلى ستة أجزاء باستخدام منشار كهربائي وسكين، ووضع الأجزاء في أكياس بلاستيكية وتخلص منها في مكب نفايات.

وأفادت تحقيقات النيابة بأن المتهم أقدم أيضا على وضع قطعة من الجثة في الثلاجة ثم قام بطهيها، مما فاقم صدمة المجتمع من طبيعة العنف.

تسميم أم وأطفالها الثلاثة بالجيزة: شهدت الجيزة حادثة مأساوية أخرى، حيث اعترف مالك محل أدوية بيطرية بوضع مادة سامة في عصير امرأة كانت على علاقة سابقة به، ما أدى إلى وفاتها، قبل أن يقرر محاولة التخلص من أطفالها الثلاثة.

وأفاد التحقيق بأن أصغر الأطفال (6 سنوات) رفض شرب العصير فتسبب له في وضعه في مجرى مائي بإحدى الترع، في جريمة أثارت صدمة واسعة.

تحليل الخبراء: لماذا هذا العنف؟

يرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن تنوع الجرائم وتطورها إلى أشكال أكثر بشاعة يعكس "انهيارا سلوكيا وأخلاقيا لدى بعض الأفراد"، مشيرا إلى "تغير النمط السلوكي في المجتمع المصري نحو المزيد من العنف في العلاقات الاجتماعية".

وأوضح فرويز، في تصريحات لـ"الشرق الأوسط"، أن انتشار العنف مرتبط بالضغوط النفسية الناتجة عن ظروف الحياة اليومية، والانفتاح غير المدروس على وسائل التواصل الاجتماعي، وما تسهم فيه هذه المنصات من نشر سلوكيات عنيفة وأفكار متطرفة بين فئة الشباب.

بدوره، ربط الدكتور سعيد صادق، أستاذ الاجتماع السياسي، بين تصاعد العنف والضغوط الاقتصادية، مؤكدا أن "الأوضاع المالية الصعبة تجعل الإنسان أكثر عرضة للتصرف بعنف، لأنه لا يجد منفذا سليما للتنفيس عن غضبه". وأضاف أن مثل هذه الظروف تؤدي إلى ظهور سلوكيات عدوانية تصل أحيانا إلى ارتكاب جرائم قتل مروعة.


دعوات للمعالجة

وسط هذه الجرائم المروعة، دعا الخبراء إلى التحرك العاجل لمعالجة أسباب العنف، وضرورة إجراء دراسات اجتماعية معمقة لفهم دوافع الجناة وطرق الوقاية منها.

كما طالبوا بإطلاق حملات توعية ميدانية وإعلامية تستهدف الأطفال والشباب والأسر، لرفع الوعي حول مخاطر السلوكيات العدوانية وتعزيز مهارات ضبط النفس وحل النزاعات بطرق سلمية.

وأشار الخبراء إلى أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب تكاملا بين الدولة، والقطاع التعليمي، والمؤسسات الدينية والمجتمع المدني، بهدف الحد من انتشار العنف وحماية النسيج الاجتماعي من التأثر بهذه الجرائم.

وأجمع المحللون على أن هذه الجرائم المروعة تمثل "صرخة تحذيرية" لمجتمع يعاني من ضغوط اقتصادية ونفسية واجتماعية، وأن التعامل معها بشكل عاجل قد يحد من تفاقم العنف ويحافظ على الأمن المجتمعي.

0 تعليق