أعلن كيان الاحتلال الإسرائيلي أنه يدرس حاليا خمسة خيارات بديلة للرد على ما وصفه بـ"مماطلة" حركة حماس في تسليم رفات المحتجزين المتبقين في قطاع غزة.
ويأتي هذا التطور في وقت حساس، حيث يرتبط أي تحرك عسكري أو ميداني جديد في القطاع بالحصول على "ضوء أخضر" من الإدارة الأميركية، مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار الحالي.
يشهد قطاع غزة تصعيدا متواصلا على الصعيد السياسي والميداني، مرتبطا بملف رفات المحتجزين الإسرائيليين المحتجزين منذ الحرب السابقة.
فقد بدأ تنفيذ ما يعرف إعلاميا بـ"خطة ترمب" لغزة في 10 أكتوبر الجاري، والتي تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة بعض الحقوق الإنسانية، بما فيها تسليم جثامين الأسرى.
ورغم إعلان مكتب رئيس وزراء الاحتلال مساء الاثنين تسلم رفات محتجز إسرائيلي جديد عبر الصليب الأحمر، ليصل العدد الإجمالي للجثامين المؤكدة إلى 16، لا تزال هناك 12 جثة متبقية في القطاع بحسب تقديرات تل أبيب.
وتتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلية حركة حماس بأنها تعرف مكان ثمانية منها على الأقل، وتماطل في تسليمها رغم الاتفاقيات السابقة.
وتؤكد المصادر الأمنية للاحتلال الإسرائيلي أن هذا التعثر يعتبر من أبرز العقبات أمام تثبيت الاستقرار في القطاع، ويثير مخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار إذا لم تحل المسألة قريبا.
الخيارات المطروحة لدى الاحتلال
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن الخبراء العسكريين في تل أبيب يناقشون حاليا خمسة سيناريوهات محتملة:
توسيع نطاق السيطرة الميدانية في غزة لضمان الوصول إلى مناطق يحتمل وجود الجثث فيها.
التصعيد العسكري عبر ضربات محددة أو شن عمليات برية ضد مواقع حماس.
إنهاء اتفاق وقف إطلاق النار إذا استمر ما تعتبره "إسرائيل" "مماطلة".
تنفيذ عمليات خاصة لانتشال رفات المحتجزين باستخدام وحدات نخبوية من الجيش الإسرائيلي.
الضغط الدبلوماسي على حماس من خلال الوساطة الدولية والإقليمية، خصوصا عبر مصر والأمم المتحدة.
وتؤكد مصادر للاحتلال أن أي خيار ميداني واسع لن يتم تنفيذه قبل الحصول على دعم كامل من الإدارة الأميركية، لتجنب أي تداعيات سياسية أو عسكرية غير محسوبة على الأرض.
من جانبها، أكدت حركة حماس أنها تبذل جهودا للوصول إلى جثث المحتجزين ، مشيرة إلى أن العملية "معقدة للغاية" بسبب الركام الهائل الناتج عن سنتين من الحرب المتواصلة، بالإضافة إلى مقتل العناصر المسؤولة عن المحتجزين خلال العمليات السابقة. وأوضحت الحركة أن تسليم الرفات يحتاج إلى تنسيق دقيق مع الجهات الدولية، بما فيها الصليب الأحمر، لضمان سلامة العمل الميداني.
الجهود الميدانية الحالية
في خطوة مؤقتة لتسهيل عملية البحث عن الجثث، سمح الاحتلال أمس بدخول فريق فني مصري إلى القطاع، مزود بجرافات وشاحنات للعمل مع الصليب الأحمر في البحث عن مواقع محتملة للرفات "وراء الخط الأصفر"، وهي المنطقة التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية بموجب بنود خطة ترامب.
وتؤكد المصادر الميدانية أن هذا التدخل يسمح بالوصول إلى مواقع يصعب على المدنيين والعاملين محليا الوصول إليها، ولكنه مرتبط بالكامل بتنسيق مسبق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي لضمان عدم وقوع اشتباكات أو حوادث.
يرتبط المسار الميداني بشكل مباشر بالقرار السياسي في واشنطن.
فبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رغم أن الاحتلال يدرس توسيع سيطرته العسكرية في غزة كإجراء عقابي محتمل، إلا أنه لن ينفذه قبل الحصول على الضوء الأخضر الأميركي بعد انتهاء المهلة التي حددها الرئيس ترمب.
ويعد الوضع الحالي حساسا للغاية، حيث تحدد الأيام المقبلة مدى استقرار وقف إطلاق النار في القطاع، ويحدد أيضا إذا ما كانت إسرائيل ستلجأ إلى التصعيد العسكري أو تكتفي بالخيارات الدبلوماسية والميدانية المحدودة، في ظل محاولات الوساطة المصرية والدولية لاحتواء الأزمة.

0 تعليق