قال مدير مجموعة "ريماركس" لتحليل العنف السياسي مراد بطل الشيشاني إن الإقليم "لم يشهد هدوءا حقيقيا خلال العقود الثلاثة الماضية"، مشيرا إلى أن نوبات العنف تتصاعد بوتيرة متسارعة منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، وصولا إلى العدوان الأخير على غزة.
وأوضح الشيشاني خلال استضافته في برنامج نبض البلد، أن "شروط استمرار العنف ما زالت قائمة، لكن هناك رغبة دولية واضحة لتهدئة الأوضاع"، لافتا إلى أن المنطقة والعالم يشهدان بؤر توتر متعددة تشمل غزة والضفة الغربية وسوريا، إضافة إلى تعقيدات العلاقات العراقية الإيرانية، والصراع الروسي الأوكراني، والحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
الصين تتمدد اقتصاديا.. وتبقى محدودة سياسيا
وأشار الشيشاني إلى وجود "خط غير مرئي بين الخوف والتخويف من الصين بالنسبة للولايات المتحدة"، مبينا أن التمدد التجاري الصيني يهدد حجم الاقتصاد الأمريكي بشكل متزايد.
وأضاف أن الصين "تمد نفوذها في أقاصي الأرض اقتصاديا"، لكنها ما تزال محدودة التأثير سياسيا، في وقت يراوح فيه الصراع الأوكراني مكانه مع استمرار التمدد الروسي في مناطق عدة داخل أوكرانيا.
كما أشار إلى أن محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إنهاء الصراع دون انسحاب روسي فعلي من الأراضي المحتلة تواجه رفضا أوكرانيا واضحا.
تحولات عسكرية في سياسة الاحتلال بعد غزة
وفي ما يتعلق بالوضع في غزة، أكد الشيشاني أن العدوان الأخير كشف عن تحول في السياسة العسكرية للاحتلال، موضحا أن تل أبيب انتقلت "من نهج كانت تسميه دفاعي إلى استراتيجية هجومية" تمثلت في غارات على إيران والدوحة، ضمن محاولتها إعادة صياغة قواعد الاشتباك في المنطقة.
الشوبكي: الاحتلال هو العنصر الأساسي لاشتعال الإقليم
من جانبه، قال أستاذ النظرية السياسية الدكتور عبد الرحيم الشوبكي إن هناك ضغوطا دولية وإقليمية لعودة الهدوء إلى المنطقة، لكنه شدد على أن "العنصر الأساسي الذي يشعل الإقليم هو كيان الاحتلال الإسرائيلي".
وأوضح الشوبكي خلال استضافته في برنامج نبض البلد أن تل أبيب تسعى إلى تحسين وضعها الأمني الإقليمي باستخدام الدعم الأمريكي، وتواصل "خرق الاتفاق مع حزب الله وقصف لبنان في محاولة لنزع سلاحه"، إضافة إلى "تدخلاتها المتكررة في السيادة السورية".
وأشار إلى أن اليمن دخل على خط الصراع بطرف مدعوم من إيران في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ما يجعل المنطقة بأكملها رهينة لتجاذبات النفوذ الإقليمي والدولي.

0 تعليق