أعلنت الإدارة العسكرية في العاصمة الأوكرانية كييف، اليوم الأحد، أن 14 شخصا، بينهم أربعة أطفال، أصيبوا بجروح مختلفة جراء هجوم جوي روسي استهدف المدينة خلال ساعات الليل الأولى، ما أدى إلى أضرار مادية في عدد من المباني السكنية والبنى التحتية المدنية.
وذكرت الإدارة، في بيان نشر عبر تطبيق "تيليغرام"، أن جميع المصابين يتلقون المساعدة الطبية اللازمة، مشيرة إلى أنه تم نقل عدد منهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، بينما تلقى آخرون إسعافات ميدانية في موقع الحادث.
وأكدت أن فرق الطوارئ والإسعاف والدفاع المدني هرعت إلى أماكن الانفجارات فور سماع دويها، وعملت طوال الليل على إخماد الحرائق وإزالة الأنقاض من الشوارع.
وأوضح رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، في تصريحات منفصلة صباح الأحد، أن الانفجارات تسببت بأضرار جسيمة في "مبنيين سكنيين شاهقين" في أحد الأحياء الغربية من العاصمة، فضلا عن تحطم واجهات عدد من المحال التجارية القريبة.
وأضاف أن الهجوم خلف مشاهد من "الفوضى والهلع" بين السكان، حيث استيقظ كثيرون على أصوات الانفجارات المتتالية وصفارات الإنذار التي استمرت لوقت طويل.
وأشار كليتشكو إلى أن قوات الدفاع الجوي الأوكرانية تمكنت من إسقاط عدد من الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقتها القوات الروسية، إلا أن "حطامها المتساقط" أدى إلى اندلاع حرائق في بعض المباني، ما تسبب بمعظم الإصابات التي سجلت بين المدنيين، بما في ذلك أربعة أطفال كانوا داخل شققهم لحظة وقوع الانفجار.
ولم توضح السلطات الأوكرانية بعد ما إذا كان القصف قد استهدف مواقع عسكرية داخل كييف بشكل مباشر، أم أنه كان جزءا من الهجمات الجوية الواسعة التي تشنها روسيا على المدن الأوكرانية منذ أسابيع.
غير أن الإدارة العسكرية أكدت أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد نوع الأسلحة المستخدمة ومسارها، مشيرة إلى أن أغلب الأضرار ناجمة عن "انفجارات ثانوية" سببتها شظايا صواريخ تم اعتراضها في الجو.
وبحسب بيان القوات الجوية الأوكرانية، فقد استمر إنذار الغارات الجوية في العاصمة والمناطق المحيطة بها لمدة تجاوزت ساعة ونصف الساعة، بدأ عند حوالي الحادية عشرة مساء بالتوقيت المحلي، وانتهى في حدود الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل بتوقيت غرينتش، بعدما أعلنت الدفاعات الأوكرانية انتهاء التهديد الجوي.
وخلال هذه الفترة، لجأ آلاف السكان إلى الملاجئ ومحطات المترو تحت الأرض التي تحولت منذ بداية الحرب إلى ملاذ آمن من القصف الروسي المتكرر.
وشهدت كييف، خلال الأسابيع الأخيرة، ارتفاعا ملحوظا في وتيرة الهجمات الروسية بالطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة، في الوقت الذي تواصل فيه موسكو الضغط العسكري على الجبهات الشرقية والجنوبية من البلاد.
وتقول السلطات الأوكرانية إن معظم هذه الهجمات تستهدف منشآت الطاقة والبنى التحتية الحيوية في محاولة لإضعاف قدرة البلاد على الصمود خلال فصل الشتاء القادم.
وفي المقابل، تنفي روسيا استهداف المدنيين، وتؤكد أن عملياتها العسكرية تقتصر على ما تصفه بـ"الأهداف الاستراتيجية والعسكرية"، وهو ما تنفيه كييف والدول الغربية، معتبرة أن الهجمات المتكررة على المدن الأوكرانية تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني.
ويأتي هذا الهجوم الجديد ليعيد إلى الأذهان الليالي العصيبة التي عاشتها كييف في الأشهر الأولى من الحرب، حين كانت العاصمة هدفا دائما للصواريخ الروسية.
ومع دخول الصراع عامه الرابع منذ الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022، تستمر الخسائر البشرية والمادية في الارتفاع، وسط غياب أي مؤشرات حقيقية على قرب التوصل إلى تسوية سياسية أو وقف شامل لإطلاق النار.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فقد أدت الحرب حتى الآن إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين، وتدمير مئات المرافق السكنية والخدمية في مختلف أنحاء أوكرانيا، فيما يواجه الملايين من السكان ظروفا إنسانية صعبة بسبب انقطاع الكهرباء والتدفئة ونقص المواد الغذائية في بعض المناطق.
ومع تصاعد الهجمات الجوية مجددا على العاصمة، دعت السلطات الأوكرانية السكان إلى الالتزام بإجراءات السلامة، وعدم تجاهل صفارات الإنذار أو التحذيرات الرسمية، مشددة على أن أنظمة الدفاع الجوي تعمل بكامل طاقتها، وأن أي تهاون قد يعرض حياة المدنيين للخطر.

0 تعليق