هيبة الدولة ورمزية القيادة.. ماذا يكشف الزي الملكي والمراسم في يوم خطاب العرش؟ - الأول نيوز

مع استعداد المملكة الأردنية الهاشمية لافتتاح الدورة العاديةالثانية لمجلس الأمة يوم الأحد 26 تشرين أول 2025، تتجه الأنظار ليس فقط إلى مضمون خطاب العرش السامي الذي يلقيه جلالة الملك عبدالله الثاني، بل أيضا إلى المراسم الملكية العريقة والزي الخاص الذي يرتديه جلالته في هذه المناسبة الدستورية الهامة.

فهذا الزي، بما يحمله من دلالات ورموز، ليس مجرد لباس بروتوكولي، بل هو تجسيد لهيبة الدولة، وعمق التقاليد العسكرية، ودور الملك كقائد أعلى للقوات المسلحة.

لباس العرش.. مظهر سيادي وبساطة مهيبة

يتميز الزي الذي يرتديه جلالة الملك في مناسبتين فقط – يوم الجلوس على العرش ويوم إلقاء خطاب العرش – بمزيج فريد من البساطة والجمال، يعبر في الوقت ذاته عن الفخامة والهيبة.

يعتبر هذا اللباس مظهرا سياديا للدولة، وينسجم مع الاستحقاقات الدستورية التي تؤكد على مؤسسية الدولة ونظام الحكم النيابي الملكي الوراثي.

يتوفر لباس العرش بلونين رئيسيين: الأسود الذي يتم ارتداؤه في فصل الشتاء، والأبيض المخصص لفصل الصيف، مما يعكس مراعاة البروتوكول للظروف المناخية مع الحفاظ على الوقار الرسمي.

البدلة العسكرية.. رمزية القائد الأعلى

عادة ما يرتدي جلالة الملك البدلة العسكرية الرسمية خلال خطاب العرش. هذا الاختيار ليس عشوائيا، بل يحمل رمزية عميقة:

التقاليد العسكرية: يعكس الزي العسكري الجذور والتقاليد العسكرية الراسخة للدولة الأردنية والجيش العربي.

دور القائد الأعلى: يؤكد على دور جلالة الملك الدستوري كقائد أعلى للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي.

الوحدة والتراث: يعزز اختيار هذا الزي فكرة ارتباط القيادة الهاشمية بدورها المحوري في الحفاظ على أمن الوطن ووحدة الشعب وتراث المملكة.

الأوسمة والنياشين.. تاريخ من الخدمة والتكريم

تزين البدلة العسكرية مجموعة من الأوسمة والنياشين التي لا تضفي فقط لمسة من الفخامة، بل تروي قصة وتاريخا:

المكانة الرسمية: تبرز المكانة الرسمية لجلالة الملك.

تاريخ العائلة المالكة: تعكس تاريخ العائلة الهاشمية وإرثها الطويل في خدمة الوطن والأمة.

التكريم الوطني والدولي: تشمل أوسمة تمثل أعلى درجات التكريم الوطني، بالإضافة إلى أوسمة دولية تعكس مكانة الأردن وعلاقاته المتميزة.

الموكب الأحمر.. تقليد ملكي راسخ

ينتقل جلالة الملك إلى مبنى مجلس الأمة محاطا بالموكب الأحمر المهيب، وهو تقليد ملكي عريق يمتد منذ تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية .

يجسد الموكب مزيجا من الانضباط العسكري والأصالة الأردنية، بلباس فرسانه العسكري، والخيل، والشماغ الأحمر، والمركبات العسكرية الكلاسيكية المكشوفة الحمراء، والدراجات النارية. ويرمز اللون الأحمر في الموكب إلى راية الهاشميين التاريخية.

استعراض حرس الشرف.. تحية الانضباط والولاء

فور وصول جلالته إلى باحة مجلس الأمة، تعزف موسيقات القوات المسلحة السلام الملكي، ويقوم جلالته باستعراض حرس الشرف.

وهو تقليد رسمي يعكس الاحترام والولاء للقائد الأعلى.

يرتدي أفراد حرس الشرف الزي العسكري التقليدي المميز بالشماغ الأحمر، ويصطفون في تشكيلات منظمة، مؤدين خطوات عسكرية دقيقة تعبر عن الانضباط والاحترافية العالية للجيش العربي.

بعد إتمام هذه المراسم الرسمية المهيبة، يدخل جلالة الملك إلى قبة البرلمان لإلقاء خطاب العرش السامي، إيذانا بافتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة، بحضور أعضاء مجلسي الأعيان والنواب وهيئة الحكومة، ليبدأ بذلك فصل تشريعي جديد تحت ظل القيادة الهاشمية.