الذهب يتراجع عن قممه مع بدء عمليات جني الأرباح وهدوء التوترات الجيوسياسية - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
لا تزال الأسواق تستوعب التصريحات الحذرة التي أدلى بها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي ويتحرك الذهب اليوم في نطاق يومي واسع يعكس حالة التقلب في الأسواق

شهدت أسعار الذهب الفورية تراجعاً ملحوظاً في تداولات الأربعاء، مبتعدة عن القمم التاريخية التي سجلتها مؤخراً، في حركة تصحيح متوقعة بعد موجة صعود قياسية.

ويأتي هذا التراجع، الذي يُنظر إليه على أنه "صحي" للسوق، كنتيجة مباشرة لالتقاط الأنفاس بعد ارتفاعات متتالية، وتأثراً بعاملين رئيسيين: انخفاض حدة المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتأثير التصريحات الحذرة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

انخفضت العقود الفورية للذهب بنسبة 0.33%، لتستقر عند مستوى 4,112.12 دولاراً للأوقية، مسجلة خسارة قدرها 13.50 دولار.


ويأتي هذا الهبوط كأول حركة تصحيح واضحة بعد أن وصل المعدن الأصفر إلى مستويات قياسية تجاوزت 4,300 دولار للأوقية في وقت سابق.

ويتحرك الذهب اليوم في نطاق يومي واسع يعكس حالة التقلب في الأسواق، حيث وصل إلى 4,132.22 دولار في أعلى مستوياته، بينما هبط إلى 4,004.34 دولار في أدنى مستوياته.

هذا النطاق الواسع يشير إلى بدء عمليات جني أرباح مكثفة من قبل المستثمرين الذين استفادوا من موجة الصعود الكبيرة.

الأسباب الرئيسية للتراجع الحالي:

انحسار المخاطر الجيوسياسية:

يرى المحللون أن السبب الرئيسي لبدء هذا التصحيح هو انخفاض حدة المخاطر الجيوسياسية، التي كانت المحرك الأكبر لدعم صعود الذهب.

فمع نجاح "قمة شرم الشيخ للسلام" التي رعاها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والإعلان الرسمي عن إنهاء الحرب في قطاع غزة، بدأت شهية المخاطرة تعود تدريجياً إلى الأسواق العالمية.

وكان الذهب قد اكتسب "علاوة مخاطر" كبيرة خلال العامين الماضيين بسبب الصراع. ومع توقيع الاتفاق، بدأ المستثمرون في تسييل مراكزهم في الملاذات الآمنة (الذهب) والعودة إلى الأصول ذات المخاطر العالية.

هذا الهدوء النسبي قلل من حاجة المستثمرين للاندفاع نحو المعدن الأصفر، مما أتاح الفرصة لعمليات بيع واسعة لجني الأرباح.

تأثير تصريحات جيروم باول (الفيدرالي الأمريكي):

يضاف إلى ذلك، لا تزال الأسواق تستوعب التصريحات الحذرة التي أدلى بها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الأسبوع الماضي. فقد أكد باول أن المعركة ضد التضخم لم تنتهِ وأن خفض أسعار الفائدة قد لا يكون وشيكاً كما كانت تأمل الأسواق.

هذه التصريحات أبقت على قوة الدولار الأمريكي. وبما أن الذهب مُسعّر بالدولار، فإن قوة العملة الخضراء تجعل المعدن الثمين أكثر تكلفة للمشترين حول العالم، مما يضغط على الطلب نزولاً.

علاوة على ذلك، فإن استمرار أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول يزيد من "تكلفة الفرصة البديلة" للاحتفاظ بالذهب، وهو أصل لا يدر عائداً، مقارنة بالسندات التي تقدم فوائد مجزية.

هل انتهى الاتجاه الصاعد؟

على الرغم من هذا التراجع قصير المدى، والذي يُعتبر صحياً بعد الارتفاعات الكبيرة، يرى غالبية المحللين أن الاتجاه العام للذهب لا يزال قوياً على المدى الطويل.

فالتحديات الاقتصادية العالمية، ومستويات الديون الحكومية الهائلة (خاصة في الولايات المتحدة)، واستمرار البنوك المركزية حول العالم في شراء الذهب وتنويع احتياطياتها بعيداً عن الدولار، كلها عوامل هيكلية تبقي المعدن الأصفر كعنصر أساسي في محافظ المستثمرين.

يترقب المتداولون الآن صدور بيانات اقتصادية أمريكية جديدة، خاصة مؤشرات التضخم وسوق العمل، لقياس الخطوة التالية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وستحدد هذه البيانات ما إذا كان التراجع الحالي مجرد استراحة لالتقاط الأنفاس قبل مواصلة الصعود، أم بداية لتصحيح أعمق يختبر مستويات الدعم القوية التي بناها الذهب خلال الأشهر الماضية.

0 تعليق