الأمم المتحدة: خطة واسعة لإعادة الحياة لغزة تبدأ بإدخال الخبز والخيام
وصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، حجم الدمار في قطاع غزة بأنه "لا يمكن تصديقه"، مؤكداً أن "كل شيء سُوِي بالأرض".
وكشف غريفيث عن خطة أممية عاجلة وشاملة لمدة 60 يوماً لمواجهة الكارثة الإنسانية في القطاع، والتي تهدف إلى تقديم المساعدات الأساسية وإعادة الحياة تدريجياً للمناطق المتضررة.
وأوضح المسؤول الأممي أن الخطة بدأت بالفعل، مشيراً إلى أن نجاحها يعتمد على استمرار تدفق المساعدات الإنسانية وتسهيل عمل الفرق العاملة على الأرض، وسط تحديات كبيرة تتعلق بالبنية التحتية المدمرة وندرة الموارد.
وأضاف أن الوضع الراهن في غزة يتطلب "جهوداً مكثفة ومنسقة بين جميع الشركاء الدوليين والمحليين"، لتجنب تفاقم الأزمة الإنسانية. وفقا لـ"الجزيرة".
خطة أممية واسعة من 3 محاور عاجلة
كشف غريفيث أن الأمم المتحدة وضعت خطة طوارئ لمدة 60 يوماً ترتكز على عدة محاور عاجلة، تبدأ بضمان دخول المساعدات الإنسانية الأساسية إلى القطاع. وأوضح أن الأولويات الفورية تتضمن:
توفير المواد الغذائية الأساسية والخبز، لتأمين الغذاء اليومي لعشرات آلاف الأسر التي فقدت مصادر رزقها.
إدخال الخيام والملاجئ المؤقتة لإيواء آلاف الأسر التي دُمرت منازلها بالكامل، مع التركيز على حماية النساء والأطفال.
تأمين المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، لضمان منع تفشي الأمراض وحماية صحة السكان في ظل ظروف ميدانية صعبة.
وأشار غريفيث إلى أن هذه المحاور تمثل "الخطوة الأولى" في خطة أوسع لإعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية، بما يشمل المستشفيات والمدارس، التي وصفها بأنها "عصب الحياة لأي مجتمع".
إعادة الحياة والخدمات الأساسية
وأوضح المسؤول الأممي أن الخطة تتضمن أيضاً العمل على إعادة تشغيل المستشفيات المتضررة وتزويدها بالأدوية والمعدات الطبية اللازمة، فضلاً عن إعادة فتح المدارس لضمان استمرارية التعليم للأطفال الذين عانوا من النزوح والخسارة.
وأضاف أن "المرحلة الأولى للإنعاش ستستمر 60 يوماً، لكنها مجرد بداية لمسار طويل لإعادة إعمار غزة بالكامل".
وأكد غريفيث على أن عملية الإغاثة لن تقتصر على توزيع المواد الأساسية فحسب، بل تشمل برامج دعم نفسي واجتماعي للمتضررين، لمساعدتهم على التعامل مع الصدمات النفسية والخسائر التي لحقت بهم خلال العمليات العسكرية الأخيرة.
تحديات ومهام مستقبلية
و شدد وكيل الأمين العام على أن حجم الكارثة الإنسانية في غزة يتطلب "جهوداً جبارة"، مؤكداً أن فريق الأمم المتحدة يعمل على تنسيق كل الجهود لضمان وصول المساعدات بشكل آمن وفعال.
وقال غريفيث: "نحتاج إلى كثير من المهام لإعادة بناء غزة، وهذا المسار طويل ويتطلب التزاماً مستداماً من جميع الشركاء الدوليين".
وتأتي تصريحات المسؤول الأممي في وقت يشهد فيه القطاع تحديات كبيرة تتعلق بتدمير المنازل، وانقطاع الخدمات الأساسية، ونقص المواد الغذائية والمياه، مما يجعل خطة الـ60 يوماً أمراً حاسماً لتخفيف المعاناة الإنسانية وضمان استقرار حياة السكان في المدى القريب.
0 تعليق