Published On 18/10/202518/10/2025
|آخر تحديث: 10:16 (توقيت مكة)آخر تحديث: 10:16 (توقيت مكة)
لم يكن قرار دانييل إيك، المؤسس المشارك لشركة "سبوتيفاي"، بالتنحي عن منصب الرئيس التنفيذي مفاجئا بقدر ما كان لافتا شكل القيادة الجديد الذي ستتبناه الشركة اعتبارا من يناير/كانون الثاني 2026، حيث سيتقاسم المنصب كلّ من أليكس نورستروم وغوستاف سودرستروم في نموذج إدارة مشترك برأسين.
ورغم أن هذا الأسلوب يبدو نادرا، فإن تقرير مجلة "فوربس" يؤكد أن ظاهرة "المديرين التنفيذيين المزدوجين" أصبحت أكثر شيوعا في عالم الأعمال المعاصر.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listبين تعقيد الأسواق وتعدد الزوايا
وتوضح "فوربس" أن جزءا من انتشار هذا النموذج يعود إلى التحدي المتمثل في خلافة شخصيات كاريزمية قادت شركاتها لعقود، مثل ريد هاستينغز في نتفليكس ولاري إليسون في أوراكل وهوارد لتنيك في بي جي سي.

وترى المجلة أن تولي شخص واحد زمام القيادة بعد هؤلاء قد يكون عبئا صعبا، خاصة في عالم يتزايد فيه التعقيد الإداري والضغوط العالمية، مما يجعل توزيع القيادة خيارا منطقيا لضمان التنوع في الرؤى وصنع القرار.
ويقول شون وينديت، أحد المديرين الثلاثة في "بي جي سي"، في مقابلة مع الكاتب روجر تراب لمجلة "فوربس"، إن النجاح في هذا النموذج يكمن في تنوع الخلفيات: "نحن نأتي من بلدان مختلفة، ولدينا أساليب إدارة مختلفة، وكل واحد منا يضيف شيئا فريدا، وهذا ما يجعل التجربة ناجحة".
أما في سبوتيفاي، فيُنظر إلى الشريكين الجديدين سودرستروم ونورستروم بوصفهما مكملين لبعضهما، إذ يتخصص الأول في التكنولوجيا، في حين يركّز الثاني على التسويق وبناء العلاقات مع المستخدمين وفناني الموسيقى.
إعلان
وفي مقابلة نشرها موقع ميوزيك بيزنس وورلدوايد نقلتها "فوربس"، قال نورستروم: "لدينا مجالات مختلفة من الخبرة، لكن الأهم أننا نتعامل مع كل شيء معا. هناك احترام متبادل بيننا ومعرفة تامة بمجالات عمل بعضنا البعض".
نماذج القيادة المتعددة تتفق على مبدأ واحد: الغاية المشتركة أهم من المكاسب الفردية
ثقافة الإدارة الثنائية
توسع التقرير في تحليل النموذج السويدي من خلال تجربة شركة "0 تو 9" للتكنولوجيا المالية في ستوكهولم، التي يتقاسم قيادتها منذ مايو/أيار 2025 كل من تورد توبشولم وجيسيكا هولتسباخ.
يقول توبشولم في مقابلة مع "فوربس": "هذا الأسلوب مرتبط بالثقافة السويدية غير الهرمية، القائمة على التوافق الجماعي. عليك أن تكون فعلا غير هرمي لتجعل هذا النظام يعمل".

أما هولتسباخ، التي كانت تدير شركات في ألمانيا سابقا، فترى في هذه الشراكة "نهجا أكثر إنسانية" شبيها بما هو معمول به في مكاتب المحاماة وشركات الاستثمار، حيث تُعد القيادة خدمة للشركة لا ترقية شخصية.
ويضيف توبشولم: "في كثير من المؤسسات يتسابق الناس على الوصول إلى المنصب الأعلى، لكنني لا أرى ذلك مكسبا، بل مجرد مهمة يجب أن يؤديها أحدهم".
الغاية قبل الأرباح
تختتم "فوربس" تقريرها بالإشارة إلى أن جميع هذه النماذج تتفق على مبدأ واحد: الغاية المشتركة أهم من المكاسب الفردية.
ويؤكد توبشولم وهولتسباخ في حديثهما أن دور القادة ليس السيطرة على الموظفين، بل تمكينهم من العمل ضمن رؤية واضحة: "تحقيق الأرباح لا يلهم الناس، لكن عندما تعطيهم هدفا مثل خلق مزيد من رواد الأعمال، فإن النجاح المالي يأتي كنتيجة طبيعية".
0 تعليق