غزة: عدم معرفة حدود الخط الأصفر يعيق عودة النازحين - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب خليل الشيخ:

 

"بأول يوم عدنا لغزة ويادوب بدأنا نتجه إلى شرق مخيم جباليا، وفجأة طائرة كواد كابتر حلقت في السماء والناس عادوا لاهثين وأبلغونا بأن المنطقة خطر" هكذا قال "أبو العبد" القاضي (56 عاماً) الذي كان يسكن في منطقة تل الزعتر شرق مخيم جباليا، بعدما لم يتمكن في الوصول لمنزله المدمر.
وأضاف القاضي لـ"الأيام": "مش عارفين وين احنا هل مسموح نروح ع دورنا ولا لا، وكمان بقولوا هنا الخط الأصفر واحنا لا عارفين أصفر ولا أحمر".
وأوضح أنه لم يعد مع عائلته بل رافقه ابنه الشاب محمد (23 عاماً) فقط، الذي غامر محاولاً التقدم نحو الشرق، إلا أنه لم يستكمل مغامراته وتعرض لخطر شديد.
وقال محمد: "اردت أن استطلع حتى اعلم إلى أي مسافة يمكن العودة، إلا أن الناس الذين سبقوني كانوا يشعرون بالخوف وامروني بالعودة معهم"، مشيراً إلى أن أقصى مسافة يمكن الوصول إليها هي الجهة الغربية لمخيم جباليا.
وأضاف "تبقى نحو أربعة كيلومترات حتى نصل مستشفى العودة في تل الزعتر المُخلى تماماً من ساكنيه".

 

عدم معرفة حدود الخط الأصفر
وادى عدم معرفة المواطنين بالحدود الوهمية فيما يتعلق بالخط الاصفر لاستشهاد خمسة مواطنين كانوا قد وصلوا الى حي الشجاعية بغزة امس.
وقال شهود عيان ان الشهداء لم يعرفوا تفاصيل عما تسميه اسرائيل الخط الاصفر، مشيرين الى انهم حاولوا الوصول لمنازلهم الواقعة وسط حي الشجاعية وباغتتهم مسيرة اسرائيلية باطلاق النار.
وعبر الشهود ومواطنون آخرون عن انزعاجهم من عدم معرفتهم بتفاصيل الاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل وإلى أين يمكن العودة بعد وقف إطلاق النار، مطالبين بإعلامهم عبر وسائل الإعلام بالحدود الوهمية للخط الأصفر وعدم تركهم للتعرض لخطر إطلاق النار.
تقول المواطنة آلاء (31 عاماً) من بلدة جباليا "فور وصولي لمنزلنا شرق البلدة والقريب من شارع صلاح الدين رأيت ناقلة جند متجهة ناحيتنا فهربنا بسرعة".
وأضافت "شعرنا بان الناقلة تلاحقنا لمسافة كيلومتر ونحن متجهون غرباً حتى اضطررنا للمكوث في منزل يقع في حي الصفطاوي غرب جباليا".
يذكر أن غالبية المواطنين العائدين يجهلون مخرجات الاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل وإلى أي مدى يمكنهم العودة.
قال إبراهيم الكحلوت (40 عاماً) "المفروض في جهة فلسطينية تعلم الناس بحقيقة الأمر ولا تتركهم هكذا يعودون ثم يتعرضون للخطر"، موضحاً أن محاولات البعض الوصول لمنازلهم فيما بعد ما يسمى بالخط الأصفر كلها باءت بالفشل وعاد هؤلاء أدراجهم دون أن يتفقدوا منازلهم أو حتى يصلوا إليها.
واضاف الكحلوت لـ"الأيام" إنه يسكن في حي التوبة وسط مخيم جباليا وقد غادر محل نزوحه بالقرب من منزله المدمر في وقت سابق من الحرب تحت وطأة الصواريخ والقذائف، ولا يعلم ماذا بشأن الخيمة والأثاث الذي تركه خلفه.
ورغم مرور قرابة أسبوع على وقف إطلاق النار والعودة من جنوب القطاع إلى شماله لا تزال الغالبية من العائدين يشعرون بالصدمة ويواجهون مصاعب بشأن قرار العودة من عدمه.

 

مواصلة النزوح جنوباً
"سأبقى نازحاً في جنوب القطاع ولن أستطيع العودة إلى حي الشجاعية" هكذا قال المواطن بشير السويركي (52 عاماً) الذي علم باستمرار وجود الاحتلال عند تلة المنطار.
وأضاف السويركي "انتقلت مع عائلتي من حي الزوايدة عبر شاحنة كبيرة متوجهاً إلى منزلي إلا أنني لم استطع الدخول كباقي العائلات فاضطررت للرجوع ومواصلة النزوح مرة أخرى".
وتحدث "السويركي عن متاعب العودة والنزوح مرة أخرى وتكاليف النقل، لافتاً إلى أن الجهل بتفاصيل الاتفاق كلفه كثيراً.

 

لا يملك مقابل النقل
من جانبه قال محمد الكفارنة (32 عاماً) من بيت حانون إنه لم يعد إلى مكان سكنه ويقصد منزله المدمر وسط بلدة بيت حانون بسبب عدم امتلاكه تكاليف النقل.
وأضاف لـ"الأيام" أن تكلفة النقل قد تتراوح ما بين 2000 إلى 2500 شيكل وهو مبلغ لم يمتلكه منذ اكثر من عامين، مفضلاً أن يواصل نزوحه في خيمته المقامة اقصى جنوب دير البلح.
واشتكى الكفارنة، الذي يعيل ثلاثة أطفال وزوجته ووالديه كبيري السن، ويعاني من آلام إصابة سابقة تعرض لها خلال فترة النزوح في الشهور الماضية من صعوبة العيش بشكل عام.
يذكر أن الاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل جعل الأخيرة تسيطر على النصف الشرقي على طول القطاع بالإضافة إلى اقتطاع عدة كيلومترات شمال بيت لاهيا وجنوب مدينة رفح.

 

0 تعليق