أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن عملية توسيع نطاق المساعدات الإنسانية في قطاع غزة "تجري على قدم وساق"، مشيراً إلى دخول شحنات غاز الطهي إلى القطاع للمرة الأولى منذ شهر مارس الماضي، في تطور يعدّ خطوة مهمة لدعم السكان المحليين بعد الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار.
وقف إطلاق النار وتمهيد للمساعدات
ويأتي هذا التطور بالتزامن مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين كيان الاحتلال وحركة حماس حيز التنفيذ، والذي جرى التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية وتركية وأمريكية، ما أتاح فرصاً لتسريع وتيرة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين منذ فترة طويلة.
دخول غاز الطهي ومساعدات نوعية
وأوضح "أوتشا" أن يوم الأحد شهد دخول شحنات من غاز الطهي، إضافة إلى الخيام واللحوم المجمدة والفواكه الطازجة والدقيق والأدوية. وأشار المكتب إلى أن هذه المواد الأساسية تمثل خطوة كبيرة نحو تخفيف الأزمة الإنسانية وتلبية الاحتياجات اليومية للسكان، خصوصاً مع استمرار نقص الوقود والمواد الغذائية في القطاع.
على الصعيد الميداني، قامت الأمم المتحدة وشركاؤها بتوزيع مئات الآلاف من الوجبات الساخنة وحزم الخبز على المواطنين في مناطق شمال وجنوب غزة، لتخفيف المعاناة اليومية للسكان بعد أشهر من القيود والظروف الصعبة.
خطة الـ60 يوماً.. 190 ألف طن من الإمدادات
وأشار مكتب "أوتشا" إلى أنه حصل على موافقة الاحتلال للمضي قدماً بإدخال المزيد من المساعدات، مؤكداً أنه تم تأمين نحو 190 ألف طن متري من الإمدادات المتنوعة.
ولفت البيان إلى أن هذه الكمية تمثل البداية فقط، حيث ستواصل الأمم المتحدة وشركاؤها توسيع نطاق عملياتها على مدار خطة الـ 60 يوماً الأولى لوقف إطلاق النار، لتقديم المساعدة لكل شخص تقريباً في جميع أنحاء غزة.
وأكد المكتب أن التركيز ينصب حالياً على إيصال المساعدات الأساسية وتوفير الاحتياجات الغذائية والطبية لجميع السكان، مع تعزيز الاستجابة الإنسانية بما يشمل المياه النظيفة والخدمات الصحية والخيام للحماية الطارئة. كما يشمل البرنامج توزيع مواد غذائية وأنشطة دعم للأطفال والمسنين، ضمن جهود شاملة لتخفيف المعاناة الإنسانية وتحسين الظروف المعيشية بعد أشهر من النزاع.
ويعد دخول شحنات غاز الطهي خطوة رمزية وملموسة على حد سواء، إذ يمثل بداية عملية إعادة تأهيل البنية الأساسية للقطاع وتحسين جودة حياة السكان، بعد أشهر من الحصار والقيود التي أثرت على حياة المدنيين بشكل كبير.
مع استمرار التنفيذ الكامل لخطة الـ60 يوماً، تتوقع الأمم المتحدة وشركاؤها زيادة توزيع المساعدات تدريجياً لتغطية جميع المناطق، بما يضمن تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان وتحقيق استقرار نسبي في الوضع الإنساني في القطاع.
0 تعليق