وثائق سرية تكشف كذبة أشرف مروان حول صواريخ سكود التي أرعبت إسرائيل - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشفت وثائق سرية نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية دور المصري أشرف مروان، الملقب بـ«الملاك»، في تضليل جهاز الموساد الإسرائيلي قبيل اندلاع حرب أكتوبر 1973، وساهم في إضعاف الجاهزية الإسرائيلية عندما شنت مصر وسورية هجوماً مفاجئاً في السادس من أكتوبر.

من هو أشرف مروان

وأشرف مروان هو رجل أعمال مصري وصهر الرئيس جمال عبدالناصر، كان عميلا للموساد في الستينيات والسبعينيات، لكنه أثار جدلاً واسعاً حول ما إذا كان عميلاً مزدوجاً يخدم المصالح المصرية، توفي في ظروف غامضة عام 2007 بلندن.

وأوضحت الوثائق أن مروان، الذي كان يُعتبر أحد أهم العملاء لإسرائيل في ذلك الوقت، قدم تقارير مضللة أكدت أن مصر لن تدخل حرباً مع إسرائيل قبل نهاية عام 1973، مما دفع القيادة الإسرائيلية إلى إلغاء حالة التأهب العسكري واستئناف الروتين خلال أغسطس وسبتمبر 1973.

وبحسب المؤرخ الإسرائيلي أوري بار يوسف في كتابه «المراقب الذي غلبه النعاس»، فإن قرار مصر بعدم شن الحرب في مايو 1973، كما توقع البعض، عزز ثقة الموساد في تقارير مروان، مما أدى إلى كارثة استخباراتية في نهاية الصيف، كما أن «مروان لم يكتفِ بتقديم تقارير مكتوبة، بل حرص على طمأنة الرأي العام الإسرائيلي من خلال تصريحات قللت من جدية الرئيس المصري أنور السادات»، واصفاً إياه بـ«الرجل الضعيف» الذي «يغير رأيه باستمرار»، ومؤكداً أن الجيش المصري لا يثق بقراراته.

وأوضحت الصحيفة أن مروان قدم صورة مغلوطة عن الوضع في مصر، مشيراً إلى مشكلات اقتصادية وصعوبات سياسية تواجه السادات، مما جعل الموساد يعتقد أن الحرب مستبعدة، وأنه في سبتمبر 1973 قدم معلومتين مطمئنتين لرئيس الموساد تسفي زامير أدتا إلى رفع تقرير لهيئة الأركان العامة في 24 سبتمبر بأن الحرب غير متوقعة، لكن في الخامس من أكتوبر، قدم مروان تحذيراً متأخراً وغامضاً عن احتمال الحرب، وهو ما يُعتقد أنه كان محاولة للحفاظ على مصداقيته كعميل.

معلومات كاذبة

وكشف الصحيفة أنه بعد اندلاع الحرب، وفي 19 أكتوبر 1973، استدعى مروان رئيس الموساد إلى باريس، حيث قدم معلومات كاذبة عن قوة مصر العسكرية، مدعياً أن القاهرة تمتلك 400 صاروخ سكود موجهة إلى تل أبيب، وأن السادات يخطط لـ«حرب طويلة الأمد» مع جنود مختبئين في دلتا النيل.

وأوضحت أن هذه المعلومات، التي ثبت لاحقاً أنها لا أساس لها، هدفت إلى إخافة إسرائيل ودفعها نحو قبول وقف إطلاق نار سريع بشروط مواتية لمصر، وبالفعل، نجحت هذه الخدعة في تأخير التحركات العسكرية الإسرائيلية، مما ساهم في تحقيق أهداف السادات الإستراتيجية.

تكشف هذه الوثائق مدى تعقيد لعبة الاستخبارات في تلك الفترة، وتبرز دور مروان كعميل مزدوج استطاع خداع إسرائيل ببراعة، مما جعل حرب أكتوبر واحدة من أكبر المفاجآت الإستراتيجية في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي.

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق